| العالم اليوم
* واشنطن )د ب أ( :
^^^^^^^^^^^
عشية محاولة جديدة تقوم بها الولايات المتحدة للتوسط في حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، دعا جورج ميتشل مهندس خطة السلام الحالية كلا الجانبين إلى الشروع في محادثات جديدة «في الحال» أو المخاطرة بوقوع صراع أكبر. وقال السيناتور الأمريكي السابق الذي ترأس لجنة دولية من خمسة أعضاء وضعت خطة السلام الحالية إن الجانبين لا يجب أن يضعا شروطاً لتنفيذ تقرير لجنته في المحادثات التي يجريها في المنطقة خلال الأيام القادمة كولين باول وزير الخارجية الأمريكي.
^^^^^^^^^^^
وقال ميتشل فيما يتعلق بإجراءات بناء الثقة التي أوصت بها اللجنة في تقريرها والذي تبنته إدارة بوش بوصفه خطة السلام المطروحة من قبلها «لا يجب أن يكون أي إجراء مرتبطاً بآخر أو شرطاً مسبقاً له».
وتابع «إن توقيت وتسلسل خطوات بناء الثقة لا يقررها سوى الجانبين. ونحن ندعو إلى القيام بذلك في الحال».
جاء ذلك أثناء كلمة لميتشل مساء أمس الأول أمام نادي الصحافة القومي في واشنطن قبل يوم واحد من موعد زيارة آرييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي إلى العاصمة الأمريكية لمناقشة الموقف مع الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش.
هذا وقد غادر باول أمريكا متوجهاً إلى المنطقة أمس )الثلاثاء( بعد أن اجتمع بشارون. حيث سيتوقف في القاهرة وعمان وكذلك إسرائيل للقاء آخر مع شارون والمناطق الفلسطينية التي سيلتقي فيها مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وكانت الولايات المتحدة أساساً قد أيدت شارون في موقفه بشأن تنفيذ وقف كامل لإطلاق النار مع «فترة تهدئة» مدتها ستة أسابيع قبل البدء في تنفيذ إجراءات بناء الثقة التي دعت إليها لجنة ميتشل. غير أن الفلسطينيين يريدون أن تبدأ المفاوضات بشأن هذه الخطوات في وقت قريب. وسوف يحاول باول أن يجد أرضاً مشتركة بشأن جدول زمني لإجراء محادثات جديدة. غير أنه أبلغ الصحفيين في نيويورك أمس الأول )الاثنين( أن جدول أعماله أساساً يتمحور حول تقرير ميتشل.
وقال باول في مقر الأمم المتحدة حيث كان يحضر الجلسة الخاصة التي عقدتها الجمعية العامة حول مرض نقص المناعة المكتسب )الايدز( وفيروس )أتش. آي. في( المسبب له أول أمس «إن الفكرة التي أحملها معي إلى المنطقة مساء )الثلاثاء( هي خطة ميتشل».
وأضاف «ليس هناك مقترحات جديدة. ولا خطط سياسية جديدة». وتابع باول «إن لدينا خطة تغطي الموقف بأكمله: ألا وهي وقف إطلاق النار وفترة تهدئة وإجراءات لبناء الثقة. وكلها موضحة في تقرير ميتشل ورفاقه وتؤدي إلى مفاوضات في الوقت المناسب». وسوف تكون جولة باول هي أقوى محاولة تبذلها إدارة الرئيس جورج دبليو بوش حتى الآن لتتوسط في إنهاء الصراع الذي أودى خلال تسعة أشهر بحياة ما يقرب من ستمائة شخص غالبيتهم من الفلسطينيين.
ومنذ أسبوعين توسط جورج تنيت رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في عقد وقف هش لإطلاق النار تميز بكثرة الانتهاكات التي أعقبته أكثر مما تميز بوقف العنف في المنطقة. ومع زيادة العنف زاد القلق في واشنطن من أن يخرج الموقف عن نطاق السيطرة ما لم يتم تنفيذ وقف سريع لاطلاق النار.
وقال ميتشل «إن الخوف والبغضاء والغضب والاحباط قد زادت لدى الجانبين». وأضاف «إن أخطر ما في الأمر هو أن ثقافة السلام التي تم تعزيزها ورعايتها خلال العقد الماضي قد تحطمت وتآكلت ليحل محلها إحساس متزايد بانعدام الجدوى واليأس ولجوء متزايد للعنف». وسوف تكون هذه هي الزيارة الثانية لشارون إلى البيت الابيض في عهد بوش في الوقت الذي تبدي فيه الادارة الأمريكية الجديدة عزوفاً عن دعوة عرفات.
وقال ميتشل إنه يعتقد أن عرفات، الذي كان أكثر زوار الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، سوف يكون موضع ترحيب البيت الابيض «في الوقت المناسب». من ناحية أخرى قال أحد رفاق ميتشل في اللجنة وهو السيناتور وارين رودمان في نفس اللقاء إن الاتحاد الأوروبي يجب أن «يدعم» جهود الوساطة الأمريكية لا أن يتدخل بصورة منفردة. ومن ناحيته حذّر آرييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي أمس )الثلاثاء( الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش من أن وقف إطلاق النار الهش مع الفلسطينيين يمكن أن ينهار إذا ما تم تنفيذ توصيات لجنة ميتشل بشأن إنهاء العنف قبل أن يسود «الهدوء التام» الضفة الغربية وقطاع غزة. وأوردت صحيفة هاآرتس في موقعها على الانترنت ليلة الاثنين/الثلاثاء نقلا عن «مصادر في بطانة رئيس الوزراء» أن شارون يحاول إقناع مضيفيه بأن النتائج التي تتحقق على الأرض أكثر أهمية من وضع جدول زمني لتنفيذ التوصيات. ويخشى المسئولون الاسرائيليون أن يأتي كولين باول وزير الخارجية الأمريكي الذي وصل إلى المنطقة امس )الثلاثاء( بجدول زمني لتنفيذ التقرير.
ويقول الفلسطينيون إن الجانب الآخر لا يقوم بتنفيذ التزاماته بموجب وقف إطلاق النار الهش الذي عقد بوساطة الولايات المتحدة الأمريكية والذي بدأ سريانه في وقت سابق من الشهر الجاري.
|
|
|
|
|