أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 27th June,2001 العدد:10499الطبعةالاولـي الاربعاء 6 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

ولا عزاء لأهل التجارة والطب والقلم..!!
حمد بن عبد الله القاضى
<< هل بدأ فعلاً أفول نجم التجار وشركاتهم ومعارضهم..
هل تُعلن السنوات القادمة غياب التسوق من المحلات والدكاكين.
لقد قرأت تحقيقاً مدعماً بالمعلومات في صحيفة «الاقتصادية» عن «التجارة الإلكترونية» التي سوف تجعل في المستقبل القريب أي إنسان وهو في غرفة بيته يتسوق ويشتري ويدفع عبر الصندوق السحري «الذي بين يديه» إذ يكفي أن ينقر على بضعة أزرار لديه ليرى البضاعة التي يرغب شراءها سواء كانت في معرض في لندن أو محل في باريس، أو مصنع في طوكيو، أو دكان بالقاهرة، أو أي مكان في الدنيا إذ يستطيع أن يرى البضاعة ويعرف سعرها بل قد يستطيع أن «يكاسر» البائع حتى يصل إلى السعر الأقل.
وقد أغراني كثيراً موضوع «التجارة الالكترونية» كما تحدث عنه قبل فترة في التلفزيون بأسلوب مشوق د. عبدالله الرشيد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
إن التعامل بالبيع والشراء عبر «الشبكة الإلكترونية» سوف يريحك من «الهجولة» بالاسواق، والركض مع العيال.. والبحث عن موقف لسيارة إلخ..
أما التجار المحليون فالله يخلف عليهم ولاعزاء لهم بعد بدء هذا الأسلوب التجاري.
***
<< وفي عالم الطب سيتم فيه ما سيتم في عالم التجار فالأطباء هم الآخرون سوف يكسد سوقهم إذا انتشرت «الخدمات الصحية الإلكترونية»!.
إذ بمقدور المريض في الرياض أن يتواصل مع أي طبيب بالعالم فيتم تشخيصه بل وأخذ أشعة له والطبيب في عيادته بغرب الدنيا، والمريض في منزله بشرق الدنيا.. وسوف يدفع لهذا الطبيب قيمة هذا التشخيص عبر البطاقة وسيحصل على الدواء عبر البطاقة.
أما الأمر الذي لا استطيع تصوره فهو إجراء «عملية جراحية» عبر الطب الاتصالي وقد أشار الى ذلك رئيس منظمة الطب الاتصالي، فعن طريق الاتصال الفضائي يقوم «الإنسان الآلي» ويقوم الطبيب بإجراء عملية لمريض بالرياض، والطبيب في امريكا يوجه ويأمر والإنسان الآلي يشق وينفذ حسب ما يوجهه به الطبيب في امريكا..!.
لكن تخيلوا: لو كانت العملية لاستئصال «الزائدة الدودية» ثم استأصل الإنسان الآلي «الكلية» بدلاً من «الزائدة».!!
أما الأشد خطراً فيحصل لو حدث ضعف او انقطاع الاتصال الهاتفي الإلكتروني.. وهذا وارد بل إن رئيس منظمة الطب الوقائي قال ان هذا اكبر مخاوفه في هذه الناحية وذلك حوار نشرته معه صحيفة «الوطن» السعودية حيث قال: إن إجراء العملية الجراحية يتطلب أن تكون شبكة الاتصالات قوية بحيث لا تنقطع أثناء العملية..!
أما لو انقطعت وهو وارد فالله يخلف حياة المريض الضحية!!
***
<< وفي عالم الكتابة والصحافة والثقافة فليس حالها بأحسن من حال أهل التجارة والطبابة إننا نحن أيها الكتاب سوف «يبور» سوقنا إذ عندما يعتمد القارئ على الصحافة الالكترونية، وقد تحل محل الصحافة المطبوعة ولن يحتاج القارئ عندها لابتياع المطبوعة فسوف يجد ما يريده عبر تصفح الصحافة الالكترونية..!
لكن هونوا عليكم فأنا على ثقة رغم تفاؤل وحماس علماء وباحثي ومشجعي تحويل العالم الى «قرية الكترونية» من شأنها ان تقدم كافة خدمات التسويق والصحة والثقافة وغيرها عبر الجهاز الذي بين يديك، انني اشعر ان المتسوق لن يجد بديلاً عند معاينة السلعة وتقليبها فوق تحت، والاكتفاء بمشاهدة صورتها وبخاصة إذا كانت سلعة غالية الثمن كالسيارة.. ولهذا فهو لابد ان يراها رأي العين وليس عبر صورة «إنترنتية» قد ينخدع بها!
أما المريض فهو أكثر حساسية من المتسوق .
إنه لن يستطيع أن يثق بتشخيص على بُعد آلاف أميال يصف له المرض ويحدد له العلاج، أما إجراء العملية عن بعد فمن «الخبل» الذي سوف يوافق على ذلك!
***
أما أهل الصحافة والقلم فأنا أزعم ان الصحافة الالكترونية لن تحل محل الصحافة المطبوعة، إنها سوف تكون معها وليس بديلاً عنها إذ لا يوجد مخترع ينفي مخترعاً آخر.
إن هناك حميمية بينك وبين الصحيفة والكتاب، ولا أعتقد أنه بالامكان وجود مثل هذه الحميمية مع هذا الجهاز الذي أمامك الذي يتعب العين والإحساس ويصيب بالملل والسأم!
وبعد..!
استشرف ألا تكون نظرتي التفاؤلية هذه أحلاماً أوحاها تعلقي بالقديم حينا وبالرومانسية حيناً آخر.!

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved