أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 26th June,2001 العدد:10498الطبعةالاولـي الثلاثاء 5 ,ربيع الثاني 1422

اليوم العالمى لمكافحة المخدرات

أضواء على جهود اللجنة الوطنية للمكافحة
برنامج الرعاية اللاحقة باللجنة يتابع 2183 متعافياً في عدة محافظات
إخفاء المخدر داخل القرآن الكريم وفي السبح من أقذر وسائل التهريب!
* عرض محمد الجبيري:
داء جسيم ومشكلة فتاكة وآفة قاتلة «المخدرات» التي طالما أرقت الشعوب فأضحت من أخطر المشاكل التي يواجهها العالم بأسره فتكاتفت الجهود من أجل محاربتها والتصدي لانتشارها وكان لحكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله السبق في التصدي لهذه المشكلة وبكل حزم فحاربت المهربين وطبقت فيهم شرع الله وكونت ادارة مستقلة لمحاربة هذه الآفة وأنشأت المستشفيات لعلاج وتأهيل كل من ابتلي بهذه الآفة.
«الجزيرة» تحتفل مع العالم وتشارك في«اليوم العالمي لمكافحة المخدرات»
.واستضفنا المقدم علي مسفر القحطاني مدير ادارة شؤون الضباط والأفراد ببرنامج مستشفى قوى الأمن الداخلي الذي أشار الى ما أحدثته «المخدرات» من مشاكل كبيرة وانحرافات بالسلوك.. وركز على أهمية نشر الوعي وان هذه المهمة لا تقتصر على الادارة العامة لمكافحة المخدرات فحسب بل يجب على الجميع التعاون في سبيل تحقيق الوعي الذي من شأنه حفظ شبابنا وأمل أمتنا فعلى رب الأسرة متابعة أبنائه والحرص على قضاء أوقات فراغهم فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة وعدم مصاحبة رفقاء السوء والمحافظة على الصلوات.
كذلك يجب على جميع المؤسسات الحكومية والخاصة نشر الوعي وبصفة مستمرة بين جميع الموظفين واعداد المحاضرات العلمية التي من شأنها التعريف بأضرار هذه المواد التي تخفى على كثير من الشباب وكذلك يجب على كل مواطن غيور على بلده وشباب أمته ان يكون عضوا فاعلا وذلك بسرعة ابلاغه للادارة المختصة حينما يلاحظ أي ملاحظة يمكن أن تقود الى علاج مدمن أو القبض على مهرب، فالتعاون أساس النجاح دائما وفي النهاية دعا المقدم القحطاني الله ان يحفظ بلانا وان يصلح شبابها. ثم قمنا بزيارة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وذلك للتعريف بالمخدرات وأضرارها وأسباب تعاطيها وحكم تعاطي المخدرات في الاسلام.وكذلك للوقوف على جهود اللجنة في هذا المجال وخرجنا من اللجنة بهذه الحصيلة..
المخدر وضرره
المخدرات هي جمع مخدر، وهي تأتي بشكل حبوب أو أقراص أو كبسولات أو مسحوق، وعند تعاطي هذه المواد تؤثر في جسم الانسان وتؤدي الى الأمراض الصحية والنفسية والعقلية. ويكمن الضرر لكون المخدرات تعد مشكلة من أكبر المشكلات في وقتنا الحاضر، والتي تستهدف الدين والاضرار بعقول الأبناء بجميع فئاتهم العمرية، ويؤدي تعاطي المخدرات الى الاصابة بالأمراض النفسية والعقلية، وربما تؤدي به الى الجنون، كما ان المخدرات تصيب الانسان بأمراض الكبد والاضطرابات الهضمية وأمراض السرطان وبالتالي الى الموت، وفي أحيان كثيرة يؤدي تعاطي المخدرات الى مرض الغرغرينة التي تسبب بتر القدمين أو اليدين، كما ان تعاطي المخدرات يؤدي الى الاصابة بالأمراض النفسية ومنها القلق والاكتئاب والكسل وعدم الاستطاعة على مواصلة الدراسة.
وتعود أسباب تعاطي المخدرات الى أمور منها:
* رفقاء السوء: وعلى الانسان ان يبحث عن أشخاص طيبين يثق بهم.
* التربية الأسرية: فيجب على الوالدين والاخوة أن يتحابوا وأن تكون علاقتهم جيدة بعيدا عن المشكلات والمشاجرات.
* ضعف الوازع الديني: وعلى الانسان ان يتمسك بالدين الاسلامي وان يحافظ على الصلاة التي هي عماد الدين، والتعامل مع الناس بالصدق والكلمة الطيبة.
حكمها في الإسلام
نهى الاسلام عن شرب الخمر وتعاطي المخدرات أو التعامل بها لأضرارها الجسيمة على صحة وعقل الانسان وما تسببه من أمراض خطيرة تؤدي به الى التهلكة.. قال تعالى:)يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون( سورة المائدة آية )9091(.
ونهى الله سبحانه وتعالى عن الخمر وحذر منها.. وفي الحديث:«اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث وهي مفتاح كل شر».. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما أسكر كثيره فقليله حرام».
والمخدرات تعتبر أكثر ضررا من الخمور لشدة تأثيرها على غياب العقل.. ويقول سبحانه وتعالى:)ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة(.. فالخمور تهلك الانسان وتميته، ولذلك حرم الاسلام تعاطي هذه السموم لخطورتها على صحة الفرد وانتشار الجريمة بين أفراد المجتمع.
الرعايه اللاحقة
تبنت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات برنامجا خاصا يهدف الى رعاية ومتابعة المتعافين من الادمان على المخدرات بعد فترة من انتهاء العلاج الطبي لهم داخل مستشفيات الأمل الثلاثة في كل من الرياض وجدة والدمام ومركز التأهيل النفسي بالقصيم.. وسمي هذا البرنامج ب)الرعاية اللاحقة(، وهو الأول من نوعه في العالم العربي ويعتبر برنامج الرعاية اللاحقة الجزء الأساسي المكمل للعملية العلاجية والوسيلة العملية لتوجيه المتعافي وارشاده ومساعدته على سد احتياجاته ومعاونته على الاستقرار في حياته والاندماج والتكيف والتوافق مع المجتمع، هي امتداد لعملية العلاج إلا أنها تتم في البيئة الطبيعية، وقد تولت اللجنة احتضانهم وتوظيفهم ورعايتهم منذ 1415ه.. وكانت بداية البرنامج قيام اللجنة الوطنية ابتعاث ثلاثة من الأشخاص التائبين للولايات المتحدة تلقوا دراستهم في مجال العلاج والارشاد ضد الادمان على نفقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله وتم تطبيق البرنامج بما يتفق مع الشريعة الاسلامية والعادات والتقاليد.. وقامت لجنة مختصة بتقييد هذا البرنامج، وبعد المتابعة تبينت نتائجه الايجابية مما شجع على التوسع وتطبيقه في جدة والقصيم في عام 1418ه.
وقد حقق نجاحا واضحا وملموسا وبنسبة كبيرة جدا في استقطاب أكبر عدد من الشباب التائب، كما أدت الى ضمان عدم انتكاستهم وعودتهم للادمان مرة أخرى، بينما نجد ان البرنامج تم تطبيقه في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا منذ عقود.. إلا ان نسبة النجاح لم تتجاوز 20% حسبما أشارت اليه التقارير الصادرة بهذا الشأن من هيئة الرقابة الدولية لمكافحة المخدرات.
إن برنامج الرعاية اللاحقة لمدمني المخدرات حقق خلال السنوات السبع الماضية أهدافا عديدة في مساعدة الشباب المتعافي بعدم الرجوع لتعاطي المخدرات والعودة بهم الى جادة الصواب والى حياتهم الطبيعية بل وأفضل مما كانوا عليه في السابق، كما حقق البرنامج رعاية أكثر من 700 متعاف في محافظة جدة، و764 متعافاً في محافظة الدمام، و655 متعافياً في مدينة الرياض، و64 متعافياً في منطقة القصيم.
