أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 27th June,2001 العدد:10499الطبعةالاولـي الاربعاء 6 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

مغامرة .. ومقامرة
عبدالله العبدالعزيز القنيعير
في الوقت الذي تسوق الدوائر السياسية الغربية مصطلحات حقوق الإنسان.. والمجتمع المدني.. والعولمة.. وتسعى جاهدة من خلالها التدخل في الشؤون الداخلية والسيادية لدول العالم الثالث.. وبينما تمارس دول الشرق والغرب أشد ألوان التمييز العنصري.. والتصفيات العرقية وانتهاكات حقوق الإنسان ضد الأقليات العربية والإسلامية وفي طليعتها كبيرتهم التي علمتهم كراهية الإسلام والمسلمين.. الراعية لحقوق الإنسان خارج حدودها وأجوائها ومياهها الإقليمية.. الولايات المتحدة الأمريكية.. في هذا الوقت طغت على السطح في الآونة الأخيرة أحداث خلقت متنفسات جديدة للحقد والكراهية.. وتعريض الملايين الكادحين في سبيل لقمة العيش من الأقليات العربية والإسلامية للأذى والتصفيات الجسدية.
ü بعد الضجة التي لا تزال مشتعلة الأوار نتيجة تدمير حكومة طالبان لتماثيل بوذا في أفغانستان التي حركت مجدداً مشاعر الحقد والكراهية لدى منظمات حقوق الإنسان.. ومنظمات )محترمة( أخرى كمنظمة اليونسكو، والأمم المتحدة.. ظهرت في دولة خليجية دعوة لإزالة معبد للسيخ أقيم عام 1985م تحت سمع وبصر الحكومة التي يُخشى لو تم ذلك ان يتكرر خطأ طالبان في هذه الدولة الخليجية!!
ü صحيح أن الغرب يكيد لنا بمناسبة وبدون مناسبة لكن لماذا لا نترفع عن الاعتداء على خصوصيات الآخرين.. وحريتهم الدينية التي سُمح لهم بممارستها؟ لماذا لا تكون تصرفاتنا بمنأى عن المزايدات السياسية.. والمنافع الضيقة.. واكتساب المراكز والمواقع الحزبية؟ لماذا لا نلجم تلك الأصوات التي تقامر.. وتغامر في نرجسية كاذبة خاطئة بقضايانا لتشتري سبباً لبقائها؟ لماذا نحوِّل الأقليات التي تعيش على أرضنا في أمن وطمأنينة هرباً من شظف الحياة.. وبؤسها في أوطانها وهي في بعض دول الخليج تفوق عدد مواطنيها إلى طابور خامس يعمل تحت الأرض ضد مصالحنا وأمننا الوطني؟ لماذا نتيح الفرصة للأعداء لتحريض الشعوب.. ومعتنقي الديانات الوضعية علينا وعلى قضايانا ومطالبنا العادلة والمشروعة؟
ü وإذا كنا نسعى حكومات.. ومنظمات لإقرار الحقوق الإنسانية للأقليات الإسلامية في الغرب.. والشرق.. وحمايتها من الأخطار.. والتمييز العنصري.. وتوفير الحد الأدنى من متطلباتها الحياتية فإنه يتعين علينا أن نعامل الأقليات التي تعيش بين ظهرانينا نفس المعاملة خاصة وأننا منحناهم كل أو بعض الحقوق في بلادنا.. وعندما نفعل ذلك فليس عن عجز.. أو ضعف أو حسابات مختلة أو مضطربة بل عن تعفف.. وترفّع لأن الإسلام دين التسامح.. والرأفة.. والرحمة.. وأمتنا تحفظ الجميل.. وترعى الذمة.
ü وإذا كانت بعض الدول العربية والإسلامية تعمل على تصحيح الصور الجائرة التي توزعها بسخاء أجهزة الإعلام الغربية من خلال إنشاء المساجد والمراكز الإسلامية وإقامة المعارض والندوات.. والمؤتمرات.. وتكثيف هذه الأنشطة لتتزامن من السنة الدولية لحوار الحضارات هذا العام 2001م الذي أعلنته منظمة الأمم المتحدة.. أتساءل: لمصلحة من تثار هذه القضية في هذا الوقت بالذات؟
وأتساءل: هل هذه القوى السياسية التي تستأسد على معتنقي الديانات الوضعية تتجرأ على مجرد المطالبة بإغلاق كنيسة نصرانية.. وإيقاف النشاط التبشيري على أرضها؟ كلنا يعلم يقيناً ان هذه القوى لا تملك الشجاعة لركوب هذا المركب الصعب!! ان الدعوة لإزالة المعبد مغامرة غير مأمونة العواقب.. ومقامرة لا يجيزها الإسلام.
وحري بدلاً من ذلك ان نصحح صورتنا النمطية الظالمة لا ان نكرسها.. وان نفوّت على الغرب والشرق معاً مساعيهما الحثيثة التدخل في شؤون الأقليات الدينية والعرقية التي تعيش بيننا.. ومواجهة ما يحيق بنا من مؤامرات منها المؤتمر الذي عقد أخيراً في شنغهاي لمواجهة الحركات الإسلامية في آسيا الوسطى.. والخافي أعظم.


أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved