| مقـالات
يقول أعرابي: ثلاث محمودة في المرأة مكروهة في الرجل )البخل والخجل والخوف(، ومن هنا تفتح المرأة أو الأنثى عينيها على إرث وافر من المثل والقيم والأفكار والتصورات التي يجب أن تقرأها فقط ومن ثم تمر عليها مرور الكرام دون احتمالية المس أو الاشتباك.
والمراهقة الصغيرة التي تدرس معلقة )عمرو بن كلثوم(:
آلا لا يجهلن أحد علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا
لا تستطيع أن تنقل هذه القيمة من الكتاب وتجرها الى مستوى الواقع فتقوم مثلا باقتحام زميلتها التي اعتدت على مقعدها في الحافلة؟؟!!
فهي تعلم تماما في أعماقها ذلك الانشطار الواسع والهائل بين ما تقرأ في عالم صممه الذكور،وبين ما ينتقل الى ساحة التطبيق.
وتصبح المفارقة أشد وأكثر قسوة عندما تنتقل المرأة الى أشواط أكثر تقدما في علاقاتها الاجتماعية، فالمتنبي ظل يهمس في أذنها عبر التاريخ:
من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميت إيلام |
ولكن الرقابة الاجتماعية تعلمها من ناحية أخرى فنون التلون والمسايرة والمداهنة، ومحاولة الاندغام والتشابه، وجميع الفنون الحربائية التي لم يمر في قاموسها اللغوي أن الذي يساوم بأفكاره وقيمه ومثله هو تماما من يسهل الهوان عليه..!!
وإرثنا وتاريخنا الشعري الهائل يقول لها:
وموت الفتى خير له من حياته
بدار هوان بين واش وحاسد |
ولكن جداتنا في الكواليس يهمسن في آذانها عن سبع وسبعين طريقة تحافظ بها على رجلها حتى وإن كان هذا الرجل يختلس الأبعاد الإنسانية في روحها ورونقها ويسومها مر العذاب.
الشعر عبر التاريخ ظل يقدم للمرأة هذه )الروشتة( المضللة المخادعة لأن الأدوية ببساطة لم تصنع لها ولم تصمم وما يتوافق مع أنوائها الأنثوية.
الشعر ببساطة هو ديوان الرجل الكبير الذي صنعوه وصمموه بما يتوافق مع حياتهم، بينما تظل المرأة هنا تقنع بالمقاعد الخلفية والكواليس التي بالتأكيد تولد بداخلها ثقوبا سوداء تمتلئ بالإحساس بالتهميش والدونية، وحتى أمنا الكبرى وشاعرتنا الأولى الخنساء كانت تمجد هذا العالم الذكوري المبجل، في أكثر صوره تفوقا ونأيا عن عالم المرأة عندما تقول:
هباط أودية شهاد أندية
نحار راغية للجيش جرار
وإن صخراً لتأتم الهداة به
كأنه علم على رأسه نار |
ولا يحمل هذه المواصفات الفروسية النبيلة بالتأكيد سوى رجل أي الرمز الكامل المطلق للكمال والجمال والتفوق في الذائقة العربية، أحد الرجال الذي صمم ديوان الشعر العربي من أجل عالمهم.
email:omaimakhamis@yahoo.com
|
|
|
|
|