| مقـالات
* لا يتحقق للإنسان النجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة إلا إذا سيطر على نفسه، والسيطرة على النفس تعني الانتصار عليها وقيادتها بزمام العقل، وقليل من الناس من يقدر على ذلك، ولقد عبَّر القرآن الكريم عن هذه الإمكانية في آيات كثيرة نذكر منها، قوله تعالى: )وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى( النازعات: 40 ، 41 وفي موضع آخر: )ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا( الكهف:28.
وترى في الحياة اليوم نماذج كثيرة من الناس، غفل أحدهم عن ذكر الله، ومشى خلف هواه، فانفرط عليه أمره، وتشتت أمامه السبل، وفقد الطريق الصحيح إلى الهدف الصواب!
لقد تخلى عقله عن مركب القيادة وجلس الهوى مكانه فقاد نفسه في مهب الريح! فأصبح لا يملك رقابة ولا تنظيماً ولا تصويبا لحياته، انفلت منه الزمام ففقدت طائرته الاتصال ببرج المراقبة، وأضاع ملاحوها معالم الطريق في فضاء مظلم عاصف!
وترى هذا الإنسان الذي انفرط أمره فإذا هو لا يملك وقته ولا يسيطر على شهوته ولا يراقب لسانه، ولا يصح له قرار اتخذه! وأظهر صفات هذا الإنسان أنه يظل في غفلة من أمره وفي غياب عن واقعه، لا يدرك ما آل إليه مصيره، في حالة من فقدان الوعي الطويل، فلا يقبل نصح ناصح ولا يسمع لعذل عاذل، بل يسير في تيهه فاقداً الشعور بالواقع إلا أن يتداركه الله برحمة منه.
أما الذي سيطر على نفسه، فقد ملك خطام نفسه، فقادها إلى حيث يريدها خالقها سبحانه، لقد ملك هذا الإنسان قلبه ووقته، وانتصر على لسانه، وضبط شهوته، وعرف الحق فسار على طريق سوي مستقيم إلى هدف واحد واضح صحيح، فأدركه في أسرع وقت وأقل جهد!
هذا الإنسان من أبرز صفاته خوفه من الله، ونهيانه لهواه، فتوفرت له بهاتين الصفتين عزيمة قوية لركوب الطريق الصحيح الموصل إلى الغاية المنشودة! لا تستطيع أن تسجل على هذا الإنسان هفوة لسان، ولا زلة قدم، ولا إضاعة وقت، ولا ركوب معصية، ولا غلبة شهوة، ولا سيطرة شبهة، ولا انشغال بما لا يعني، ولا خروج عن الصواب! بمثل هذا نجح المسيطرون على أنفسهم وأشرقت أنوار قلوبهم وتحققت لهم سعادة الدنيا والآخرة! وبمثل الصفات الضدية السابقة خسر المفرطون الذين غلبتهم نفوسهم على أمرها! وقادهم الهوى إلى المنحدر فتكدرت خواطرهم وأظلمت قلوبهم فشقوا في الدنيا، وخيف عليهم شقاوة الآخرة!
قصة إنسان
* فلت الزمام من يده، فقد السيطرة على نفسه، أمسى يخبط خبط عشواء، اهتزت أسرته، فقد أصدقاءه واحداً بعد الآخر تأثرت أموره المادية، واقترب من الضياع!
الإدمان مثل الشيطان يجري في دمه، لقد غلبته نفسه الضعيفة، وأحاط به قرناء السوء، في مثل هذا الظلام أنار له الناصحون ضوءاً في نهاية النفق، ونصحوه بالعلاج، وحاصروه من جهاته، وصارعوا شيطانه حتى توجّه إلى )مركز التأهيل النفسي( بمستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة، أقام هناك ثلاثة أسابيع في علاج مادي ومعنوي لجسمه وروحه، وخرج إنساناً آخر يسأل أين الصراط المستقيم؟ وتبدلت حاله إلى حال صلاح وزكاة، فهجر قرناء السوء ورافق الصالحين، وترك المحرمات وجانب المعاصي وأضاء وجهه بالنور، وسعدت به أسرته وسعد بها وأحس بعد طول معاناة براحة النفس وطمأنينة القلب، وسعادة لا يقدر على وصفها! وتذكر من رآه معنى قول الله تعالى: )إن الله لا يغيِّر ما بقوم حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم( الرعد:11.
* الشيخ المحامي: محمد بن عبدالله بن إبراهيم المشوح المستشار الشرعي بأمانة مدينة الرياض وصلتني رسالتك الكريمة وبرفقتها نسخة من كتابك )مفردات( أشكرك على ما جاء في رسالتك من مشاعر أخوية، كما أشكرك على تزويدي بكتابك الذي ضم شتات مقالاتك التي عالجت الشأن الاجتماعي بصدق وإيمان وبلاغة، وفقك الله لمزيد النفع لوطنك.
* الأخ أ.م. الخرج، وصلت رسالتك الأخوية خلواً من التاريخ والاسم الصريح، بالنسبة لسؤالك عن مؤلفاتي فقد صدر منها كتابان: )من أفواه الرواة( و)طين يحن إلى طين( في المطبعة الآن )نبض الحياة( و)حمرة على أطراف السعف(.
أما سؤالك عن معنى )حمرة على أطراف السعف) فهي صورة الشمس الأخيرة وهي تنصرف إلى المغيب تاركة لونها الشفقي على شرفات المباني وجريد النخل صورة تراثية صحراوية تعرفها الصحراء في مواطن العرب كافة.
* الأخ العزيز الأستاذ عبدالعزيز بن سعد السناح، وصلني كتابك: )هِجَر قبيلة مطير( الذي مزجت فيه التاريخ والجغرافيا بفن جميل، لقد أضاءت معلوماته جوانب هامة من التاريخ، وهو إضافة ثمينة للمكتبة العربية.
بريدة ص.ب 10278
asbt2@hotmail.com
|
|
|
|
|