أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 27th June,2001 العدد:10499الطبعةالاولـي الاربعاء 6 ,ربيع الثاني 1422

متابعة

الأخصائيون يسلطون الضوء على أسباب تعاطي الشباب للمخدرات ويشخصون نفسيات المدمنين وكيفية علاجهم:
مدير التوعية بمكافحة المخدرات:
الإقبال على المخدرات سلوك منحرف يلجأ إليه الفرد تحت تأثير عوامل نفسية واجتماعية
الرائد الحميدي: ضعف صلة الإنسان بربه تحول بين المدمن وبين السعادة الحقيقية العبيسي: الفراغ وتوفر المادة والسفر للخارج من أهم أسباب التعاطي
* تحقيق سعد الخرجي:
تجتمع الهيئات العالمية الطبية وغير الطبية على ضرورة محاربة المخدرات وذلك لما لها من قوة ساحقة في هدم صحة الإنسان الجسدية والنفسية والعقلية وإفساد حياته الفردية والأسرية وتخريب المجتمعات والدول.
وتعتبر مشكلة تعاطي المخدرات من أخطر المشاكل التي تواجه الفرد والأسرة والمجتمع في العصر الحديث وبصورة أصبحت متفشية في كل أنحاء العالم نظرا لتنوع المخدرات وانتشار تجارتها بصورة واسعة فيقع الإنسان فريسة إدمان المخدرات والمنبهات والمفترات عن جهل وضعف الوازع الديني مما ينتج عنه آثار خطيرة وضارة على صحة الفرد والمجتمع وكذلك اقتصاد الوطن من جراء فقدانه عنصرا فعالا يرجى من ورائه الخير الكثير.
والادمان ينشأ من تكرار تعاطي مادة مخدرة إذا ما أصبح الاستمرار على تعاطيها لازما وضروريا ويترتب التوقف عن استعمالها ظهور اضطرابات جسيمة منها الجسمية والعقلية والصحية والرغبة في زيادة الجرعة والاعتماد النفسي والعضوي على المخدر فالمخدرات تستبد بالمدمن وتحيله الى حطام وركام وتضعف من ضميره الحي بل وتقذف به في براثن الانحراف والجريمة.
من هذا المنطلق سلطت «الجزيرة» من خلال هذا التحقيق الضوء على أسباب تعاطي الشباب للمخدرات وتطرقت الى تشريح نفسيات المدمنين وكيفية علاجهم فكانت هذه اللقاءات مع عدد من المسؤولين حول هذه الظاهرة:
في البداية يقول محافظ الخرمة الأستاذ فهد بن مطلق مقبول العصيمي:
لقد كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان بنعمة العقل وميزه بها على سائر المخلوقات وبهذه النعمة يستطيع أن يميز ما يضره وما ينفعه وبيّن له طريق الخير وطريق الشر وحذره من الأخطار حيث قال سبحانه :«ولاتلقوا بأيديكم الى التهلكة وأحسنوا ان الله يحب المحسنين» إلا أن هناك للأسف شبابا لم يحذروا هذا الخطر ألا وهي المخدرات ذلك السم الزعاف ووقعوا فريسة له إما عن جهلهم بخطره أو تحت ضغط رفاق السوء.
ويضيف أن موقف الإسلام من تحريم المخدرات صريح وواضح فمن المبادئ الأساسية في الاسلام الابتعاد عن كل ما هو ضار بصحة الإنسان وان تعاطي المخدرات يؤدي الى مضار جسمية ونفسية واجتماعية للمتعاطي ويؤكد أن الشخص المؤمن والملتزم بشريعة الله لا يمكن أن يقدم على تعاطي هذه المواد التي تسبب خطرا على صحته وعلى أسرته وعلى مجتمعه ووطنه.
أسباب تعاطي المخدرات
وهناك أسباب رئيسية لإدمان بعض الأفراد وانحرافهم غير السوي وراء تعاطي المخدرات وبسؤالنا الرائد محمد بن قشعان العتيبي مدير قسم التوعية بإدارة مكافحة المخدرات بمحافظة الطائف عن الأسباب من وجهة نظره أفاد أن أسباب تعاطي هذا الداء الخطير كثيرة ومتنوعة لا تنحصر في سبب رئيسي ولاتقتصر على فئة اجتماعية أو اقتصادية معينة ولكن ضعف صلة الإنسان بربه تحول بينه وبين السعادة الحقيقية كما أن الدراسات الحديثة تشير الى أن الاضطرابات الأسرية ومرافقة أصحاب السوء والملل والاحتياج والفقر من أكثر العوامل المؤدية لتعاطي المخدرات إلا أننا نذكر بأن كل هذه الأسباب لو توفرت عند شخص يراعي حقوق الله ويخافه سرا وعلانية لا تدفعه أبدا الى تعاطي مثل هذه السموم.
سلوك وانحراف
وأشار الرائد حسن بن مسفر الحميدي مدير الشؤون الإدارية بمكافحة المخدرات بالطائف الى أن الاقبال على تعاطي المخدرات سلوك منحرف يلجأ إليه الفرد تحت تأثير عوامل نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية وقد دلت البحوث النفسية والاجتماعية على أن ظاهرة تعاطي المخدرات تزداد في ظل ظروف معيشية صعبة وعوامل اجتماعية ونفسية قد يعجز البعض التكيف معها مما يدفعه للتمرد على واقعه الصعب بعدة طرق منحرفة منها تعاطي المخدرات، ويوضح الرائد الحميدي أن من أشهر الأسباب هي الأسباب الأسرية في تربية الابن الذي عاش طفولة قاسية تقوم على العقاب الشديد والقسوة والاهمال والاحباط أو التحيز لبعض الابناء وعدم العدل مثلا بين بعضهم البعض في المعاملة داخل المنزل أو خارجه.
السيولة المادية
أما مدير مركز الإشراف التربوي بمحافظة الخرمة الأستاذ محمد بن عبدالرحمن العبيسي فيضيف أنه مما لا شك فيه أن توفر السيولة المادية وسهولة الحصول على المادة المخدرة وازدياد أوقات الفراغ وعدم استغلالها فيما يعود على الفرد بالخير وعدم معرفة المتعاطي بطبيعة المادة التي يتعاطاها والسفر الى الخارج والتعرف على فئات اجتماعية مغايرة لعاداتنا وتقاليدنا ووجود العمالة الأجنبية وتأثيرها السلبي بشكل أو بآخر لها أكبر الأثر في تعاطي المخدرات.
كما أن البعض يتوقع بأنه إذا تعاطى المادة المخدرة أنها ستزيد من إمكاناته وقدراته المعرفية والسلوكية.
وأيضا حب الاستطلاع والفضول والتقليد والمجاملة وعدم القدرة على مواجهة المشاكل والهروب من الواقع واللجوء الى المخدرات كحل وهمي.
التطور التكنولوجي
ويؤكد محمد بن سعد بن سيف العبيسي ان التطور التكنولوجي والتقدم العلمي ورغم ما يقال بأن العالم أصبح قرية صغيرة إلا أن هذا التطور وهذا التقدم الذي يسابق الحدود الزمنية والمكانية أجلب معه مفاسد لا حصر لها مما يدعو الى جعل المدى بلا هوية ونبذ العادات والتقاليد والقيم الى درجة تصل بالفرد الى التفسخ وأبسط أبجديات الأخلاق وهذا ما يستشف مما تطرحه بعض القنوات الفضائية وبعض وسائل الإعلام وبشكل مباشر الى الانحلال والبحث عن اللذة ويبين أن المدنية الحديثة بالرغم من فوائدها المتعددة إلا أن تأثيرها السلبي إذا لم يقوّم ويصلح مساره قد يؤدي الى الانحراف بأشكاله البشعة المختلفة ومن ذلك انتشار تعاطي المخدرات، وسأل الله جلت قدرته أن يحفظ بلادنا الغالية من غول الانحراف والمخدرات والسموم وأن يؤازر قادتنا وولاة أمورنا في حربهم ضد كل من تسول له نفسه تدمير شباب الأمة الذين هم عمادها ومنتهى أملها.
عوامل نفسية واجتماعية
ويلخص لنا أسباب تعاطي المخدرات الأستاذ حمد العبيسي مشرف مركز التوجيه والارشاد حيث يقول: الاقبال على التعاطي سلوك منحرف يلجأ إليه الفرد تحت تأثير عوامل نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية وذلك لعدة أسباب منها ضعف الوازع الديني لدى الفرد فالبعد عن الله عامل أساسي في وقوع الشخص فيما حرمه عز وجل وأيضا مجاراة أصدقاء السوء وحب التقليد وضعف الشخصية وكذلك وقت الفراغ لدى شريحة الشباب وعدم تشجيع الآباء للأبناء بما ينفعهم ومن الأسباب المصاعب والمشكلات الاجتماعية مثل الفشل الدراسي أو الفشل في العمل أو الزواج والسفر الى الخارج دون رقابة أسرية وهناك عوامل مرتبطة بالأسرة مثل القسوة الزائدة في التربية أو التدليل وضعف الرقابة والاهتمام ووفرة المال له دوره الكبير في عمليات الانحراف.
ضياع للنفس والمال
وعن أضرار المخدرات يقول الأستاذ صامل السبيعي وكيل متوسطة وثانوية الدغمية: المخدرات مفسدة اجتماعية وتدفع متعاطيها الى الانحطاط الخلقي وتفسد قلب الإنسان وروحه فيتهاون في عرضه وشرفه والعياذ بالله ويؤكد أنه لا يدمن المخدرات إلا إنسان عديم الاحساس ضعيف الصلة بالله تعالى من جهة وفاشل بين الناس من جهة أخرى فهو عاجز عن القيام بعمل الخير ينفع به نفسه والناس كتجارة أو صناعة أو وظيفة اجتماعية بصفة عامة وهذا الفاشل يفقد حياءه بالتدرج فيصبح بين الناس لا إحساس له.
وكذلك فإن الخمر والمخدرات تجرد الإنسان من خلق الحياء فيرتكب الموبقات ويخسر الدين والدنيا والآخرة.
أقصر طريق الى الجنون
وفي نفس الإطار يبين الأستاذ علي بن محمد الشريف مدير ثانوية الخرمة:
إن من أضرار المخدرات أنها تعتبر أوبئة الأمراض العقلية والنفسية وهي سبيل الوصول الى الجنون من أقصر الطرق ويعتبر إدمان المخدرات طريق الخيانة والفاحشة والجريمة في المجتمعات ويسبب الادمان الانهيار النفسي والخلقي والاجتماعي ويعتبر المدمن دائما ثرثارا وكذابا وأفكاره مبعثره ويصبح عاجزا عن الصواب في كل ما يقوله أو يفعله فقد تدهورت ذاكرته الى أبعد الحدود.
الحوادث المرورية
ويدلي الملازم أول خالد بن مطر الجعيد ضابط التحقيقات بشرطة محافظة الخرمة قائلا: إن المخدرات من الأسباب الرئيسية لحوادث السيارات المروعة التي يروح ضحيتها كثير من الأبرياء فقد أثبت العلم ان مرجح ذلك ما تحدثه المخدرات من تأثير في مستعمليها من قادة المركبات يتمثل بعضه في حدوث خلل في تقدير المسافات فيتوهمها المدمن بطول أبعد كثيرا من طولها الصحيح أو حدوث خلل في تقدير الزمن فيتوهم متعاطي المخدرات مروره ببطء شديد على خلاف الواقع أو حدوث خلل في تقديرهم الأشياء حيث يتخيلها أكبر من حجمها الطبيعي أو حدوث بطء في سرعة ردود الفعل كالاستجابة لمؤثرات وعوامل خارجية مفاجئة يتعرض لها مستعملها.
