أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 27th June,2001 العدد:10499الطبعةالاولـي الاربعاء 6 ,ربيع الثاني 1422

الاقتصادية

بالرغم من ذلك
استقلالية الإدارة العامة لمكافحة الغش التجاري
د، محمد الكثيري
لا اظن ان حالات الغش التجاري اختلفت كثيراً عما كانت عليه، ولكن الذي اظنه ان جهود الادارة العامة لمكافحة الغش التجاري زادت في الفترة الاخيرة، وكانت نتيجة تلك الجهود الوقوف على الكثير من حالات الغش المختلفة، التي قد لا تطرأ على بال الكثير من المستهلكين، ابتداء من اعادة تزوير قطع غيارات السيارات المستعملة وتعبئة المخللات والمعلبات الفاسدة، وانتهاء بتغيير مصادر الصنع حيث يحل الامريكي محل الهندي، والاوروبي محل الصيني، او بالاصح هذه جميعا تحل محل ما يصنع داخل البيوت الطينية القديمة التي تمتلئ بالعمالة الوافدة في البطحاء والديرة والشميسي وغيرها من احياء الرياض القديمة،
ولكن الذي انا متأكد منه ان الامكانات المتوفرة للادارة العامة لمكافحة الغش التجاري، شأنها في ذلك شأن الكثير من الاجهزة الرقابية الحكومية الاخرى، لا تسمح لها بمزاولة عملها على الوجه المطلوب وحسب ما تمليه الظروف الحالية المتمثلة في تطور اساليب الغش وتنوعها، وهذا يعني ضرورة التفكير في ايجاد جهاز رقابي قوي تتوفر له كافة الامكانات المادية والبشرية التي تمكن القائمين عليه من القيام بكافة الجهود الرقابية التي تنعكس فائدتها على المواطن والمقيم والمشتتة حالياً بين اكثر من جهاز حكومي،
قد يكون الحل هو انشاء جهاز رقابي مستقل من الناحية المالية والادارية مع بقائه مرتبطاً من الناحية الاشرافية بوزارة التجارة او وزارة الشئون البلدية والقروية او اية جهة اخرى، المهم ان يحظى بالدعم المالي والبشري والقدرة على حرية الحركة واتخاذ القرار السريع، وكذلك القدرة على توظيف الشباب المؤهل القادر على القيام بالمهام المطلوبة منه، وهذه الامور من الصعب ان تتحقق في ظل خضوع اجهزة الرقابة الحالية لجهات حكومية ومعاملتها داخل تلك الاجهزة كأي ادارة او قسم آخر داخل ذلك الجهاز،
إن الامر قد يتطلب توحيد الادارات الرقابية المرتبطة حالياً بأكثر من جهة حكومية وضمها تحت جهاز واحد يدار بعقلية «البزنس» يستطيع ان يكافئ موظفيه ويحفزهم حسب انتاجيتهم وحسب قدرتهم على اكتشافات حالات الغش والخداع التجاري، وذلك بالحصول على نسب مالية معينة من الغرامات التي تفرض على الحالات التي يتم اكتشافها، دون الاقتصار على رواتب محدودة لا تفرق بين من يحترق تحت اشعة الشمس وبين من ينعم بالجلوس في مكتب هادئ كما هو الوضع الحالي،
اننا بحاجة إلى اعادة النظر بجدية في وضع اجهزة الرقابة ودعمها، وبالذات في ظل النمو السكاني والتمدد العمراني وما صاحبهما من ازدهار اقتصادي منح الفرصة للمتلاعبين والغشاشين، وقد تكون الصيغة المقترحة هنا لعمل ذلك الجهاز هي الحل الانسب التي اظنها حينما تحدث فإننا لن نشاهد موظفي ذلك الجهاز يجوبون شوارع المدن فقط ولكنهم سيفعلون الامر نفسه في القرى والارياف بحثا عن عامل يضع مادة كيماوية في خضار من اجل قطافها قبل ان تنضج، او آخر يعبئ مخللات او مكسرات في علبة صدئة في احدى مساكن حي الشميسي القديم، او ثالث يزيف في اماكن الصنع او يعيد تلميع قطعة غيار سبق استخدامها، لان هؤلاء شباب بساطة سيجدون التحفيز المادي والمعنوي نتيجة الاعمال التي يقومون بها،
Kathiri@zajoul، com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved