| تحقيقات
* تحقيق - ابراهيم المعطش:
هل لك أن تتصور رجلاً يضع مساحيق على وجهه، ترى هل يمكن أن تشاهد رجلاً وقد تلون وجهه ما بين الأبيض والأخضر والأحمر؟ هناك من سيجزم أنه لا يوجد لدينا مثل هذا الشيء والبعض يقول وماذا في الأمر؟
نحن بدورنا طرقنا الموضوع وبحثنا عن الحقيقة وعما يقال ان الرجال أصبحوا ينافسون النساء في «مساحيق التجميل» وحينما تدخل محلاً يبيع أدوات زينة نسائية قد تجد رجلاً يسأل عن آخر موضة، وبعضهم يعتاد مراكز التجميل لكي يزاول عملية تجميل.
في هذا التحقيق بحثنا عن تأثير هذه المساحيق على الرجل وكيانه ومدى تقبل المجتمع لها، وعن أسباب انتشارها لدى البعض وعن رأي المرأة في مزاحمة الرجال لها بحثاً عن جديد تلك المساحيق:
بداية تحدث الدكتور سمير عبدالحميد وعلق على الموضوع قائلاً: بالفعل، لقد شهدت بلادنا العربية في الآونة الأخيرة انتشاراً واسعاً لمواد التجميل الخاصة بالرجل بحيث أصبحت في متناول أي شخص يحرص على حسن مظهره، لقد بالغت وسائل الإعلام في وصف المبتكرات تلك وزادت من شأنها حتى لنرى رجالاً يضعون كريماً خاصاً وقناعاً.. والسؤال الذي يجب أن يطرح هنا:
هل لهذه المواد أي فائدة طبية مرجوة؟ أم أنها مجرد سلع تجارية يتم بيعها برسم الجمال والتألق؟
طبعاً في الحالة الأولى احبذ استعمالها، بحيث يمكن أن تزيل بثورا في الوجه، أو تفيد في تنعيم الذقن الخشنة، أما أن أرى رجلاً يضع أساسا يبيض بشرته أو بودرة منعمة، فهذا أمر مرفوض تماماً ومن غير المعقول ان نراه طبيعياً بدعوى «الحضارة والتمدن» لقد خلقنا الله بمواصفات معينة فلماذا نتعدى على خلق الله؟ في بلاد الغرب حيث الانفتاح والتحرر الزائد نرى رجالاً تشبهت بالنساء والعكس صحيح. ويكمل الدكتور حديثه لا أظن أنه سيأتي يوم أرى نفسي فيه في المرآة بقناع خاص على بشرتي يزيد من نعومته وتألقها.. فهذا ما لا أرضاه لنفسي ولا حتى لغيري من الرجال فأنا أرفض التنافس مع زوجتي.. ويبدو أن ثمن الحضارة كان باهظاً واختلاط )الحابل بالنابل( جعلنا غير قادرين على تحديد المسار الواجب اتباعه!
شخصية الرجل لا تقبل هذا
أما المواطن مسعود الفهد فقد علق على الموضوع قائلاً: لمواد التجميل فعالية محدودة للرجل، لأنه لا يجد الوقت الكافي دائماً للقيام بهذه العملية ناهيك عن أنها أمور للمرأة وليست له. وأنا لا أنكر استعمال الماسك لتنظيف البشرة وحمايتها أو استعمال اللوشن واللوسسيون والكريم بعد الحلاقة فهي أمور من شأنها أن تزيد من نضارة البشرة ولهذا قمت بتجربتها وليس هناك ما يعيب، الرجل انسان خلق ببنية قوية وشكل بعيد تماماً عن الأنوثة والتنعم، وبالتالي وضع مثل هذه المساحيق أمور ليست لنا على الاطلاق كرجال..
عموماً لا أعد استعمال الماسك أمامها مثلاً أمرا معيبا لأنها زوجتي وطبيعي أن استخدم مواد طبيعية كالماسك والكريمات لتنقية بشرتنا ، أما أن اتعدى على حقوقها وان أضع الماكياج فهذا مرفوض تماماً.
الرجل رجل، والمرأة امرأة فهل نقوم بأعمال معاكسة تماماً لواقعنا تجعلنا نبدو بمنظر مضحك؟ أمر غريب!! والتطور الحضاري لا يعني استخدام مثل هذه المواد أقصد أحمر الشفاه والكحل، لأن الحضارة هي المحافظة على قيمنا وأخلاقنا ومبادئنا كمسلمين وليس التشبه بالاناث.
الجمال واحد
محمد عيد الصالح.. موظف قال عن هذا الموضوع: تعددت الأسباب والجمال واحد، لآدم وحواء، ولكني أحب أن أستثني آدم من هذه الصورة، لأنه رجل والرجل عرف منذ تاريخ البشرية بخشونته وقدرته على تحمل مشاق الحياة وبصلابته وبنيته البعيدة كل البعد عن مقاييس الجمال فلماذا نشوه صورته هكذا، حسناً أنا لا أستعمل الكريمات وأضع الباديكير والمانيكر ولا أقوم بتقليم حاجبي وأضع الكحل.. انها أمور للرجل البعيد عن مفاهيم الرجولة الشرقية..
وأقصى ما أقوم باستعماله هو الصابون الطبي الذي قد يفيد لنقاء بشرتي وعدم تهيجها، وما عدا ذلك فهو مستحيل فأنا لا أتصور نفسي داخلاً أحد الصالونات لأضع الماسك «القناع» على وجهي واستلقي على ظهري منتظراً اخصائي التجميل كي يزيله.. تستطيع اعتبار مثل هذه الظواهر تقاليع غريبة استحدثت على مجتمعنا وجعلتنا نفعلها دون التعمق بالفكرة ودون معرفة ما يلائمنا كرجال شرقيين وما لا يلائمنا .
لا بأس باستخدامها
وانتقلنا بحديثنا مع رأي آخر هو راشد الزهراني الذي قال:
تعتبر بعض أصناف مواد التجميل صالحة للرجل ومفيدة في آن واحد فأنا مثلاً حينماً أتعرض للجو الرطب الحار والشمس المحرقة لم لا أقوم بحمايتها عبر كريم وقائي، فهناك كريمات عادية سواء أكانت للنساء أم للرجال تفيد بشرتنا وتحافظ عليها ولا يعني هذا انني سأتخطى الخط الأحمر وأضع مساحيق تجميلية مثلاً ولكني لست ضد استخدام مواد التجميل المفيدة مثل الكريم الواقي أو بودرة ما بعد الاستحمام الطبية الماصة للتعرق الخ...
وبالطبع يتميز الرجل عن المرأة بخشونته وبنيته ولكننا لا نستطيع أن نلومه إذا حافظ على مظهره وبشرته ونتهمه بقيامه بعمل مناف لمفهوم الرجولة، لأن الرجولة تصرف وشهامة ومواجهة للحياة بمتاعبها وصعابها وليست مظهراً أشعث وتكلفا وكلاماً. ويدين متشققتين!! صحيح ان مجتمعنا شرقي محافظ، ولكن لايعني هذا ان نرفض الفكرة كليا ونستنكرها لأن الجمال المطلوب بين كل الكائنات وكل واحد منا يجب المحافظة على مظهره، طبعاً هناك حدود لا يجوز تجاوزها، مثل استعمال القناع مثلاً، فأنا لا أقبله ولا أرفضه لأن الفكرة غير موجودة، ولكن في حال تضرر بشرتي مثلاً وعدم وجود بديل آخر غير القناع الطبي فلم لا؟
وأنا لا أرفض الحديث عن مواد التجميل الرجالية أمام أصحابي لأنني أعد الأمر طبيعياً إلا في حال تفاقم الموضوع وتجاوز الحد، مثل استخدام الرجل للكحل مثلاً أو مواد الماكياج فهذا أمر مرفوض! وفي النهاية فلقد دفع الرجل ثمناً باهظاً في سبيل التطور الحضاري، وفي ظل الأساليب المتبعة حالياً لاظهاره بروح العصر ولكن كلما جاوز الشيء حده انقلب إلى ضده، وان كان وجود مثل هذه المواد عائداً للرفاهية التي نعيشها فهذا لا يعني تخلينا عن مبادئنا ومعتقداتنا كرجال شرقيين.
تتعارض مع الرجولة
وكان لنا لقاء آخر مع خالد رحمة الذي قال: تتعارض مواد التجميل ومفهوم الرجولة لعدة أمور فالنعومة خلقت مع المرأة، ومقاييس الجمال تحدد بها ونحن لم نسمع في يوم من الأيام عن مسابقات جمال للرجال مثلاً لأن المرأة أنثى خلقها الله بمواصفات معينة، تستوجب عليها المحافظة على تألقها، أما الرجل فلا أعتقد. هناك بعض الرجال، الذين أعرفهم من الأصحاب.. يضعون في بعض الأحيان مواد ومساحيق ولونظر المرء ودقق في وجوههم لاستغرب رجلاً يمشي وهو يضع كريم أساس مثلاً.. صحيح أن هناك بعض الكريمات المفيدة للوجه مثل تلك العاملة ضد الشمس وتقلبات الطقس.. ولكن هل من الضروري أن تترك آثارها على الوجه بل ونتباهى بها؟
وأنا أؤمن بالجمال الطبيعي المريح للمرأة، وعليه لا أظن قطعاً انني سأحبذ روية رجل مجمل، ولا يخلو الأمر من وجود فئة من أولئك الرجال عموماً هذه كلها رياح غربية هبت علينا وأمطرتنا بمواد ومساحيق لو قمنا كلنا باستعمالها لما عرفنا الرجل من المرأة..!
آراء .. حواء
ولكن هذه آراء آدم عن نفسه وعن بني جنسه فماذا تقول حواء عن الرجل المتجمل؟
ريما عبدالله تقول: أعتقد بأن مساحيق التجميل يستحيل أن تتناسب وشكله، الرجل يمكن أن يستفيد من هذه المواد المطروحة ولكن بطريقة منطقية مثل استخدام الكريم ضد البشرة الجافة إما أن يضع كحلاً وماسكالاً فهنا الكارثة! ولا أستطيع أن أتصور زوجي يوماً يجلس بجانبي ويضع قناعآً من شرائح الخيار على وجهه مثلما أفعل أحياناً.. انه موضوع لا جدل فيه» أعتقد بأن زوجي سيضحك كثيراً حينما يرى رجلاً يقوم بمثل هذه الأمور.
الرجل بطبيعته أجمل
أمل عواد، اخصائية تجميل حينما سألناها رأيها ضحكت وقالت بالفعل لقد كانت تأتينا شرائح متعددة من أنماط مختلفة من الرجال بحكم عملنا كاخصائيات تجميل وكان الكل يأتي إلينا ويسألنا عن كيفية إزالة البثور أو الكلف أو البقع الخ... أما الأغرب والأدهى فهو مجيء بعض الرجال سائلين عن آخر جديد الأسواق في ألوان البودرة وبالطبع مثل هذا الأمر يستحيل تخيله.. الرجل أحلى وأبهى بكثير حينما يكون طبيعياً، وقادراً على التحكم بمظهره بطريقة غير مستفزة كوضعه للماكياج ويمكن تصوره بكريم أو حتى بقيامه بجلسات للعناية بالبشرة، أما أن يشتري أدوات التجميل وما إليها، فهذا أمر لا يخلو من الاستهجان وعليه فهو يعتبر معتدياً على حقوق حواء.
|
|
|
|
|