| تحقيقات
*
* تحقيق هيا عبدالله السويّد:
الحديث عن النظافة متعدد الأبواب فأي باب سندخل لنبحث عن سبل ووسائل حتى نقضي على مدمرات البيئة لنجعل بلادنا أكثر جمالا لكننا وللأسف سنفتح القضية صفحة صفحة نسجل أخطر تواجد للجراثيم والأوساخ في مكان ليس بعيدا عنا بل هو قريب نتوافد إليه حينما نريد شراء مستلزماتنا في بعض الأسواق التي طغت عليها القذارة فأصبحت الأرض تضم مجموعة هائلة من الأوساخ بجميع أنواعها وبدأت المستنقعات تستقر بيننا ونحن نتسوق فتتسخ أقدامنا ويعلق في طرف ثوبنا لبان أو سيجارة لم تنطفئ ويحدث ما لا تحمد عقباه.. تبدأ الكوارث وتتأثر بيئتنا الصحية، فمن المسؤول عن استمرار هذا الوباء بالتكاثر.. من يرضى بهذا العفن ان يتسلل في أجسادنا السليمة حتى تشيب من المرض بعد تأذيها.. متى بالفعل يتم إعلان توظيف النظافة في أسواق العويس.. ومتى تقف الظاهرة المنتشرة للمتسوقات عن قياس ملابسهن في مساجد الأسواق بعد هجر دورات المياه فيها وماذا سيصبح حال هذه المساجد بعد سنين من نسيانها؟ أمور عديدة وتساؤلات شاسعة مع المتسوقات وأماكن غريبة رصدتها عين «الجزيرة» للحد من تكاثر هذا الوباء فإلى تفاصيل هذه القضية عن قرب.
مسجد محزن
في البداية قالت أم عبدالله البريدي: إن المسجد مكان طاهر وبالنسبة لمسجد النساء في سوق العويس لم يبد كما هو مسجد فعندما بدأت بالدخول وجدت المدخل مظلماً موحشاً يكاد يشعر المتسوقة بالقشعريرة أو الخوف، فالسجاد غير مؤهل للصلاة فيه فهو غير نظيف متسخ قديم جدا وان رأيت المصاحف مرمية في تلك الأكياس لتعجبتي لحالها وحال هذا المسجد انني اخجل حينما أقول مسجد لأنه لا يستحق هذه الكلمة فالمسجد اكبر من ان يكون هكذا وان حدثتك عن دورات المياه فعجبا عجاب ابواب مكسرة القفل ورائحة كريهة تصدر من الباب وهذه الدورات تتواجد داخل المسجد فهل هذا جائز نصلي وسط رائحة كريهة، انني اقترح حقيقة على المسؤولين بتواجد مسؤولة عن نظافة المسجد لترتيب السجاد والكتيبات الدينية والمصاحف وحتى الندوات وبراتب شهري كأي موظفة وهنا نستطيع ان نساهم في نظافة مسجد السوق ونستفيد أيضاً وتستطيع المتسوقة الصلاة براحة واطمئنان.
المسجد غير آمن
كذلك قالت عائشة عبدالله: عندما تحين الصلاة أصلي وحينما هممت بالدخول والصعود إلى مسجد سوق طيبة في الدرجات الأولى انتابتني كتمة في صدري من شدة الرائحة المنبعثة من فوق أي من داخل المسجد انني لا اعني المسجد ذي السجاد القديم وغير النظيف فقط لكن دورات المياه القذرة لم استطع ان اتوضأ للصلاة فيها فرائحتها تنفر كل متسوقة من دخولها لقد تعبنا كثيرا من ذلك ولم اعد اصلي في المسجد فموقعه ايضا غير آمن لذلك اصبحت آخذ معي سجادة صغيرة لأصلي أمام المحلات فهو مكان مناسب على ما أظن.
المسجد للقياس فقط
وتقول أم وضحى المطيري: لقد بدأت ظاهرة غريبة في أوساط المتسوقات حتى يتسنى لهن توفير المشوار في استرجاع ما لم يناسبهن لقد أصبح مسجد النساء في سوق طيبة مع تزايد رائحة دورات المياه فرصة لقياس جميع ما تشتريه المتسوقة من السوق إن كان مناسبا تأخذه وان لم يكن كذلك تسترجعه وهذا الحال بالنسبة لجميع المتسوقات اللائي يتوافدن إلى المسجد لا يأبهن لحال المسجد الحزين، لم تمانع الأم حينما جعلت ابنها يسكب ما في علبة البيبسي على سجاد هذا المسجد الذي يصلى عليه، كيف تدع تلك الأم أيضاً بناتها بعد قياس ملابسهن برمي تلك الأكياس في المسجد.
هل اصبح المسجد بالفعل مكاناً لقياس المتسوقات منذ متى وبيت الله يعامل بهذا الشكل هل المسؤولون بالفعل نائمون عن ذلك أم يتجاهلون خوفا من زيادة التكاليف، لا اعتقد ان زيادة ريال كثيرة لإصلاح المسجد.
