أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 26th June,2001 العدد:10498الطبعةالاولـي الثلاثاء 5 ,ربيع الثاني 1422

عزيزتـي الجزيرة

حول رد تعليم البنات بالبكيرية
التعقيب يعضد صدق دعوى الطالبات!!
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
حين تورد الجريدة شكوى )طرف( ضد آخر فهي لا تعني بذلك أنها تقر مصداقية ما هي بصدده وتجزم بأحقيته وصدق فحواه بيد أن الجريدة أو المحرر بيده الخيار في طلب البراهين والأدلة التي تؤكد صدق الشكوى وملامستها لأرض الواقع وبعدها عن الخيال وقد دأبت منذ حملت القلم للمرة الأولى على التريث في نقل أي واقعة أو شكوى حتى تتوافر لدي لها أسباب القوة والمتانة بما يجعلني قريباً ان أقطع الشك باليقين في صدق ما سأنقله من خبر أو حادثة أو تحقيق في أمر أو آخر وحين وجدتني أمام القضية التي أوقعها أحد أساتذة الكلية بطالبات كلية التربية للبنات بالبكيرية لم أشأ أن اتعجل في نقل الصورة وإيرادها عبر الجريدة إلا بعد ان لمست صدق الدعوى وظهر لي كم هن محقات الطالبات في نقل معاناتهن أسوق هذه االمقدمة توطئة لما جال في ذهني وأنا أقرأ رد مدير تعليم البنات بالكبيرية الذي عزاه إلى الافادة التي نقلتها له عميدة الكلية حيث وجدت أن الرد الذي قصد به )ذر الرماد في العيون( ينطوي على أشياء تعضد صدق دعوى الطالبات وتؤكد مدى معاناتهن وأنهن لم يتقولن على الأستاذ وإنما سقن الحقيقة المرة التي غصت بها العميدة ولم يستسغها مدير التعليم وهنا قلت )ليتهم سكتوا( ولم يتحفونا بردهم ليكفونا عناء حمل القلم الذي وجدناه خياراً لا بد منه كيف لا إذا ما علمنا بأن حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول إن )الساكت عن الحق شيطان أخرس( وهنا كان لابد لنا من كشف )غموض( الرد وما تخلله من )عور( في سبيل السعي الذي ننشده لهذه الكلية الوليدة من مواكبة جهود الدولة ومساعيها الجلية في تذليل كل الصعوبات وازاحة كل العراقيل التي من شأنها ان تنال من المرأة وتحول بينها وتبوئها المكانة التي تستحقها في مضمار التعليم وميدان التربية فأقول مستعيناً باسم الله الأعظم بأنه كان منتظراً من العميدة ان تنظر للقضية نظرة موضوعية وتفحصها بعين الانصاف دون حيف أو ميل فالحق يكسب صاحبه في الدنيا والآخرة وبالتالي فهو أحق أن يتبع ويسلك سبيله والأستاذ ليس سوى بشر ليس معصوماً من الخطأ فهو قد يزل لسانه أو يكبو به جنانه فيصدر منه ما وصفته العميدة بأنه «ليس معقولاً أن يصدر من أستاذ مسؤول مقولة ان الكتابة باللون الأزرق تعني الرسوب مع أنه مطبوع على غلاف دفتر الاجابة الذي يوزع على الطالبات منذ سنوات الكتابة باللون الأزرق وعدم استخدام الأقلام الملونة» ولم تأت العميدة بجديد حين وصفت صدور هذا من استاذ مسؤول بالأمر غير المعقول بل هي تتفق مع الخبر الذي حملها على التعقيب حين وصف صدور هذا عن استاذ مسؤول بالغرابة وعدم الموضوعية ولم تكن العميدة بحاجة إلى أن تحمّل نفسها عناء ومشقة سؤال مجموعة كبيرة من الطالبات ومشرفات الشبكات عن مدى صدق هذه الدعوى التي أقامتها الطالبات كبيرة من الطالبات على استاذهن إذ كان بوسعها ان تمسك خيط الحقيقة وذلك من خلال حمل سماعة الهاتف وطلب أوراق الاجابة الخاصة بالأستاذ المعني لتكتشف بنفسها مدى ابداع فئة من الطالبات وتفننهن في استخدام الألوان و«زركشة» أوراق اجاباتهن بكل ما أدركه خيالهن في هذا المجال حتى أحلن كراسة اجاباتهن إلى أشبه ما يكون بالنشرات البديعة التي اعتادت الطالبات على تقديمها في النشاطات غير المنهجية؟!! وهنا لست أجزم بأن العميدة لم تضطلع بمسؤوليتها تجاه متابعة أوراق الاجابة وهي التي حمل ردها التأكيد على أنها على اطلاع تام وكامل بكل ما يدور بالكلية مما يعني أنها قد غفلت مرتين الأولى عن المراقبات اللواتي سمحن للطالبات )بزركشة( وتلوين أوراق الاجابة وغياب عين الرقيب كل هذه المدة يمكن وصفه بأنه أمر ليس معقولاً والثانية غفلتها عن متابعة أوراق الاجابة الخاصة بالأستاذ المعني اما الأمر الذي لم أعرف كيف توصلت إلى معرفته العميدة فهو تحديد الأستاذ الدي لم يرد ذكر اسمه في الخبر لا تصريحاً ولا تلميحاً والكلية ليست مقتصرة على استاذ واحد يسهل به التحديد الأمر الذي يؤكد أن شكوى الطالبات قد سبقت للعميدة قبل نشرها عبر )الجزيرة( وهو ما يضع أكثر من علامة استفهام حول قول العميدة )بأنه حرصاً منا في زيادة التأكد فقد تم التحقق من ذلك وثبت عدم مصداقيته خلال سؤال مجموعة كبيرة من الطالبات ومشرفات الشبكات( أقول ذلك وقد بلغني ان تقديرات الطالبات صاحبات الامتياز في بقية المقررات لم تتجاوز المقبول في مواد هذا الأستاذ وأعلم أيضاً بأن العميدة قد كتبت الرد وبين يديها طلب لطالبة قد حصلت على الترتيب الأول في مرحلتها تناشدها مراجعة ورقة اجابتها في مادة الاستاذ المعني التي حصلت بها على تقدير مقبول مقابل امتياز في كامل المقررات ولا أظن العميدة ستزهد في الاستشهاد بهذه الطالبة لو كانت مطالبتها في غير محلها!! وبالمناسبة وحيث ان الشيء بالشيء يذكر فالعميدة ذكرت بأن نتيجة الأستاذ تتراوح بين 80 -85% كنسبة نجاح عامة لكل المقررات التي يقوم بتدريسها ثم تصف ذلك بالنتيجة المشرفة جداً وبما أن واقع النتيجة في الكلية يؤكد بأن نسبة الرسوب في الكلية مردها مقررات هذا الأستاذ والحال كذلك في تدني مستويات التقديرات ولاسيما وقد بلغ عدد الراسبات في مواده بإحدى المراحل 40 طالبة فكيف استساغت العميدة وصف نتيجته بالمنجز المشرف؟!
إن كتابتي لهذه الأسطر هي من قبيل السعي للنقد البناء الذي ينشد المصلحة العامة ويتفق مع ما عودنا عليه قادة هذه البلاد «حفظهم الله» وعلى رأسهم باني نهضتنا التعليمية وواضع لبنتها الأولى خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله» فكم أتمنى أن نكون أكثر شجاعة في مواجهة النقد وتحمل تبعات ما عُهد به إلينا من مسؤولية دون بخس حق أو اغفال حقيقة لتسير مركبة التعليم بما يوازي الجهود التي تبذل لها والعقول التي تسهر وتكدح في سبيلها والأموال التي تصرف في سبيل النهوض بها إلى أعلى المستويات وأرقاها.
والله من وراء القصد
عبدالله بن ناصر الخزيم

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved