| العالم اليوم
* رام الله نائل نخلة:
^^^^^^^^^^^
«كان محمد خدوما لكافة جيرانه هكذا دون أي سبب قتلوه لقد حاول أن يساعد اثنين من الشهداء قبل أن يتبعوه لهما..»، بهذه الكلمات بدأت السيدة منى داود كلامها عن طفلها محمد الذي استشهد مع بداية انتفاضة الأقصى عند مدخل مدينة البيرة الشمالي.
^^^^^^^^^^^
لم يكن محمد نبيل ابن الرابعة عشرة عسكرياً يحمل السلاح أو حتى حمل سكيناً وانما طفل فلسطيني لحق بجهاد شعبه الذي خرج يقارع الاحتلال طلقة قناص حاقد اصابته في مقدمة رأسه لتنفذ من الخلف أفقدته حياته على الفور.. سهى نبيل هي الشقيقة الكبرى للشهيد محمد تقول «كان محمد يملأ علينا البيت وكان دائماً يتحدث يتنقل من هنا إلى هناك يساعدنا إذا احتجنا شيئا من السوق كان في الحي من أراد شيئا أو مساعدة، فمحمد كان حاضراً هكذا كان محمد نعم لقد افتقدناه لقد أصبح ذكرى جميلة».
وتضيف الشقيقة: «كنا في البيت عندما جاءنا أحدهم وأخبرنا في البداية أن محمداً قد أصيب خرجت أنا وشقيقي الأكبر إلى مستشفى رام الله لنجده ملقى على السرير هو وثلاثة شهداء آخرون قتلوه دون سبب بدم بارد لو أن طفلا مثل محمد قتل في إسرائيل لقامت الدنيا ولم تقعد كأن دمنا رخيص ودماءهم غالية هكذا يتعاملون معنا على كل حال من الأحوال سيأتي ألف محمد ليأخذوا بالثأر».
في أحد الأحياء وعلى مدخل احدى العمارات الشاهقة علقت صور لطفل في الثامنة من عمره وكتب عليها الشهيد أبي دراج الذي استشهد أثناء لعبه بسيارته التي اشتراها له والده استشهد على السرير في بيته دون أن يكون مشتركاً في مواجهة أو حتى دون أن يكون هناك مواجهة.
والدة الشهيد الطفل أبي دراج تقول « لقد كانت مأساة بالنسبة لي أن أفقد أصغر أبنائي وهو بين يدي لم يرتكب أي ذنب لقد كان يلعب سمعنا صوت إطلاق نار كثيفاً حاولت أن أقوم بحمايته لقد كان إلى جانب والده في الغرفة الأخرى أصيب في صدره واستشهد مباشرة».
وتضيف الأم الثكلى «ها أنا أعيش كل يوم مع حسرة الألم فقد أخذوا أعز شيء لو أخذوا روحي لكان أرحم أما طفلي الصغير فما ذنبه أن يقتلوه لم يفعل شيئا ولم يجن شيئا كلما رأيت صورته أشعر بالسكاكين تقطع جسدي كلما دخلت غرفته ورأيت سريره أشعر بأن روحي ستخرج.
ما أصعب أن تفقد ابنك الذي تعبت سنوات لتراه يكبر أمام عينيك وتأتي رصاصة لا ترحم تسرقه منك رحمه الله».
« الشهيدان شهيد وملاك» هكذا كتب على الملصق الذي وضع في كافة أنحاء مدينة رام الله عليه صورة لطفلين أخوين تبدو عليهما علامات البراءة هذان الطفلان استشهدا أثناء تنفيذ الوحدات الخاصة لعملية اغتيال لأحد قادة الانتفاضة وهو الشهيد حسن القاضي. الطفلان كانا يلعبان في بيتهما الساعة التاسعة والنصف صباحاً عندما انفجر البيت ليصبح ركاماً.والدة الطفلين تقول «كنت في المطبخ عندما سمعت بالانفجار لقد اهتز البيت، بل الحي بأكمله لقد استشهد ابناي الاثنان في لحظة كانا يلعبان كانا فرحين لم يرتكبا أي ذنب لم يقترفا أي جريمة ليحاسبا عليها بهذا الحساب..
كم اشتاق لهما، لطفلي اللذين حرمت رؤيتهما هكذا في لحظة أصبحا تحت التراب لمن سنشكو همنا لن يجيبنا أحد، أطفالهم يلعبون ويتمتعون وأطفالنا يقتلون بلا ذنب يقتلون بدم بارد ألم يعلم أولئك الذين زرعوا القنبلة أن في هذا البيت يوجد أطفال صغار أم أن قلوبهم باتت من غير رحمة».
|
|
|
|
|