ارتفاع حدة التوتر للمدمن
وأوضح الأستاذ حمود بن مطلق السبيعي ان الاستخدام الطويل المدى والمتكرر للمخدرات يؤثر على الحالة النفسية والانفعالية للمريض حيث يؤدي الى الاكتئاب والقلق وارتفاع حدة التوتر وانخفاض احترام الذات والعزلة والأوهام وقلة الثقة بالآخرين وضعف الشخصية وعدم القدرة على تحمل الصدمات النفسية أو المشاكل والانسحاب الكلي أو التام من المجتمع وعدم القدرة على التفكير والتذكر وضبط النفس ويكون هناك ازدواجية في التفكير لدى متعاطي المخدرات وبالتالي عدم الوفاء بالمتطلبات الزوجية والأسرية ويشير الى أن الكثير من حالات المدمنين والادمان تكمن في عجز المدمن على معايشة واقعه والاستسلام لأسهل الطرق وهي الهروب من الواقع واللجوء الى المواد المخدرة عوضا عن مواجهة هذه الظروف ومحاولة تغيير هذا الواقع.. هذا الهروب هو السبب الرئيسي في قلق المدمن ووقوعه في العديد من الأمراض النفسية وما يتبعها من أعراض سلوكية شاذة ومرفوضة من المجتمع.
السرقة
ويشاطرنا الرأي نايف بن سلطان الشريف «معلم بمتوسطة الدغمية» حيث يقول: لقد تعددت أضرار المخدرات وتنوعت بحسب أنواعها وحسب مدى الادمان عليها فتعتبر المسكرات والمخدرات مهلكة للمال وتؤدي الى التعاسة والفقر فالمدمن يجود بالانفاق في الحصول عليها مهما كلفه ذلك والأمثلة كثيرة وواضحة لدى المدمنين حتى أنهم قد يبيعون أملاكهم بأبخس الأثمان من أجل جرعة مخدر وأيضا فإن المدمن قد يتعرض للسرقة والابتزاز دون وعي أو إدراك وقد يدل اللصوص على مصادر أمواله تحت تأثير المخدر هذا بالإضافة الى الأضرار الخلقية المتمثلة في ارتكاب الجرائم دون مبالاة. وقد يقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وكذلك الاقدام على الانتحار في كثير من الحالات دون وعي أو إدراك والاعتداء على المحرمات كالزنا والسرقة لعدم الوعي والادراك.
أضرارها الاجتماعية
ومن أكبر أضرار المخدرات أضرارها الاجتماعية حيث إنها تلعب دورا رئيسيا في فساد الخلق والنواحي المزاجية والانفعالية هكذا بدأ ناصر بن عبدالله السبيعي «معلم بمدرسة أبو جميدة» حديثه معنا حول هذه القضية إذ إن تعاطي المخدرات يؤدي بصاحبه الى الملل والضجر وشراسة الخلق وفقد الشعور الأبوي من إهمال مصالح الأبناء وعدم الاهتمام بالواجبات الزوجية وانحصار الرغبات في الحصول على الاحتياجات الأساسية من المال لشراء المخدر واتباع أسوأ السبل للحصول عليه فيريق ماء وجهه ويعاشر الأدنياء والسفهاء ويفقد الغيرة على العرض ويرتكب الجرائم وتضعف قواه العقلية كما أن المخدرات تعتبر والعياذ بالله من أكبر عوامل الفرقة وتفكك وحدة المجتمع التي ينشدها الإسلام وتوقع العداوة والبغضاء بين الأهل والأحباب لأنها تفقد العقل وتزيد من الغضب مما قد يؤدي الى القتل أو القذف.
