أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 28th June,2001 العدد:10500الطبعةالاولـي الخميس 7 ,ربيع الثاني 1422

عزيزتـي الجزيرة

عرض صريح لحقوق الإنسان
إنها من أهم المواضيع التي يدور حولها الجدل
عزيزتي الجزيرة
بعد التحية:
كما يعلم الجميع أن هذا الموضوع هو من أهم المواضيع التي ناقشها المثقفون ولكن أحببت أن أضيف إضافة موجزة عن حقوق الإنسان عامة وحقوق العمال وحقوق المرأة وحقوق الزوج وحقوق الخدم والخادمات وحقوق المعلم والطالب وهي من أهم المواضيع المعاصرة التي يدور حولها الجدل.
وخير بداية لمناقشة هذا الموضوع الهام هو ذكر عدد من الآيات الكريمة التي تحث على حفظ حقوق الإنسان وتكريمه.. حيث قال تعالى: «ولقد كرَّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر».. وهذه الآية تدل على أن أول من نادى بحفظ حقوق الإنسان هو خالق الإنسان سبحانه وتعالى.
وفي آية أخرى أمر الله سبحانه وتعالى الملائكة بأن يسجدوا لآدم تحية وتكريماً لأبي البشر عليه السلام.. وذلك في قوله تعالى: «وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين».
ومن السنة النبوية المطهرة قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع.. «يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى» رواه أحمد في مسنده.
وهذا الحديث يرد على الذين يدَّعون حفظ حقوق الإنسان في بلادهم.. وكلنا يعرف ماذا فعل البيض بالسود في منتصف القرن التاسع عشر في أمريكا.
وماذا فعل الفرنسيون بالجزائر من قتل جماعي لأكثر من مليون شهيد.
ثم يخرج علينا هؤلاء ويقولون: إن حقوق الإنسان ضائعة في البلاد العربية وفي بلادنا العزيزة.. التي تطبق التعاليم الإسلامية والشرعية في المحافظة على حقوق الإنسان ... وذلك بشهادة كبار مفكريهم وشخصياتهم السياسية عندما زاروا المملكة العربية السعودية في السابق.
ونجد قمة التناقض عند هؤلاء الغربيين والشرقيين عندما ثار العالم بقيادة الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو واليونوسيف من أجل حفظ حقوق الأصنام في أفغانستان.
وغاب عن هؤلاء طوال السنوات الماضية الأطفال الذين يموتون في أفغانستان وذلك بسبب الجوع وقلة الدعم المادي.. وغضوا الطرف عن المجازر التي تحدث يومياً في أرض فلسطين من قبل اليهود الغاضبين.
حيث يسمون قطع يد السارق عندما يسرق أموال الآخرين ويتعدى عليهم.. يسمون هذا العمل تعذيباً لذلك الإنسان... ونحن نقول بل هذه العقوبة فيها حفظ لحقوق الآخرين مادياً وأمنياً.. و .. من أكثر الجرائم المنتشرة في بلادهم هي جريمة السرقة: حيث إنهم لم يطبقوا عقاباً رادعاً لها.. ومن أسباب وقوع الجرائم ومنها جريمة القتل والتعدي على الآخرين هو عدم احترام مشاعر الآخرين.. وكثير من الجرائم تحدث بسبب كلمة جارحة قد تؤدي تلك الكلمة إلى جريمة كبيرة.. وهذه نتيجة عدم احترام الإنسان لحقوق أخيه.
ونتكلم عن حقوق العمال.. وهي للأسف الشديد الآن من أهم القضايا التي انتشرت في وقتنا الحاضر حيث ضاعت حقوق العمال في كثير من الشركات والمؤسسات العربية والإسلامية قبل الأجنبية.. وللأسف الشديد، حيث تأتي إلى مكاتب العمل كثير من شكاوى العمال بسبب ضياع حقوق العمال المادية حيث تتأخر الرواتب لكثير منهم إلى عدة شهور.. ثم يطالبونهم بالعمل المتقن والمنظم...!!!.
وهذا يخالف ما جاء في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه. أو بمعنى الحديث.. حيث إن هذا الحديث فيه إشارة صريحة وواضحة إلى حفظ حقوق العمال مادياً ومعنوياً.. وكذلك تكليفهم بعمل ساعات إضافية مرهقة لهم في اليوم الواحد وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على راحة الجسد وتحديد أوقات العمل.. وذلك عندما قال صلى الله عليه وسلم لسلمان الفارسي رضي الله عنه: وإن لبدنك عليك حقا.. أو بمعنى الحديث.. وهذا الحديث يدل على تنظيم ساعات العمل وألا يجهد الإنسان نفسه أكثر من طاقتها فأين نحن من هذا الحديث الشريف.
وكذلك لا ننسى حقوق الخدم والخادمات في منازلنا..فعلينا احترام هؤلاء البشر ولا نسيء إليهم.. لا بقول جارح ولا برفع أصواتنا في جوههم.. وكذلك علينا تعويد أولادنا منذ الصغر على احترام هؤلاء الضعفاء.
وأفضل من عامل الخدم والخادمات هو قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك في حديث أنس رضي الله عنه حين قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال لي أفاً قط ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا، وفي رواية أخرى ولا عاب علي شيئاً. رواه مسلم.
فأين نحن من هذا الحديث العظيم.
ومن أهم المشاكل التي تحدث الآن في مجتمعنا ويكون سببها الطلاق وخراب الديار.. سوء معاملتنا لهؤلاء الخادمات مما يجعل الخادمة عندما ترحل إلى بلادها.. تعمل المكائد لسيدتها.. عن طريق السحر وغيره من الأعمال الشريرة وذلك بسبب إساءة ربة البيت لتلك الخادمة الضعيفة.. مما جعلها تكيد لها في النهاية.
أما فيما يتعلق بحقوق المرأة .. فقد قال تعالى في كتابه العزيز:«وعاشروهن بالمعروف» .. وكانت آخر وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم قبل موته في حجة الوداع .. هي الحث على أن نستوصي بالنساء خيراً وجعلهن في مرتبة عظيمة بعد وصيته الأولى عن الصلاة .. وهذا من أكبر الأدلة التي تدل على حفظ الإسلام لحقوق المرأة وتكريمها والإحسان إليها.
وقد أمر الإسلام المرأة بالالتزام بالحجاب الشرعي وتغطية الوجه حرصاً على صيانة عرضها وحفظها من الذئاب البشرية التي تتربص بها وتنظر إلى جسدها .. بحيث لا تدع مجالاً للرجل أن ينظر إليها ويطمع بها.. وهذا ما تتعرض له المرأة في كثير من بلاد الغرب من تحرشات جنسية متكررة تطورت إلى حد الاعتداء الجنسي والاغتصاب الذي انتشر في بلادهم بصورة مروِّعة وأقلقت أمنهم الوطني.. وذلك بسبب تركها للحجاب الذي يغطي جسدها ويحفظها بعد الله من كل اعتداء.
وقد أجرت كبريات الصحف والمجلات في أمريكا مقابلات مع عدد كبير من النساء العاملات في المصانع والمؤسسات التي يكثر فيها الاختلاط بين الجنسين.. وفي استفتاء آخر.. حيث قال معظمهن إنهن يردن ترك العمل والرجوع إلى المنزل والتفرغ لتربية صغارهن.. وذلك مما يجدنه من مضايقات وتحرشات جنسية خطيرة في مقر عملهن طوال فترة العمل.
كانت المرأة في اليونان قديماً كالسلعة تباع وتشترى.. مع الأمتعة الأخرى وكانت في العصر الجاهلي قبل الإسلام من بقايا الإرث وهي لا ترث، وكانت في عرف القانون الإنجليزي في سابق الزمان لم يكن لها حق الملكية إلا قبل عشرين عاماً تقريباً.. سمحوا لها بالتملك.
وقد حاول أعداء الإسلام خداع المرأة عن طريق الموضة حيث ينتجون كل عام ملابس نسائية شبه عارية.. لكي يظهر معظم جسد المرأة عارياً.. وذلك باسم التطور والحضارة .. والضحية دائماً هي المرأة.
ومن ضمن حقوق الإنسان حقوق الزوج والزوجة.. ففي عالم الأزواج قصص وعجائب معظمها يدور حول عدم احترام الزوج لزوجته الضعيفة فكما تعلمون أن المرأة صاحبة عاطفة قوية.. فالكلمة الطيبة تؤثر فيها كثيراً وكذلك العكس.. فنجد معظم الأزواج لا يجيدون التعامل مع المرأة بالشكل اللائق بها.. وتجد بعضهم يقوم بتوبيخها توبيخاً شديداً يصل إلى حد التجريح ، فكيف بعد ذلك تطيب العشرة بينهما؟!!
فهي قمة التناقض في العلاقات الزوجية.. التي تحدث الآن في وقتنا الحاضر.. وبعضهم لا يعطي المرأة حقها كاملاً سواء كانت تلك الحقوق مادية أو أسرية .. ثم يطالبها بتأدية حقوقه!!!
وكذلك العكس بالنسبة للزوجة مع زوجها.. فهي لا تقوم بأعمال البيت كاملة من ناحية الطبخ والغسيل ومتابعة الأبناء داخل المنزل وتقيم الخادمة نائبة عنها في تلك الواجبات المنزلية.. وفي النهاية صدام عنيف مع الزوج.
ونجدكثيراً من الزوجات لا تهتم بمظهرها ولا زينتها أمام زوجها.. ثم تقول في النهاية.. زوجي أهملني وانصرف عني، ولعل هذا السبب من أهم الأسباب التي تبعد الزوج عن زوجته .. وهو ما وقع فيه الآن أغلب الزوجات في وقتنا الحاضر.
ومن ضمن حقوق الإنسان حقوق المعلم وحقوق الطالب.. فعلى المعلم أن يحترم الطالب الذي أمامه... فلا يجرحه بكلمة جارحة أو يعامله معاملة سيئة فتكون تلك المعاملة محبطة لمعنويات ذلك الطالب ويكون في خوف مستمر من ذلك المعلم.
وكذلك على المعلم احترام وجهة نظر الطالب ولا يحتقرها مطلقاً لأن في ذلك تأثير سلبي على نفسية الطالب وتجعله يفقد الثقة بنفسه مستقبلاً.
فعلى المعلم أن يناقش ذلك الطالب بهدوء وبصدر رحب.. وليس عيباً أن يقول المعلم لا أعلم.. وفي النهاية يرد على الطالب بكلمة طيبة ومهذبة تكون خير ختام لتلك المناقشة.
لأن الكلمة الطيبة لها أثر كبير في نفس الطالب وتظل معه في ذهنه إلى أن يتخرج من الجامعة.
وهذا ما ينقص كثير من المعلمين في وقتنا الحاضر .. إما لقلة الخبرة في كيفية التعامل مع الطلاب ومراحلهم السنية الحساسة.. أو لعدم ثقة المعلم بنفسه وبعمله.. مما يجعله لا يحترم وجهة نظر ذلك الطالب ويحتقرها.
وهناك أيضا حقوق للمعلم يجب أن نحترمها ولا نتجاوزها.. وعلينا أن نحترم المعلم ونقدر جهوده ونعالج المشاكل التي تواجهه وتحد من طموحاته ونعوِّد الأبناء في المنزل على احترام المعلم وهذه نقطة هامة يغفل عنها الكثير من الآباء.. حيث إن في وقتنا الحاضر وللأسف الشديد.. ضاعت هيبة المعلم وحقوقه ومن أكثر الجهات المسؤولة... وكذلك بدأت وسائل الإعلام تقسو على المعلم وبصورة غير مباشرة من وقت لآخر وبدون سبب مقنع في أغلب الأحيان وتقيس حالة شاذة وقعت من معلم شاذ ومبتدئ .. فتكون تلك الحادثة الشاذة هي المقياس الشامل لأكثر من مائة وستين ألف معلم تقريباً في جميع أنحاء البلاد.. وهذا مما يندى له الجبين.
فبدلاً من مناقشة المشاكل التي تواجه المعلم في الوقت الحاضر .. من كثرة الأعمال الكتابية وتحميله الكثير من المسئوليات .. التي صرفته عن الأهداف الأساسية.. نجد هناك انتقادات دائمة لعمل المعلم.. فلذلك ضاع المعلم بين الأعمال الإدارية والأعمال الكتابية وبين تأدية مهمته الأساسية!!!
ومما يحزن له القلب .. وللأسف الشديد في وقتنا الحاضر هو ما يحصل الآن من تكبر الطالب على معلمه..بل يصل في بعض الأحيان إلى اعتداء الطالب على معلمه بالألفاظ الجارحة وربما الاعتداء عليه بالضرب!!.
.. وهذا ما وقع في بعض المدارس الثانوية.. وفي عدد من مناطق المملكة المختلفة .. وهي حوادث متكررة ومتعمدة وللأسف الشديد أن بعض تلك الحوادث شارك فيها بعض أولياء الأمور.
.. وقد نشرت الصحف تلك الاعتداءات الطلابية.. مما جعل بعض المعلمين يلقون باللائمة على وزارة المعارف وذلك بسبب أسلوب التهديد والوعيد لكل معلم يحمل العصا.. وعبر .. جميع الصحف وبصورة علنية مما أثر سلباً على فكر الطالب عندما يقرأ تلك الصحف.. فيخرج ذلك القارئ وذاك المشاهد بفكرة سيئة عن جميع المعلمين.. وكذلك بسبب تضخيم الإعلام لبعض الحوادث القليلة والنادرة ومن عدد قليل من المدرسين المستجدين مما نتج عنه ردة فعل عكسية من هؤلاء الطلاب نحو معلميهم بسبب ما يقرؤون ويشاهدون أمامهم... لأن جميع القراء والمشاهدين ليسوا سواء في تقييمهم للأمور التي أمامهم .. فمنهم المثقف ومنهم القارئ البسيط والمشاهد العادي.
وفي الختام نرجو أن نكون في هذا التعليق الموجز قد ناقشنا ما يتعلق بحقوق الإنسان بصورة صريحة وواضحة للجميع .. والله الهادي إلى سواء السبيل.
أ. مبارك بن فهد الغفيلي

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved