| العالم اليوم
* القاهر محيي الدين سعيد:
^^^^^^^^^^^^
وسط حضور مكثف شهدت نقابة المحامين المصرية أولى جلسات المحاكمة الشعبية لرئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون بحضور شخصيات عربية ودولية وممثلين للاحزاب والنقابات المهنية المصرية وشهدها من المملكة العربية السعودية المفكر والقانوني فراج العقلة والمحامي سلطان حواس.
^^^^^^^^^^^^
وجهت المحاكمة لشارون قائمة اتهام اكدت ان شارون ارتكب في الفترة من عام 1944 حتى الآن عدداً كبيرا من الجرائم في حق الشعوب العربية في فلسطين ومصر والاردن ولبنان.
وفصل قرار الاتهام هذه الجرائم في اولا: انتهاك قواعد القانون الدولي العام واتفاقية تجريم الإبادة الجماعية وهي الاتفاقية التي اقرتها بالاجماع الجمعية العامة للامم المتحدة في 9 ديسمبر 1948 ووضعت موضع التنفيذ اعتباراً من 12 يناير 1951 وكان هدفها منع هذه الجرائم والعقاب عليها سواء ارتكبت في زمن الحرب او السلم على حد سواء.
واشار الى انه في ضوء هذه الاتفاقية فإن شارون يتحمل مسؤولية ارتكاب الجرائم التالية:
في عام 1944 قتل وآخرين مجهولين الطفل نجل الفلسطيني عز الوهابي وقام بفصل رأسه عن جسده بآلة حادة )سكين(.
* في عام 1948م وكونه احد قيادات عصابات الهجناه الإرهابية قام بدور رئيسي في مذبحة دير ياسين. وفي العام نفسه ايضا قام بقيادة مجموعة من الشبان الصهاينة منهم ايهود باراك بارتكاب جريمة خطف فتاتين فلسطينيتين واغتصابهما ثم قتلهما. وقام في العام نفسه بالاشتراك مع ايهود بارك وآخرين مجهولين بقتل عشرين طفلاً فلسطينياً حرقاً بالنار وتقطيعاً للاوصال.
وقتل عمداً مواطناً فلسطينيا ًوطفلاً عام 1948 إبان مذبحة دير ياسين حسبما قرر بنفسه في خطاب ألقاه أمام قيادات الوحدة المركزية الاسرائيلية بعد مذابح صابرا وشاتيلا.
استمرار المذابح
* وفي غضون عامي 1952 1953 قام شارون بقيادة الفرقة الرابعة من قوة الهجناه الارهابية الى قرية )قبية( في الضفة الغربية وارتكب مذابح راح ضحيتها 65 فلسطينياً من الاطفال والنساء والرجال منهم 20 طفلاً و15 امرأة وباشر القتل بنفسه حيث دبر واصدر اوامره الى جنوده كونه قائد كتيبة الاحتياط في لواء القدس بإطلاق النار على النساء العربيات في قطنا الغربية حال توجههن الى بئر المياه وقتلوا فتاتين من القرية كانتا في طريقهما لاخذ المياه من البئر فوقعت الوفاة لهما نتيجة ذلك وقد تم ذلك دون مبرر وانما بدافع المغامرة والطيش والعبث وذلك ما ترسخ في بعض ضباطه، كما تم ذلك دون موافقة قيادته أو ابلاغهم بما عزم عليه.
* في غضون شهر سبتمبر عام 1953وما بعده وبصفته قائداً للوحدة 101 توجه شارون وجنوده لطرد افراد عشيرة العزازمة من النقب وفي وضح النهار اقتحموا الخيام البدوية وهم يطلقون النار في كل الاتجاهات وخلفت العملية عدداً من الاصابات.
* في اواخر العام 1955 خطط ونفذ وقاد شخصياً عصابة صهيونية ارهابية وقاموا بدك قرية )قبية( الفلسطينية ومسجدها مما ادى الى وفاة 50 امرأة ومئات الاطفال ممن احتموا بالمسجد، كما دك مدرسة القرية فدمرها ودفن تحت ركامها الاهالي الذين تحصنوا بها.
* خطط شارون واصدر امراً بصفته قائدا للوحدة 101 بالهجوم على مخيم البريج للاجئين في غزة واودت هذه العملية الاجرامية بحياة خمسة عشر شخصاً من سكان المخيم ومنهم النساء والاطفال وهو الامر الذي دعا رئيس الاركان الى طلب توضيحات من )شاحام( قائد شارون الاعلى آنذاك حول الظروف التي قادت الى هذه النتيجة البشعة.
* في يوم 4 مايو 1954 قتل عمداً مع سبق الاصرار والترصد خمسة افراد ذبحاً من مساكن البدو انتقاماً لمقتل اخت قائده مائير هارسون، كما خطط لاسر مجموعة من الضباط الاردنيين بأن قام بقيادة مجموعة من المظليين كتيبة 890 ثم لواء 202 وتنكروا في زي مراقبي الامم المتحدة وقاموا بالعبور الى الحدود الاردنية بدعوى تسليم راعيين ضالين الطريق فكانوا في حقيقة الامر ينوون اسر مجموعة من الضباط الاردنيين وخاب اثر الجريمة لاسباب لا دخل لارادتهم فيها.
* في العام 1956 قتل شارون وآخرون 35 ضابطاً وجندياً اسرى في ممر متلا مخالفة لاحكام القانون الدولي والاتفاقيات الدولية الخاصة بمعاملة الاسرى.
وفي العام نفسه خطط ونفذ بقيادته تنظيم )الطليعة الصهيونية( ونسف فندق سميراميس بالقدس فوقع نتيجة لذلك وفاة 23 فلسطينيا.
وفي العام نفسه ارتكب وآخرون مذبحة بشعة في كفر قاسم وقتلوا 125 رجلا و65 امرأة و35 طفلاً.
جرائم بشعة
وشمل قرار الاتهام ايضا قيام شارون بخرق ميثاق الامم المتحدة والازدراء به وبالتالي احتقار إرادة المجتمع الدولي وذلك بقيامه بعدد من الجرائم البشعة ذكر قرار الاتهام منها:
* قتل بنفسه سيدة فلسطينية اسيرة وهي حامل بعد بقر بطنها.
* قاد بنفسه رغم كونه وزيراً للحرب فرقة عسكرية وارتكب مجزرة بشعة في قرية الشوف اللبنانية.
* في 28 سبتمبر 2000 قام بانتهاك حرمة المقدسات الاسلامية عمداً ودنس المسجد الاقصى المبارك.
* أمر بقصف المدن والقرى الفلسطينية الخاضعة لسيطرة الحكم الذاتي الفلسطيني مما ترتب عليه قتل واصابة عشرات ومئات الفلسطينيين.
* قام بخرق كافة الاتفاقات المبرمة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وضرب بكافة المواثيق الدولية التي ابرمها رؤساء وزارات اسرائيل قبله عرض الحائط.
واستخدم الاسلحة المحرمة دوليا ضد المدنيين العزل في الاراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية.
* ان شارون كونه قائد الجيش ووزير الحرب امر وخطط وحرض جيشه والجيش التابع له والكتائب في السادس عشر من سبتمبر 1982 وما بعده على ارتكاب مذبحة بشعة لسكان صبرا وشاتيلا شملت جرائم قتل بالجملة للرجال والنساء والشباب والشيوخ والاطفال وجرائم تقطيع اطراف وقص اصابع وسمل عيون وبتر أنوف وآذان.
* وفي مايو الماضي قامت قواته وطبقاً لاوامره وخطة المائة يوم التي وضعها بقصف مخيم اللاجئين الفلسطنيين برفح بقطاع غزة فأصيبت الرضيعة ايمان حجو اصابة ادت لاستشهادها.
