| مقـالات
يتصدر القبول بكلية الملك فهد الأمنية حديث المجالس، ولقد كان لتصريحات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية باقتصار القبول على الطلبة الجامعيين صدى واسع في الأوساط الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية خصوصا خريجي الثانوية العامة وأولياء أمورهم.
وتصريحات صاحب السمو الملكي الأمير نايف لم تأت من فراغ فهو رجل الأمن الأول، وهو الأقرب والأدرى بخريجي كلية الملك فهد الأمنية.
هذا التغيير يتناسب مع ظروف الحياة في الوقت الحاضر كما يتناسب مع متطلبات العمل في الأجهزة الأمنية خصوصا الأجهزة ذات العلاقة بالجمهور.
هذه النقلة في القبول بكلية الملك فهد الأمنية ليست غريبة وإنما هي إجراءات تتطلبها ظروف الحياة كما يشير الى ذلك التطور الذي مرت به كلية الملك فهد الأمنية منذ إنشائها في عام 1354 عندما صدر الأمر السامي الكريم بإنشاء مدرسة الشرطة بمكة المكرمة، وكان الملتحقون بالمدرسة لم يحصلوا على الشهادة الابتدائية، وفي عام 1370ه حدد مؤهل القبول بشهادة إتمام الدراسة الابتدائية وأصبحت مدة الدراسة سنة واحدة وفي عام 1377ه أصبحت مدة الدراسة سنتين، وفي عام 1380ه أصبح مؤهل القبول فيها الثانية المتوسطة ومدة الدراسة أصبحت سنتين وفي عام 1381ه ارتفع مؤهل القبول الى شهادة إتمام الدراسة المتوسطة )الكفاءة( وأصبحت مدة الدراسة ثلاث سنوات، وفي عام 1386 أصبح مؤهل القبول شهادة الثانوية العامة وفي عام 1391 أصبحت مدة الدراسة بالكلية ثلاث سنوات يحصل المتخرج بعدها على شهادة البكالوريوس بالعلوم الأمنية، هذا التطور والتغيير من سنة الى أخرى هو نتيجة حتمية للقفزة الحضارية التي تعيشها المملكة وللتطور الاجتماعي والتعليمي في ظل الرعاية الحانية من حكومة خادم الحرمين الشريفين .
يتضح من هذه اللمحة البسيطة حول التطور في برنامج القبول وشروطه بكلية الملك فهد الأمنية أن مدة الدراسة وشهادة القبول لم تتغير منذ عام 1391، ولكن كان هناك تغيير كبير في المناهج الدراسية واتباع الأساليب والأنظمة التعليمية الحديثة.
وفي المسار الآخر لم يقتصر القبول في كلية الملك فهد الأمنية على خريجي الثانوية العامة وما يعادلها بل كان هناك دورات تأهيلية لخريجي الجامعات السعودية وغيرها، علما أن الدورات التأهيلية للجامعيين قد بدأت منذ عام 1399 وتم تخريج ثلاثين دورة تأهيلية من مختلف التخصصات الجامعية كالعلوم الشرعية والدراسات الإسلامية والطب والصيدلة والهندسة والعلوم التطبيقية والعلوم العلمية والعلوم الإدارية والإعلام والحاسب الآلي والعلوم الاجتماعية والتربية والعمارة والتخطيط والآداب وغيرها، وقد بلغ عدد الخريجين من الدورات التأهيلية للجامعيين حوالي 3700 ضابط تم توزيعهم على مختلف القطاعات الأمنية حسب حاجة القطاعات الأمنية من التخصصات المختلفة، ومن هؤلاء من أكمل دراسته وحصل على شهادات عليا من مختلف الجامعات العالمية. ولقد حققت التجربة التي تتجاوز مدتها العشرين عاما مع الضباط الجامعيين نجاحات كبيرة، ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر بالرفع من مستوى أداء الأجهزة الأمنية، وحلَّ الشباب السعودي المؤهل في كثير من التخصصات العلمية مكان غيرهم من غير السعوديين. كما ساهم قبول الجامعيين في إيجاد وظائف لعدد كبير من خريجي الجامعات السعودية ممن كانت ظروف العمل الأمني تتطلب تواجدهم ومساهمتهم في الجهود الأمنية الجبارة التي تبذلها وزارة الداخلية بدعم ومتابعة دقيقة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز. وفي اعتقادي الشخصي ومن تجربتي العملية بكلية الملك فهد الأمنية فإن قبول الجامعيين بالكلية سوف يكون أكبر حافز للمتفوقين من خريجي الثانوية العامة بجميع أقسامها العلمية والإدارية والاجتماعية وغيرها من التخصصات بأن يجمعوا بين الشهادة العلمية من الجامعات السعودية والتخصص الأمني بعد التخرج من كلية الملك فهد الأمنية، وبهذا يكون رجال الأمن قد تسلحوا بسلاح العلم والمعرفة ونالوا قسطاً وافراً من العلوم الأمنية التي تدعم مسيرتهم في العمل بالأجهزة الأمنية المختلفة، كما أصبحوا أكثر وعيا وإدراكا وأقدر على تحمل مسؤولياتهم الأمنية.
* مدير إدارة العلاقات العامة بالكلية
|
|
|
|
|