أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 26th June,2001 العدد:10498الطبعةالاولـي الثلاثاء 5 ,ربيع الثاني 1422

الريـاضيـة

في منتصف الأسبوع
قبل الأهم..!! بدأنا في المهم!!
عبدالله الضويحي
دخل منتخبنا الوطني لكرة القدم يوم أمس الأول «الأحد» معسكره التدريبي استعداداً لخوض التصفيات النهائية لقارة آسيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2002 التي ستقام صيف العام القادم في كل من كوريا واليابان.
هذه المرحلة تعتبر في نظري من أكثر المراحل أهمية في تاريخ المنتخب وربما في تاريخ الكرة السعودية..
هذه الأهمية لا تأتي من كون المنتخب شهد تغييرات كبرى وتجديداً في جهازه الفني بقيادة مدرب عالمي مشهود له بالكفاءة والخبرة هو سلوبودان سانتراتش، إلى جانب دخول عناصر إدارية جديدة وأخرى من اللاعبين..
ولا لكون هذه المرحلة تأتي متواكبة مع التغييرات الكبرى التي شملت الاتحادات الرياضية ومنها اتحاد كرة القدم..
وإنما تنبع أهمية هذه المرحلة إلى جانب ذلك من منطلقات ثلاثة:
الأول:
ان التأهل لو تم «بإذن الله» فهو الثالث على التوالي لمحفل عالمي كهذا.. مما يمثل انجازاً غير مسبوق على صعيد الكرة الآسيوية، وربما العربية.. وهذا له دلالاته الكثيرة على الصعيد الكروي، والإعلامي، دونما حاجة للخوض في تفاصيل ذلك.
ثانياً:
ان المنتخب يخوض هذه التصفيات من خلال المجموعة الأصعب أو المجموعة الحديدية كما أطلقت عليها وسائل الإعلام.
ثالثاً:
التفوق الملحوظ للكرة السعودية على الصعيد الآسيوي سواء على مستوى المنتخب أو الأندية في العقدين الأخيرين، مما يعني نظرة الفرق المقابلة للفريق السعودي إلي نوعية واسلوب المنافسة بنظرة مغايرة لنظرة الفريق السعودي.
هذه التحديات الثلاثة لا بد أن تلقي بظلالها على المنتخب وهو يخوض التصفيات ولا بد أن ننظر إليها نظرة جدية، وأن نتعامل معها بما يتناسب وأهميتها.. وبحذر يضمن تحقيق النواحي الايجابية والاستفادة منها.
والذي يجب أن ندركه، ونعيه تماماً.. ان المرحلة السابقة من التصفيات، والتي تأهلنا من خلالها إلى هذه المرحلة )الأدوار النهائية(..، لم تكن مرحلة تحد.. أو اختبار حقيقي لمستوى الكرة السعودية، واستعدادها لهذه المرحلة.. ففرق مثل فيتنام، بنغلاديش، ومنغوليا.. لا يمكن أن تكون مجال اختبار لقدرات المنتخب السعودي، والدليل النتائج الفنية التي تمخضت عنها تلك التصفيات التي أكدت الفارق الكبير بيننا.. وبينهم، وإن كان ذلك لا يحتاج إلى دليل.
وعموماً.. فالمنتخب السعودي.. ليس وحده الذي تأهل بسهولة.. فجميع المنتخبات الآسيوية التي تأهلت لهذه المرحلة.. واجهت نفس الموقف عدا.. مجموعة.. أو اثنتين.. وهذه ليست قاعدة، وإنما استثناء يدخل في حكم الشواذ.
ومن هنا.. فإن الاختبار الحقيقي.. سواء للكرة السعودية.. أو للمنتخبات التسعة الأخرى هو في هذه التصفيات..
والاختبار الأكثر.. هو في المجموعة الأولى التي يترأسها المنتخب السعودي.
وعلى هذا الأساس.. فإن علينا كسعوديين وكإعلاميين على وجه الخصوص.. ان نتعامل مع هذه المرحلة تعاملاً واقعياً.. ومنطقياً.