المدمن عالة على المجتمع
ويشارك في مناقشة هذه القضية عبدالرحمن الدوسري بقوله: إن المدمن يقل إنتاجه في العمل ويكثر غيابه وبالتالي فإن المخدرات تقضي على قوة أهم عنصر في الأمة وهم الشباب الذين يصبحون عالة على المجتمع مما ينتج عنه انتشار الفقر والجهل والمرض كما أن المدمن عالةعلى مجتمعه إذ إن الدولة تبذل الملايين في تأمين المستشفيات والعيادات النفسية ومصحات الإدمان لعلاجهم.
الأضرار الدينية
وتحدث مدير متوسطة الخرمة سعود بن عبدالعزيز الحلاف عن أضرارها الدينية فقال: إن المخدرات تصرف عن ذكر الله وعن الصلاة التي هي عمود الإسلام وتضعف الإيمان وتورث الخزي والندامة وتذهب الحياء الذي هو شعبة من شعب الإيمان وتفتح باب الكبائر والفواحش والمعاصي وتعد المخدرات وتعاطيها أو بيعها والمتاجرة فيها سبب في زوال النعم ونزول العقوبة والنقم لأنها رجس من عمل الشيطان.
العلامات
وحول العلامات الدالة على تعاطي المخدرات يوضح لنا الأستاذ محمد بن يوسف الطويل مشرف التدريب التربوي بالخرمة ان العلامات تختلف باختلاف أنواع المخدرات وباختلاف كمية الاستعمال فمثلا هناك علامات دالة على تعاطي الحشيش المخدر مثل جفاف الفم واحمرار العينين وثقل في الاطراف وشعور بالدوخة وكثرة العرق وشحوب الوجه وهذيان وتحدث ضمورا في أنسجة المخ عند الصغار وتورث الجنون وتأخر النمو والنضوج الجسماني، أما العلامات الدالة على متعاطي الحبوب المنبهة فهي كثرة الحركة والكلام وعدم الاستقرار بلا وعي وقلق وتوتر وشعور بالتمرد النفسي والاضطهاد ونفاذ الصبر والشك في الآخرين وكثرة حك الأنف لجفاف الغطاء المخاطي ورائحة كريهة من الفم وتبدو الشفاه متشققة فيقوم بترطيبها باللسان واتساع حدقة العين والتأثر بالأضواء العاكسة وعدم الميل الى الطعام واضطرابات في الجهاز الهضمي وارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب وزيادة كبيرة في إفراز العرق إضافة الى الحالات الهستيرية من كثرة الضحك أو البكاء دون سبب وتهتهة في الكلام مع رعشة في اليدين وعدم القدرة على النوم مع إرهاق وتوتر شديد نتيجة وجود المادة المنبهة في جسمه.
كيف نفهمه لنساعده
ويرى خالد بن صالح الفريج مرشد طلابي بثانوية الخرمة أنه لابد وأن تفهم الأسرة سلوك المدمن وطريقة تعامله مع جميع أفرادها لأن هذا يسهل عليها مساعدته وفي نفس الوقت حماية أفراد الأسرة من تأثيره السلبي حيث إن أكثر من يعاني من إدمان الشخص هم أهله المحيطون به مثل أمه وأبيه وأخواته وزوجته وأطفاله ونحوهم. وبعد تفهم الأسرة واكتشاف «الابن المدمن» عليها علاجه في أحد المستشفيات لعلاج المدمنين التي وفرتها حكومتنا الرشيدة حتى يكون الشخص عنصرا يستفيد منه المجتمع.
رفض المتعاطي لمراحل العلاج
وفي نفس المحور يواصل ناصر بن محسن الشريف «مشرف تربوي» الحديث قائلا: إن المدمن سوف يراوغ ويرفض العلاج أو يطلب تأجيله أو يشك في قدراته بالتوقف عن تعاطي المخدرات ولكن ستكتشف الأسرة فشل هذه المحاولات وتجد أنه من الضروري علاج المدمن في أحد المستشفيات المتخصصة.. ولكن تواجههم مشكلة إقناع الابن المدمن بالعلاج فهناك اعتقاد لدى الناس بأن المدمن لابد وأن يكون مقتنعا لكي تنجح مراحل العلاج وهذا الاعتقاد صحيح الى حد ما ولكن ليس على إطلاقه ولا ينفي جدوى العلاج في حالة عدم اقتناع المدمن، فالمدمن إنسان مشروط وهو تحت تأثير المخدر لا يستطيع أن يقر: هل يعالج أم لا؟
ثم إن المدمن ليس له الحرية في أن يختار الاستمرار في إدمانه بدعوى أنه رجل له رأيه وله حريته لأن إدمانه لايضره فحسب وإنما يضر كل من حوله بل ويضر المجتمع بأسره.
لذا وجب التدخل لحمياته هو أولا ولحماية الأسرة والمجتمع لذلك يجب أن تعلم الأسرة بأن الضغط على المدمن لكي يعالج لا بأس به وإذا احتاج الأمر الى إبلاغ السلطات المختصة لنقل المدمن الى المستشفى فلا يجب التردد في ذلك الأمر.
الانتكاسة وأخطارها
إن عودة المدمن بعد تعافيه الى تعاطي المخدرات في أكثر من مرة هوتساؤل يخلج في ذهن الكثير من المهتمين بهذا الجانب حول ذلك يوضح مطلق بن فرج السبيعي مدير ثانوية الغريف أسباب عودة المتعافى الى الإدمان من جديد فيقول: إنه لا شيء يضمن المناعة ضد العودة للإدمان إلا الرغبة الصادقة والأكيدة في عدم العودة إليه بمساعدة ومتابعة المختصين والمقربين وهذا ما يقوم عليه برنامج الرعاية اللاحقة وعادة ما يكون أفراد عائلة المدمن تواقين الى عودة الأمان لأسرتهم بعد معايشتهم للفترات العصيبة التي مرت بجميع الأفراد نظرا لإدمان عضو منها لهذا يتولى الأخصائيون أفراد الأسرة بالمقابلات الشخصية لإعطائهم فكرة عن سلوك المتعافى ومشاكله وعن طريقة تكفيره ومدى التغير في هذا السلوك والاتصال المستمر بالأخصائي والحرص على متابعة المتعافى وليس مراقبته وتضييق الخناق عليه.
من المحرر
دأبت حكومتنا الرشيدة على مكافحة المخدرات حيث كانت لتوجيهات ولاة الأمر ومتابعتهم المستمرة وسعيهم الدائم الأثر الفعال في تحقيق العديد من النجاحات التي ساعدت في القضاء على من يسعون الى تدمير المجتمع عبر تهريب المخدرات أو الاتجار بها كما أن لتوجيهاتهم نحو الاهتمام بمن وقعوا ضحايا لهذا الداء الخبيث أثره الايجابي في معالجتهم وإعادة تأهيلهم ليصبحوا من جديد أعضاء فاعلين في المجتمع بعيدين عن التأثيرات السلبية التي تعيدهم الى براثن هذا المرض الخبيث.
ونحن بدورنا في جريدة «الجزيرة» نوجه الدعوة للجميع حتى تتضافر الجهود معا أكثر فأكثر لمكافحة هذا المرض الفتاك والخبيث الذي لا يتأثر به الفرد فقط ولكن يمتد تأثيره على المجتمع ككل فيقضي على الفرد أولا ثم الأسرة ثانيا وأخيرا المجتمع الذي من الطبيعي أن ينهار تبعا لذلك.
ونقول أخيرا: ان الجهود مهما كانت حجمها تبقى بحاجة الى دعم مستمر لأن المعني بها أبناؤنا وإخواننا وجميع أفراد مجتمعنا اذن هم يستحقون منا الكثير والكثير في سبيل تحذيرهم وإبعادهم عن هذا الداء الخطير.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved