أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 27th June,2001 العدد:10499الطبعةالاولـي الاربعاء 6 ,ربيع الثاني 1422

منوعـات

وعلامات
أخلاق الكبار.!
عبدالفتاح أبو مدين
* هاتفني استاذنا الكبير السيد/ محمد حسن فقي..يوم الاربعاء 1431422ه وقال لي انه يريد ان يراني قبل ان يموت فقلت له: لا بأس عليك..وعافاك الله، وسأسعى اليك من الغد ان شاء الله.
* وذهبت اليه في الموعد قبل الظهر، فسلمت ودعوت له بالصحة والسلامة.!
فقال لي: انه يريد مني السماح! فبادرت بالقول: بل انا الذي يرجوكم السماح عما بدر مني..في كتاباتي..التي لا تخلو من نقد، قد يسبب آلاما وضيقا..!
* مكثت عنده نحو ربع ساعة نتحادث بعفوية، وهو مستلق على سريره في حجرة نومه، يدعو لي بالتوفيق والسداد، وأدعو له بالعافية والسلامة، وأحسست خلال ذلك اللقاء العابر..ان كلانا يتحدث بجوارحه وليس بلسانه، لأنا في لحظات..ترتفع فيها النفس..الى حال من الشفافية وتجاوز الماضي، وما قد يجره القلم من إحن وأوضار..! غير ان الانسان في ساعات الصفاء ومحاسبة النفس..يتراجع، وربما يشعر بشئ من ندم، لأنه اسرف على نفسه، وأسرف على غيره..في ساعات شد او شموخ واندفاع نفس أمّارة!
* وحين يتاح له لحظات كتلك..التي هاتفني فيها رجل كبير في نفسه، يحس المتلقي ان النفوس الكبار..دأبها التسامح والتجاوز عما بدر من آخرين..! وربما يكون الطرفان قد تشاركا في الشجار من بعيد ومن قريب، وأن كليهما يتحين وقتا ما..كي يتراجعا، ويطلب احدهما من الآخر الصفح والتجاوز عما بدر منه، وفي النفس شيء من ندم وتراجع!
* عدت من زيارة الشاعر الكبير..وأنا منشرح الصدر، وأحمد له خلقه حيث هاتفني وطلب اللقاء، ثم طلب التسامح عما كان، وفي نفس المخاطب بفتح الطاء الشعور نفسه، وحمدت تلك اللحظات الغالية، التي اتيحت للتراجع، مقدرا خلق الكبار..الذين يجنحون الى المصانعة والصدق في الخطاب، ليكون الذكر الحسن، وما اجمل ان تكون النفوس كباراً..في مواقف غضبها ورضاها، في قوتها وضعفها، حتى ضعفها قيمة عالية، لأن مرد ذلك اقتناع وقوة ارادة وشمم نفس ذات قوة وعنفوان!
تحية تقدير وإكبار..للسيد المفضال محمد حسن فقي، متمنيا له العافية والسلامة وطول العمر، فهو يحمل بين جوانحه نفس شاعر ذات مشاعر رفّافة خافقة، فيها قيم ومثل، وجوارح تنداح بعواطف جياشة، لأنها نفس شاعر حساس..بكل ما في الحياة وتنفعل معها وفيها، لأنها مرهفة!

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved