|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة بعد التحية
في يوم السبت الثالث من شهر ربيع الأول انقطع التيار الكهربائي عن 8 أحياء في مدينة الرياض فتعطلت مصالح كثيرة بعضها يدعو للدهشة والاستغراب وبعضها يدعو للسخرية والامتعاض.. خرجت من منزلي كعادة البشر لاستجلاب الرزق.. توجهت إلى احدى محطات البنزين فلم أجد أحداً.. ثم أبصرت العامل من بعيد يشير الى أن المحطة لا تعمل بسبب تعطل الكهرباء.
أما محلات بيع الأدوات الكهربائية فاكتظت بالناس كل يطلب جهاز اضاءة على البطاريات.. فعمد بعض العاملين إلى ا ستغلال الأزمة ورفعوا السعر.. بل إن الطلبات كانت بالحجز المسبق.
تحركت الى أحد البنوك فإذا الموظف المختص يشير إلي بعدم قبول أي عملية لتعطل الأجهزة بسبب انقطاع الكهرباء. المركز الصحي في الحي لم يستقبل أغلب الحالات بسبب أن غرف الأطباء داخلية ومظلمة جداً مع شدة الحر.. أما اشارات المرور فحدث ولا حرج فقد انتدبت الشرطة قوات أمن الطوارئ من المواطنين الذين قاموا بأنفسهم لترتيب وتسيير حركة المرور في أغلب الاشارات لعدم وجود فرق للتنظيم بسبب كثرة الأعمال والاستنفار العام؟! هكذا أفاد أحد العاملين في 999 عندما اتصلت به وأخبرته أن اشارة مهمة وحيوية في حي الربوة وأخرى في الروابي ليس عندها أحد ينظم. الطريف في الأمر ان احد أقاربي ممن يمتحنون في المدارس الليلية لم يختبر بسبب تأجيل الامتحان فقال: الحمد لله لأني لم أذاكر جيداً .السؤال المطروح دائماً على مستوى الأفراد أولاً ما هي الاستعدادات التي توفرت في منازلنا لمثل هذه الحالات.. هل نظل نتحرك في الوقت الضائع.. لا نستعد لأي نازلة.. لا نفكر إلا في الوقت الذي نعيشه؟! هذه من أصعب الأمور وأمرها يا ناس. أما على المستوى العام فإن المسؤولية عظيمة على كل الجهات المعنية بمثل هذه الحوادث الطارئة؟!
لا قدر الله لو ان العطل على مدينة الرياض ومعه عطل في الهاتف وآخر في الماء فماذا ستعمل إدارة المرور والشرطة.. وماذا سيحصل للبنوك والمستشفيات.. وماذا عن المدارس والأماكن العامة اللهم سلم سلم.
رجعت إلى منزلي متوعكاً مهموماً من هذه الحالة المحزنة وطلبت من أهلي أن يصنعوا لي فنجان قهوة فقالوا: لا يوجد كهرباء. ما علاقة الكهرباء بالقهوة؟
قالوا الفرن عندنا يعمل على الكهرباء وليس عندنا غاز!!
عثمان القصير
جامعة الملك سعود
|
|
|
|
|
