| متابعة
* الرياض روضة الجيزاني:
هناك بعض التعريفات المتعلقة بمفهوم الصحة النفسية قد تكون ناتجة عن سوء استخدام بعض العقاقير أو الادمان على المخدرات، او التي من الممكن ان تؤدي الى استخدام المخدرات.. ولكن ماهي العلاقة باستخدام المخدرات والامراض النفسية.. حول كل هذه الامور الهامة ومن خلال هذا اللقاء.. نستطلع رأي الدكتورة عيشة قفاص استشاري الطب النفسي بمستشفى الصحة النفسية:
علاقة طردية
* بداية اكدت ان هناك الكثير من الدراسات والبحوث التي تناولت علاقة المخدرات والأمراض النفسية والعقلية، هل المخدرات هي التي تسبب المرض النفسي او العقلي؟
أم أن الأمراض النفسية والعقلية هي التي تؤدي الى استخدام المخدرات.. وقد تبين ان هناك علاقة طردية بين سوء استخدام العقاقير او الادمان والامراض النفسية والعقلية.
* ولكن ماهي العلاقة بين المرض النفسي والعقلي واستخدام المخدرات؟
إذا اردنا ان نعرف العلاقة لابد لنا من وقفة لمعرفة بعض التعريفات المهمة، كمفهوم الصحة النفسية ويعني التوازن او التكامل بين الوظائف النفسية المختلفة مع القدرة على مواجهة الأزمات النفسية التي تطرأ عادة على الانسان مع الاحساس الايجابي بالسعادة ومعنى التوافق التام بين الوظائف النفسية هو خلو المرء من الصراع الداخلي بين اتجاهين او اكثر.
العقاقير والكحول
* وعن كيفية تصنيف سوء الادمان على العقاقير قالت الدكتورة قفاض بانه يجب اولاً معرفة ايهما بدأ اولا هل هو سوء استخدام العقار او العقاقير أم المرض النفسي لما له من اهمية في التشخيص والتفريق ثم وضع الخطة العلاجية ومن ثم معرفة المرض ويذكر ان 76% من الرجال و65% من النساء الذين شخصوا بان لديهم سوء استخدام العقاقير او الاعتمادية على العقاقير.
لديهم التشخيص المزدوج كما ان إحدى الدراسات قد ذكرت بأن ثلث 29% من المرضى الذين لديهم مرض نفسي او عقلي يكون لديهم تجربة سابقة لسوء استخدام العقاقير في وقت من الاوقات 22% تجربة لتعاطي الكحول 15% تجربة للعقاقير الاخرى كما ذكرت الدراسة ان المرضى الذين يتعالجون في مستشفيات خاصة بالامراض النفسية او العقلية لديهم نسبة اعلى لسوء استخدام الكحوليات والعقاقير من المرضى النفسيين المتواجدين في المجتمع.
وعن العلاقة بين سوء استخدام العقاقير والكحويات فتقول: يلجأ احيانا الشخص المكتئب لسوء استخدام العقاقير اعتماداً منه بانها ستخفف عن معاناته، ومن الجهة الأخرى فإن سوء استخدام العقاقير او الاعتمادية عليها قد تؤدي الى اصابة الشخص بالاكتئاب حيث يعد ثلث إلى نصف متعاطي الافيون و40% من متعاطي الكحوليات مصابين بالاكتئاب.
الكحول والانتحار
وتضيف انه من المعروف ان نسبة الانتحار عالية بين متعاطي الكحول )6%( نتيجة اصابتهم بالاكتئاب والامراض العضوية الاخرى وتدهور احوالهم الاقتصادية.
كما وجد ان مستخدمي المخدرات نسبة الانتحار لديهم 20% وهي اعلى نسبة في المجتمع وهذا يؤكد ان سوء استخدام العقاقير يؤدي الى تدهور في شخصية المتعاطي بحيث يصبح همه الوحيد هو الحصول على المخدر او المنشط بغض النظر عن احتياجات عائلته او عمله فيهمل جميع مسؤولياته وتتدهور اخلاقياته، كما انه من الممكن ان ينحرف بارتكابه جرائم سرقة أو اعتداءات على الآخرين للحصول على المال حتى يستطيع ان يشتري المخدر، وقد تلجأ النساء الى ممارسة الخطيئة حتى يتوفر لديهن المال لشراء المخدر.
اضطرابات المزاج
* قد يلجأ البعض الى تعاطي المخدرات ظنا منهم انها قد تساعدهم على التخلص من بعض حالات القلق مثلاً؟
هذا صحيح ولكن العكس فان سوء استخدام العقاقير يؤدي الى اضطرابات القلق مثل العلاقة بين تعاطي الحشيش ونوبات الهلع، ومن الممكن ايضا ان يؤدي الى نوبة هوس خاصة عند استخدام الافيون او المنشطات، ومن الممكن يستخدم مريض الهوس المخدرات. ايضا من ضمن اضطرابات المزاج والاكتئاب، وهناك ايضا اضطرابات اخرى ناتجة عن تعاطي المخدرات منها الاضطرابات الجنسية منها العجز الجنسي وصعوبة القذف. والكثير من الشباب يلجؤون الى استخدام المنشطات للاعتقاد الخاطئ السائد بانها تزيد من القدرة الجنسية غير مكترثين بالضرر الناتج عنها، ايضا الغيرة المرضية وهي ناتجة عن تعاطي الكحول بكمية كبيرة ولفترة طويلة مما ينتج عنه ضعف في القدرة الجنسية لدى الشخص فيعتقد بان زوجته تخونه مع شخص آخر. وتكمن خطورة الغيرة المرضية بان بعض المصابين قد يلجأ للقتل اما للزوجة او للاشخاص الذين يعتقد بان لهم علاقة بزوجته.
* ولكن من يعالج هذه الفئة؟
لاتزال هناك الكثير من الاختلافات حول هذا الموضوع والكثير من الخلافات بين المعالجين انفسهم على من المسؤول عن علاج هذه الفئة، هل هي المستشفيات النفسية او المصحات الخاصة بعلاج الادمان، ولكن هناك اتفاق على انه لابد من علاج سواء استخدام العقاقير او الادمان والمرض النفسي عن طريق التعاون بين مستشفيات الصحة النفسية ومصحات الادمان.
* هل يواجه المعالجون بعض الصعوبات بالتعامل مع المرضى؟
في الواقع رفض الكثير من هؤلاءالمرضى للعلاج سواء النفسي او علاج الادمان يصبح استجابتهم للعلاج والدواء اقل، كما يصبح الشخص ضعيفاً جداً امام متطلبات الحياة والضغوط التي من الممكن ان تواجهه فيلجأ دوماً للمخدرات لحل مشكلته ايضا زيادة اعراض المرض النفسي او العقلي وزيادة الانتكاسات ودخول المستشفى وقد يصبح الشخص متشرداً ولايجد له مأوى.
وتختتم الدكتورة عيشة حديثها ببعض النصائح والحلول قائلة: يجب توعية العاملين في مجال الصحة النفسية والادمان على كيفية التشخيص لمثل هذه الحالات ووضع الحلول المناسبة من قبل المسؤولين لمثل هذه الحالات من حيث اماكن علاجها والخدمات التي يجب ان تقدم لها «الطبيبة النفسية والاجتماعية» كذلك تأهيل الكوادر البشرية في مجال الادمان للتعامل مع هذه الحالات، وتكثيف دور التوعية لافراد المجتمع وبعض المرضى النفسيين، «الرهاب الاجتماعي او الاكتئاب» بضرورة عدم اللجوء لاستخدام المخدرات لحل المشكلة النفسية لما يترتب عليها من اثار سلبية عظيمة.
|
|
|
|
|