قتلوك يا طفلي الصغير..
وتراقصوا فرحاً بهذا النصر،
والفتح الكبير.
لما مررنا في زقاق الموت
نجهل ما المصير..
وإذا بأصوات الرصاص المرسلات الى الصدور
الهاطلات عليك كالمطر الغزير..
وهرعت مفزوعا تصيح وتستجير..
لكنهم لم يأبهوا لصراخك المحموم
لم يصغوا لصيحتك الطويلة..
جاءت تريدك فجأة
نيران أحفاد الخنازير، وأرباب الرذيلة..
وظننت ظهر أبيك أقوى من رصاص الغدر
فاخْتبأَتْ ورائي
كل أضلعك النحيلةْ..
لكنني لم أستطع أحميك يا طفلي
فعذراً
لم تكن عندي حيلةْ..
ما كان ظني في الرصاصات ستجرؤ
أن تمزق جلدك الناعم
أو تحرق عينيك الكحيلةْ..
أو أن أرى الغاصب يستشفي بمقتلك غليلهْ..
أو أن أراك أمام عيني تحتضرْ.
ناديتُهم:
لا تطلقوا النيران.. طفلي ها هنا
أتراهمُ ظنوا القذائف قد تلبس أناملك الصغيرةْ!؟
أم قطعة الحلوى التي أمسكتها
لاحت لأعينهم ذخيرةْ!!؟
لا يا بني..
فكل ما في الأمر
أنهم رأوا غضباً بعينيكَ وناراً تستعرْ..
وتوقعوا أنك قنبلة فخافوا
ذات يوم أن تثور وتنفجر..
قتلوك يا طفلي
وكان مرادهم
أن يقتلوا فيك احتمالات حفيد
لصلاح أو عمر.
قتلوك يا طفلي..
وإني مؤمن بالله
راض بالقضاء وبالقدر.
يا درتي..
حسبي بقتلك أن أكون أبا الشهيد
وأن تجنبني شفاعتك عذاباً في سقر.
يا أيها الحكام..
يا شعب العروبة يا غثاء السيل..
يا إخواننا في الله..
يا دنيا، ويا كل البشر..
إن يسرق الأعداء منا درة
فبحارنا الغضبى
مليئات بآلاف الدرر.
فلتصمدي يا قدس إنا صامدون..
وجهادنا المدعو بالإرهاب
لن ننهيه
حتى ننتهي، أو ينتهونْ..
حتى يكونوا الأوحدين على ترابك
أو نكونْ..
حتى يهونوا تحت قبضتنا..
ولكن لن نهونْ.
وإذا فنت أجسادتنا قتلاً
سينتفض الحجرْ..
وسنستمر
وغدا برغم أنوف كل الرافضين.. سننتصر.