لا أعني عند بدء التصفيات أو اثناءها.. ولكن أيضاً أثناء المعسكر التدريبي للمنتخب.. ولقاءاته الودية.
ولا أعني الأداء الفني للمنتخب ولكن حتى مع الجهاز الإداري والفني.. وآراء المنتمين لهذين الجهازين..
لقد انتقد بعض الإعلاميين.. خاصة بعض الصحف مدرب المنتخب سلوبودان.. لأنه أشار إلى صعوبة منتخب تايلند.. وزاد بعضهم سخرية وماذا سنعمل أمام إيران؟! والعراق؟!
وفعلوا كذلك مع مدير المنتخب فيصل عبدالهادي لأنه قال بسهولة الفوز على ايران والعراق.. ولماذا يقلل من شأن هذه الفرق؟!.. الخ...
شخصياً.. لم أقرأ تصريح سلوبودان..ولم أطلع على كلام فيصل.. حتى أسبر غوره.. وأدرك ما فيه.. لكنني متأكد ان شخصاً مثل سلوبودان بخبرته وتاريخه الكروي يعي ما يقول.. ويدرك أبعاده.
وان شخصاً مثل فيصل عبدالهادي بثقافته ووعيه.. ومسؤوليته أيضاً يعي ما يقول هو الآخر ويدرك أبعاده..
ربما رأى سلوبودان.. كخبير فني ان طريقة لعب تايلند.. وأسلوب أداء الفريق.. أصعب من غيره.. لأمور فنية بحتة.. ووفق نظرة شخصية. وربما أنه له وجهة نظر خاصة به في هذه الناحية.
وربما كان لفيصل وجهة نظر خاصة في اسلوب أداء المنتخبين الإيراني والعراقي..
أو ان له هدفا ما.. من وراء هذا التصريح.
فلماذا نعترض على وجهة نظر كل منهما؟! ونصادر آراءهما؟!
ألم يكن بإمكاننا مناقشتهما بأسلوب فني.. ينم عن منطق حضاري في التعامل مع وجهات نظر الآخرين؟!
إن مثل هذه الأمور.. وأعني التقليل من قيمة الآخرين.. أو وجهات نظرهم قد توجد نوعاً من انعدام الثقة بين اللاعب والمسئول تؤثر في العلاقة بينهما.. مما ينعكس بأثره على الفريق بصورة عامة.. خصوصاً عندما تصدر مثل هذه الآراء من أجهزة الإعلام الصحافة( والتي تمثل الرأي العام.. وينظر إليها على أنها تعبّر عن المصداقية في الطرح.. وتناول وجهات النظر.
تبقى نقطة أكثر أهمية.. وإن كانت امتداداً لما سبق.. لكنها تتعلق بالزاوية التي ننظر من خلالها إلى لاعبي المنتخب.. ولون العيون التي نرى من خلالها هؤلاء اللاعبين.. عندما نمارس النقد لأداء المنتخب.. أو نقيم المرحلة.. ونتابع مبارياته سواء أثناء المعسكر.. أو أثناء التصفيات.
لقد تعب المسئولون.. وتعبنا بأهمية النظر بعين واحدة ونبذ «العيون الملونة» بشعارات الأندية..
وللأسف الشديد.. ان بعضا ممن ينادون بذلك على صفحات الصحف.. ويركزون عليه هم الذين يخالفون هذه الدعوة.. ويتبنون مثل هذه النظرات المرفوضة.. مما يجعل المتابع في حيرة من أمره، عندما يشاهد مثل هذا التناقض العجيب بين الدعوة.. والتنفيذ..
هل القضية عدم وعي بالرسالة والمسئولية..؟!
أم أن هناك أسباباً أخرى؟! عموماً..للحديث بقية.. خاصة عن التصفيات النهائية، ولكن قبل بدء هذه التصفيات وانتهاء فترة المعسكر.
والله من وراء القصد.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved