أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 27th June,2001 العدد:10499الطبعةالاولـي الاربعاء 6 ,ربيع الثاني 1422

المجتمـع

تعليقها من أجل المال والانتقام
أزواج يحولون زوجاتهم الى رهائن!!
الزوجة المعلقة ضحية من؟
* تحقيق - تهاني الغزالي:
وضع الإسلام خطوطاً رئيسية تقوم عليها الحياة الزوجية أساسها المودة والرحمة والتفاهم، من أجل أن يتمكن الزوجان من السير بقافلة الحياة الزوجية الى بر الأمان، والتصدي للأزمات بقلوب عامرة بالمحبة وبروح لا تعرف اليأس.
وجعل الطلاق آخر الحلول في حالة إذا تعثرت الحياة الزوجية، وأكد هنا على ضرورة أن يكون التسريح بإحسان ومعروف، وبالرغم من كل هذه التشريعات هناك بعض الزوجات يعانين من أنهن «معلقات» أي لا مطلقات ، ولا متزوجات ولهذا حرصنا على تسليط الضوء على وضع مثل هؤلاء الزوجات لمعرفة «هن ضحية من؟».
وما هي الآثار التي قد تترتب على ذلك؟ وعرض نماذج من الواقع لحال هذه الزوجات.
* أبو عبدالله علق زوجته من أجل أن يحتفظ بابنه الذي ظل ينتظر قدومه عشر سنوات نظراً لأن زوجته الأولى كانت عقيما فيقول: اضطرتني الظروف الى تعليق زوجتي الثانية لمدةعام من أجل أن ترجع عن قرارها الظالم والذي يتلخص في ضرورة تسريح زوجتي الأولى العقيم، مستغلة أنها أنجبت لي الطفل الذي انتظرته مع زوجتي الأولى لمدة عشر سنوات ، واعتبر تعليقي لها فرصة لإعادة حساباتها، وتحكيم العقل والضمير.
* على حين نورة معلمة المرحلة الابتدائية علقها زوجها لأنها عجزت عن رد المهر وتكلفة الزواج، فتقول: اكتشفت بعد زواجي من زوجي أنه تزوجني من أجل أن يستولي على راتبي الذي أساعد به أسرتي الفقيرة الحال، ولما رفضت طلبه وكنت حاملا في شهوري الأولى طردني من البيت، ومنذ تلك اللحظة لم يفكر حتى ان يزورني خاصة بعد أن منّ الله عليه بطفلي الأول، وجعل ثمن حريتي هو أن أرد عليه المهر وتكاليف الزواج.
إدمان زوجي
* بينما استغل زوج السيدة أمل محمد الطبيبة بأحد المستشفيات فرصة خوفها من أن يفتضح أمر إدمانه،وعلقها فتحكي مأساتها ودموعها تسبق كلامها فتقول تزوجت ابن عمي الذي ترعرعت معه، وقبلت به زوجاً بعد أن احتل مركزاً مرموقا وكنت سعيدة به ومنّ الله علينا بطفل جميل الوجه والروح، ولكن فرحتي لم تدم بعد أن تعرف زوجي على مجموعة من أصدقاء السوء الذين زجوا به لهاوية الإدمان والمخدرات ونظراً لأني أحبه وأحب أن يكبر ابني وصورة أبيه في عينه طيبة آثرت أن أعود الى بيت أبي ولا أفشي سره لأحد، وأنا في حيرة الآن بعد أن مرت عليَّ سنة ونصف وأنا بهذا الوضع.
علقني لأني أنجب بنات فقط
* بينما رفض هيلة للزوجة الثانية كان السبب في تعليقها فتقول: استمر زواجي من زوجي عشر سنوات أنجبت خلالها ثلاث بنات وتزوج زوجي بزوجته الثانية طمعاً في ان تلد له الولد الذي ينتظره لما علمت بذلك رفضت العودة الى البيت، ولكنه مصر على التمسك بي لأنه يحبني، وأنا أقدر له تمسكه هذا، ولكني لن أعود له أبداً.
منزل جديد
* أما أم حنين فكان سبب تعليقها أهل زوجها فتقول: غادرت بيت الزوجية خوفاً من تعقد بناتي بسبب الشجار شبه اليومي بيني وبين أهل زوجي واشترطت على زوجي أن يوفر لي منزلاً مستقلاً أو يطلقني ولكنه للأسف رفض الحلين لأنه لا يريد ترك أمه ولا يريد الطلاق لكي لا تزداد المشاكل وخاصة على الأطفال.
وبسؤال أهل الاختصاص في مجال الطب النفسي عن الآثار والأسباب التي تدفع بعض الأزواج لفعل مثل هذا التصرف أبان الدكتور أحمد خيري أستاذ علم النفس الاكلينكي والمعالج النفسي بمركز التأهيل الشامل والاستشارات النفسية ان طيش بعض الشباب وراء تعليق الزوجة فيقول ان هناك كثيراً من الشباب يعتبر الزواج بالنسبة له نزوة وبالتالي عندما يتزوج لا يسعى الى تحقيق أهداف الزواج وهو السكن والمودة والرحمة لأنه غالبا ما تكون مطالبة غريزية وعندما يشبعها أو يفشل في إشباعها فهو يلقي بالزوجة وهي الطرف الآخر في عرض الطريق، وهذا انعكاس لشخصية مغامرة، لا تتحمل المسؤولية ومن الغريب أنه في بعض الفئات الاجتماعية يعتبرون ذلك سلوكاً طبيعياً، كأن الزوج لم يعد مسؤولاً عما فعل وأبسط ما يتخذه الزوج هو دعوته للزوجة ان تعود لبيت أهلها ببساطة، ولذلك على الزوجة في مثل هذه الظروف أن تتمسك ببيت الزوجية وألا تعود لبيت أهلها وأن يكون الزوج مسؤولاً عنها حتى لو تركها، من أجل أن يتعود مثل هؤلاء الأزواج على الوفاء بمسؤولياتهم وقد ختم كلامه بضرورة أن يكون هناك تيار اجتماعي يحمل الزوج على أن يتولى مسؤولية رعاية الزوجة، وأن يعامل مثل هؤلاء الأزواج المستهترين بالرفض والاهمال من قبل المحيطين به إذا تخلى عن زوجته.
بينما أرجعت نورة القاسم الأخصائية الاجتماعية بمستشفى الأمل بالرياض سبب تعليق بعض الأزواج للزوجة الى العناد وفقد لغة الحوار فتقول أن افتقاد الزوج للغة الحوار يجعل الزوجة تنفر منه بعد أن يئست من التفاهم معه، فيلجأ هو إلى العناد كرد فعل على إصرار الزوجة على موقفها فيعلقها.
وهذا لا يمنع من أن تكون هناك أسباب أخرى متصلة بالظروف المادية للزوجة كطمع الزوج في راتبها ومالها ورفضها لاستغلاله، أو عجز أسرتها عن سداد المهر في حالة طلب الابنة الطلاق، أوأن أسرة الزوجة محافظة وترى أن الطلاق عيب فترضى بأن يكون وضع ابنتهم معلقاً بدلاً من السعي في طلاقها في حالة تعذر العشرة، أو أن الزوج اكتشف سوء سلوك الزوجة من الناحية الخلقية فأراد أن ينتقم منها ويعلقها من أجل كرامته التي جرحتها.
وسرد هذه العوامل والأسباب لابد أن ينبه كلا الطرفين الى نقطة مهمة ألا وهي أن الأطفال سيدفعون ثمن هذه الأسباب وأنهم سيكونون فريسة سهلة للضياع بسبب غياب سلطة الأب.
على حين تؤكد الأستاذة سلطانة السديري على أن الرجل ذا النفس الكريمة لا يقبل أن يترك زوجته معلقة، بينما تحمل الدكتورة نورة المبارك عميدة كلية التربية/ الأقسام العلمية الزوجة المسؤولية فتقول اعتبر المرأة مسؤولة عن إثارة عناد الزوج وحرمانها من الحرية، لأن الرجل مهما كان مركزه وعلمه فهو كالطفل الصغير يحتاج لمن تفهمه وترعاه، وما دام الزوج يصلي ولا يشرب الخمر فلماذا لا تحاول هي أن تترفع عن الصغائر وترى مواطن القوة في شخصيته، ولا أنسى هنا أن أوجه كلمة للأهل لأن بعضهم يكون السبب في وقوع المشاكل بين الزوجين وأؤكد لهم أن النية الصادقة من قبلهم في الإصلاح هي الأساس في إعادة الحياة لمجاريها بين الزوج والزوجة.
وهذا ما أكدته أيضا الدكتورة أفراح الحميضي فتقول: النزاع بين الزوجين أمر وارد وضيف عابر على كل منزل يرحل بحلول الرضا بين الطرفين ولكن إذا وصل عدم الوفاق بين الزوجين درجة النفور فالانفصال أفضل لكليهما على ألا يكون فيه إجحاف على أحد الطرفين. ولهذا تناشد الدكتورة وفاء طيبة أستاذ علم النفس بجامعة الملك سعود الزوج ألا يتجاوز تأديبه حدود المعقولية لأنه يؤدي الى عواقب وخيمة فتقول إذا علق زوجته بغرض تأديبها فلا بأس على أن يكون معقولا فتجاوزه للمعقولية يؤدي الى عواقب وخيمة خصوصا في الوضع الحالي للمجتمعات وانفتاحها، فقد حثنا ديننا الحنيف على حسن التعامل لأن الحياة مركب عابر بنا ولا ندري متى تنتهي، فلهذا من الضروري أن تتلطف عند غضبك وألا تصدر أحكامك على زوجتك إلا في حالة هدوئك.
وكان اللقاء الأخير مع الدكتور خالد حلمي استشاري الطب النفسي بالعيادات التخصصية لفهد اليحيا الذي بين كيف أن حرمان الزوجة من حقوقها التي شرعها الله لها قد يودي الى انحرافها أو لإدمانها للمخدرات .

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved