| نادى السيارات
*
1- مرت أعوام عديدة عفا عنها الزمن ومع ذلك لم يلتفت أحد من المسؤولين عن ادارة السير والحركة في المرور أو البلديات إلى المعاناة التي تحدث يومياً في جزء حيوي وهام من طريق الملك عبدالعزيز «ألا وهو الوصلة الممتدة بين دوار المطار القديم وحتى نهاية الطريق باتجاه الشمال نحو الطريق الدائري الشمالي لمدينة الرياض».
2- الرسم الهندسي يوضح طبيعة المشكلة التي تواجه السائقين على امتداد هذا الشريان في العاصمة الرياض حيث تكمن المشكلة في وجود منافذ دخول / خروج على امتداد هذا الطريق الحيوي دون أن يتم تصميم هذه المنافذ بطريقة هندسية صحيحة تسمح بسيولة الحركة المرورية للسيارات بشكل آمن، وكثيراً ما تقع الحوادث عند هذه المنافذ بسبب انعطاف السائقين دخولاً وخروجاً دون أن توجد لوحات ارشادية توضح أن الانعطاف نحو اليسار أو اليمين ممنوع وبالتالي فلا هؤلاء ولا أولئك يعرفون أفضلية الطريق لمن، في ظل غياب التصميم الهندسي الصحيح للأرصفة وعدم وجود لوحات ارشادية، وتزداد الخطورة إذا علمنا - وكما هو واضح في الصور - قرب ارتكاز أعمدة الانارة من نهاية أو بداية هذه الأرصفة مما يعني أن أقل خطأ في التجاوز سينشأ عنه ارتطام بأحد هذه الأعمدة.
3- الرسم الهندسي يوضح فقط )26( منفذاً جانبياً تقع ضمن مسافة لا تتجاوز 5 كلم فحسب، وهي المنطقة الواقعة بين دوار المطار القديم وحتى تقاطع طريق الملك عبدالعزيز مع طريق الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، أما إذا أردنا أن نحسب عدد هذه المنافذ )التي هي موضوع المشكلة( حتى نهاية طريق الملك عبدالعزيز باتجاه الشمال فإن الرقم سيرتفع كثيراً، ولكننا سنكتفي بهذا الجزء الذي طوله 5 كلم فحسب.
4- هناك فقط 3 منافذ من مجموع هذه المنافذ يمكن القول انها تتخذ الشكل الهندسي - المروري السليم إلا أنه لم يتم الاستفادة منها لأربعة أسباب هي:
أ - قصر مسافة انحراف الأرصفة إلى الداخل مما يعني بقاء المركبة في مجال الخطر المتمثل في اصطدام المركبات الأخرى بها من الخلف بخلاف التصميم الهندسي - المروري السليم الذي يوفر مجالاً آمناً لقائد السيارة يمكنه من إبقاء سيارته لحظة الانعطاف بعيداً عن مجال الاصطدام من الخلف.
ب - ضيق فتحة الانعطاف نفسها مما نتج عنه اصطدام كثير من السيارات بهذه الأرصفة، ولعل القيام بزيارة ميدانية يكشف وجود أثر هذا الاصطدام إذ ان جوانب الأرصفة التي تقع ضمنها بعض هذه المنافذ قد تحطم.
ج - بعض هذه المنافذ يتضمن وجود أشجار تحجب الرؤية عن السائقين الراغبين بالانعطاف في الوقت الذي يفاجأ فيه السائقون الآخرون بالظهور المفاجئ لهذه السيارات الراغبة في الانعطاف.
د - بسبب ضيق فتحة الانعطاف ووجود الأشجار في بعض المنافذ أصبح مشهد انعطاف السيارات دخولاً/ خروجاً من هذه المنافذ أشبه بسباق الراليات حيث تترنح السيارات انعطافاً نحو اليمين أو اليسار حسب وجهة قائد السيارة وبشكل سريع ومفاجئ تلافياً للاصطدام بطرف الرصيف بسبب ضيق المنفذ ثم فجأة ينعطف السائق وبقوة نحو اليسار أو اليمين حسب وجهة قائد السيارة في مشهد ماراثوني مثير.
وبالتالي أصبحت الاستفادة من هذه المنافذ الثلاثة عكسية! فالفكرة من حيث المبدأ سليمة في حين أن التنفيذ خاطئ تماماً، أما باقي المنافذ البالغ عددها 23 فحدث ولا حرج إذ ان تصميمها خاطئ من الأساس ولم تجر عليها أية محاولات تعديل وهذا الأمر مشاهد يومياً ولعل الصورة )أ( توضح تعرض سيارتين لحادث اصطدام من هذا النوع في أحد المنافذ علماً بأن المنفذ لا يتضمن أشجاراً تحجب الرؤية وإلا كان الوضع أسوأ بكثير.
والعجيب في هذا الأمر هو أن عملية اصلاح هذا الطريق الرئيسي لا تحتاج إلى ميزانية يمكن التذرع بها، أضف إلى ذلك كون عملية الاصلاح نفسها لا تستغرق سوى أيام قلائل لا تتعدى مدة شهر بأي حال من الأحوال
بمعنى آخر أن عملية الاصلاح نفسها لا تنطوي على أكثر من:
1- التعاقد مع مقاول يعمل على اصلاح هذه المنافذ.
2- يقوم المقاول بإحضار عدد من العمال لا يزيد عددهم عن «15» عاملاً فقط.
3- يقوم هؤلاء العمال بتكسير جزء من هذه المنافذ من كلا الاتجاهين لتسهيل الحركة.
4- إزالة الأشجار القريبة من بعض هذه المنافذ.
فقط هذا هو المطلوب انجازه! والذي تعذر انجازه طوال هذه السنين! علماً بأن مدة شهر تعتبر كافية جداً لاصلاح الخلل، وذلك على افتراض أن هؤلاء العمال سيستغرقون مدة يوم كامل لاصلاح كل منفذ من هذه المنافذ البالغ عددها «26» منفذاً.
كما أن عملية الاصلاح نفسها لكل منفذ لا تتسبب في احداث ارتباك مروي البتة، بخلاف لو كان الأمر يتعلق باجراء صيانة للطريق نفسه أو لأحد الجسور مثلاً. وبالتالي يتضح لنا أن التكلفة المادية لعملية الاصلاح هذه تكاد لا تذكر في حين أن الوقت المخصص لاصلاح هذه المنافذ قصير جداً في الوقت الذي لا تتسبب فيه عملية الاصلاح أي ارتباك مروري أو ازدحام للسائقين، وعلاوة على ذلك نكون قد حققنا الفوائد التالية:
1- تأمين سلامة السائقين والركاب الذين يسيرون في هذا الطريق الحيوي والهام.
2- تلافي تعرض المركبات للاصطدام وبالتالي تقليل الخسائر الاقتصادية التي سيتحملها مالكو هذه المركبات بشكل خاص والدولة بشكل عام.
3- التقليل من عملية استدعاء أفراد المرور من وقت لآخر عند حدوث الاصطدام )وما أكثر ما يحصل عند هذه المنافذ( وبالتالي استغلال أوقات هؤلاء الأفراد في تنفيذ مهام أخرى، وكذلك توفير الكثير من الوقت على العاملين في قسم الحوادث في الإدارة العامة...الخ..
4- سيولة الحركة المرورية في طريق الملك عبدالعزيز من جميع النوافذ وبالتالي اعطاء الطريق مظهراً حضارياً يليق بالعاصمة الرياض.
لا شك أن إدارة المرور الحالية تعتبر الأفضل مقارنة بالإدارات السابقة التي تعاقبت على هذا الجهاز الحكومي الهام، كما أن مدينة الرياض ليست بالمدينة الصغيرة التي يمكن الاشراف عليها مرورياً بكل يسر وسهولة إلا أننا لا نزال نتطلع إلى اليوم الذي نجد فيه مثل هذه المعضلات قد تلاشت لتبقى مدينة الرياض ليست عاصمة للثقافة العربية كما كانت فحسب بل عاصمة دائمة للأمن والنظام.
|
|
|
|
|