جرحني زجاج
ثم قالت أم محمد: كنا نمشي في سوق العويس بين الممرات في الشارع وفجأة اصطدمت قدمي في زجاج وسال دمي فوراً خرجت من السوق إلى المستشفى حتى لا يتضاعف الجرح والحمد لله على كل حال لكن إلى متى هذا التهاون من أصحاب المحلات كيف يرمون بهذا الزجاج في الأرض ليست كل مرة تسلم الجرة لذلك أتمنى ان يكون هناك مكان مخصص لنفايات أصحاب المحلات حتى لا يتأذى المتسوقون.
سيجارة أحرقتني
فقالت نورة العتيبي: أتعلمين ماذا حدث لي وأنا أمشي في سوق العويس من بين هذا الكم من النفايات، علقت سيجارة في طرف ثوبي تخيلي ماذا أفعل هل أصرخ، وأنا أكاد اشتعل اخبرت زوجي فعمل الواجب أطفأ السيجارة وألقى بها في المكان المناسب، لماذا لا يمتنع المدخنون عن الدخان، هل يريدون اشعال السوق؟ أتمنى ان اشاهد النظافة بأصولها في السوق.
موقف محرج
وتحكي حكايتها أم بشائر فقالت: عندما ذهبت للتسوق في سوق العويس أخذت معي أبنائي حتى يتسنى لكل منهم اختيار ما يريد لكنني هذه المرة لم أفكر في حساب هذا الموقف طلب من أبنائي الذهاب لدورة المياه وعندما ذهبنا وهم في أشد حاجتهم لذلك تفاجأت بوجود وحل من الجراثيم والذباب يدور حول كل دورة مياه مناديل مرمية في الأرض شيء يفجع هرعت مسرعة من ذلك المكان لأي مكان آخر به جزء بسيط من رائحة النظافة.
سقطت في الحفرة
أما أم أحمد «بائعة» فتقول: منذ فترة وأنا أبيع مع ابنتي في سوق العويس فهي تساعدني لأنني مصابة بمرض السكر وأتعب كثيرا وذات يوم ونحن نمشي انا وابنتي سقطت قدمي في حفرة صغيرة أصابها بعض الجروح وطالت فترة علاجها بسبب مرض السكر الذي أعاني منه ان هذا المكان به أشياء خطرة لا يتوقعها أي متسوق إلا حينما يقع فيها.
نهرب إلى المسجد
أما المتسوقة شروق فقالت: إن أصحاب المحلات ينصحوننا للقياس في المسجد فمنذ فترة ليست بالقليلة ذهبت إلى سوق الأندلس واشتريت فستانا وعندما شككت بالقياس قال لي صاحب المحل بالإمكان قياس هذا الثوب في دورات المياه فرفضت في البداية لكنني قبلت ووضع رهن لديه حتى لا أكون سارقة فدخلت إلى دورات المياه وخرجت فجأة لم استمر ولو لثانية واحدة لقد صعقتني الرائحة القوية جدا حتى ان عينيي احرقتاني وخرجت ودخلت مسجد النساء ورأيت غيري كثيرات يقسن ملابسهن وفعلت مثلهن وخرجت واشتريت الثوب.
ان اغلب أصحاب المحلات ينصحوننا بهذا الشكل في كل مكان وكل سوق يطلبون منا القياس في دورات المياه إذا ذهبنا هربنا من الرائحة إلى المسجد.
سجن موحش
كذلك قالت منيرة السيف: عندما صعدت درج مسجد سوق العويس شاهدت ألواناً غريبة فلكل درج لون فهذا أسود والآخر أحمر كل درجة منسكب عليها أنواع عديدة من المشروبات الغازية كذلك سجاد المسجد به رائحة فظيعة تحرم من يريد الصلاة فيها، وانا في هذا المكان المخيف لولا وجود كتاب الله القرآن رغم تمزيقه لقلت ان هذا ليس مسجدا بل سجن والغريب في الأمر انني وجدت امرأة نائمة لم اقترب منها لأنني اخشى ان تكون رجلاً يتخفى فالمكان كما قلت لك موحش مظلم فكيف تريدين لنا ان نصلي فيه أو نقترب منه.
يلعبون بالمصاحف
قالت أسماء الشهري: أزعجني منظر بعض المتسوقات بتصرفاتهن الغريبة التي تطرأ عليهن اتساءل لماذا يدعون ابناءهم يعبثون في مساجد الأسواق اين أصول التربية السليمة ايتها الأم المربية، أنني أرى عندما أذهب إلى السوق حين وقت الصلاة او غيره عدم نظافة وأطفال يلعبون بالمصاحف، أم لا تردعهم فذاك يرمي علبة بيبسي وتلك مناديل وأكياس ويأكلون ويضحكون ولا يعلمون أن هذا بيت الله خصص للصلاة فيه وليس للعبث والمزاح والأكل والشرب فيه لم كل هذه التصرفات البشعة تتعاظم وتزداد ونحن مكتوفي الأيدي نتفرج فقط ولا نقدم أي شيء.
وأخيراً قالت أم عبدالله الزهراني: لم يعد هناك من يحن على مساجد الأسواق فأغلبية هذه المساجد سجادها متشابه ممزق رائحته كريهة لم يتعاطف أحد من أصحاب محلات السجاد بتغيير السجاد ولو بالسجاد الرخيص ليس من اهتمامات أصحاب الأسواق لذلك نشاهده في حال يرثى لها فمنذ متى والمسجد أصبح حاله يرثى له أو محزن لقد اغفلت مشاغل
|
|
|
|
|