* وفي مايو الماضي ايضا قامت قواته وبناء على اوامره كونه رئيسا ًللوزراء بقصف مقر قوات الامن الفلسطينية مما نتج عنه قتل 12 شهيدا فلسطينيا من شرطة حفظ النظام في شمال الضفة الغربية، كما عثر على جثتي نبيل اسماعيل 20 عاما ورامي ياسين 20 عاما وتوفي مهند بني عودة 22 عاما متأثرا بجراحه.
* وذكر قرار الاتهام ان شارون كونه وزيراً للحرب وقائداً للجيش الصهيوني قام بقصف مدينة بيروت يوم 4 يونيو 1982م وكانت النتيجة سقوط اكثر من خمسين قتيلاً ومائتي جريح وكانت غالبية الضحايا من المدنيين وقد تواصلت الهجوم والمذابح حتى نهاية عام 1982.
أعتى المجرمين
وخلال المحاكمة اكد سامح عاشور رئيس اتحاد المحامين العرب ونقيب المحامين المصريين ورئيس جلسة المحاكمة ان هذه المحاكمة لا تستهدف شارون وحده وانما نختاره كنموذج للصهيوني البشع الذي مارس كل انواع الجرائم في حق الشعوب العربية.
واضاف ان هذه المحاكمة هي نموذج لمحاكمة أعتى مجرمي الحرب في التاريخ ذلك ان ما يحدث في فلسطين حالياً والكلام لعاشور لم يحدث مثله حتى في أيام التتار والصليبيين.
واكد عاشور ان هذه المحاكمة لن تكون الاخيرة وانما هي بداية لسلسلة من المحاكمات يعقدها القانونيون في مصر والوطن العربي لمحاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين، مشيراً الى انها ايضا رسالة دعم لنضال الشعب الفلسطيني من اجل استرداد اراضيه كاملة من البحر الى النهر.
وشدد عاشور على ان نموذج المقاومة في الجنوب اللبناني هو النموذج الامثل للخطاب الذي تفهمه اسرائيل وان ذلك يستدعي دعماً عربياً واسعاً لانتفاضة الشعب الفلسطيني لتحقيق حريته.ويؤكد سيف الاسلام حسن البنا امين عام نقابة المحامين المصرية ان النقابة المصرية سوف تواصل ملاحقة شارون قانونياً في كافة المحافل والمنتديات الدولية للمطالبة بمحاكمته كمجرم حرب.
ويتحدث الدكتور عبدالوهاب السيري مؤلف موسوعة «اليهود واليهودية والصهيونية». عن محاكمة شارون فيقول ان ما يقوم به شارون ليس استثناء وانما هو القاعدة في الكيان الصهيوني مؤكدا ان المحاكمة ليست لشخص وانما هي نمط عام لا يضم اسرائيل فحسب وانما ايضاً كل الجيوب الاستيطانية الاحلالية في مختلف مناطق العالم مذكراً بما فعله المستوطنون البيض في امريكا الشمالية وما فعلته الولايات المتحدة في فيتنام وفرنسا في الجزائر.
ويشير المسيري الى ان المؤسسة الصهيونية تقوم على فكرة ان فلسطين ارض بلا شعب ومن هذا المنظور يتحرك شارون الذي تسلم في طفولته حسب المسيري هدية من والدته في عيد ميلاده عبارة عن مسدس.
ويؤكد المسيري ان شارون هو رمز جيد لاسرائيل ولكل التجارب الاستيطانية التي ابادت الملايين مشيراً الى ان ما فعله في صبرا وشاتيلا هو عمليات قتل منظم وهولوكست كما ان مجموعة 101 التي قام بتأسيسها بغرض العمليات الخاصة لم تكن جزءاً من القوات المسلحة ولا تخضع لقوانين الحرب المعروفة وانما تمثل خلية ارهابية.ويرى عادل عيد المحامي وعضو مجلس الشعب ان شارون يستحق عقاباً من نفس جنس عمله حيث يستحق ليس اعدامه وانما ان تقطع اطرافه ويجدع انفه ثم يلقى في النار حياً ليلقى مصير من قام بتعذيبهم وقتلهم.
|
|
|
|
|