والبرنامج رغم عمره الزمني القصير إلا أنه حقق نتائج ايجابية بناءة بفضل من الله ثم بدعم وتوجيه ولاة الأمر ودعمهم غير المحدود في إعادة العديد من الشباب الى وضعهم الاجتماعي الطبيعي.
وفيما يلي معلومات مبسطة عن تاريخ تكوين اللجنة وأهدافها وجهودها:
تكوينها وأهدافها
في عام 1405ه وتحديدا في اليوم السادس عشر من الشهر الثاني صدرت موافقة وزير الداخلية على تكوين اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات برئاسة الرئيس العام لرعاية الشباب وعضوية خمسة وزراء من الجهات المختلفة ذات العلاقة بالاضافة الى الى عدد من المندوبين من عدة جهات، الرئاسة العامة لادارات البحوث والافتاء والدعوة والارشاد بالاضافة الى الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورئاسة الحرس الوطني والرئاسة العامة لرعاية الشباب والرئاسة العامة لتعليم البنات وعدد من رموز المجتمع.
وكأن الغرض من انشاء اللجنة الوطنية هو دفع العمل الوطني من أجل تضافر مزيد من الجهود الحكومية والأهلية لمكافحة ادمان المخدرات وسوء استخدام العقاقير الطبية، ولاعطاء تلك الجهود مزيدا من سهولة الحركة والمرونة في العمل نظرا للحساسية التي تتصف بها تلك الجهود. كما ان أعضاء تلك اللجنة يتمتعون بدرجات عليا سواء من الناحية الوظيفية أو من ناحية القدرات العلمية والعملية، وهذا بحد ذاته يضفي على تلك اللجنة قدرات كبيرة يؤهلها لادارة أعمالها بصورة عالية الكفاءة. كما ان التنوع في الكفاءات يضفي الشمولية في وضع برامج اللجنة التي تهدف الى:
* وضع برامج مدروسة تهدف الى تكوين وعي اجتماعي لدى أفراد المجتمع بأضرار المخدرات وسوء استعمال العقاقير الطبية، مع مراعاة تلك البرامج للفئات الموجهة اليها.
* اعداد خطط وقائية للمساعدة في تحجيم ظاهرة الادمان وذلك بالاستغلال الأمثل للقدرات المتوفرة في المجتمع سواء المادية أو البشرية، واشراك ذوي الاختصاص في اعداد تلك الخطط.
* وضع سياسة اعلامية موحدة للاستغلال الأمثل لوسائل الاعلام المتنوعة مثل الوسائل المسموعة والمرئية والمقروءة.
* الاهتمام بطبع الكتب والكتيبات والنشرات والمطويات لتقديم المعلومة الصحيحة الى جميع فئات المجتمع، مع مراعاة الامكانات العقلية لتلك الفئات.
* اقامة المعارض على مدار السنة وتشجيع أفراد المجتمع لزيارتها، وذلك لخلق توعية وفي نفس الوقت تشجيع الأفراد على الاتصال بالمسؤولين عن المكافحة، الى جانب اللقاءات والندوات والمحاضرات الهادفة بالاضافة للمشاركات في الندوات والمؤتمرات الدولية في هذا الخصوص.
اللجنة الاستشارية العلمية
ان المتتبع لجهود اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات يتوصل الى كثافة تلك الأعمال التي نفذت على جميع المستويات، وعلى الرغم من ذلك فلقد أدى رأي المسؤولين عن اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات انه يمكن زيادة فعالية تلك الجهود وتقييم ما تم انجازه عن طريق تشكيل لجنة استشارية علمية ترتكز الى محاور منها:
* المحور الطبي: ويتناول الأمور ذات الأبعاد الطبية والصيدلانية.
* المحور التربوي والنفسي ويتناول العمليات التربوية والمشكلات ذات الأبعاد النفسية.
* المحور الاعلامي: ويتناول القضايا الاعلامية والاستفادة من وسائل الاعلام.
* المحور المالي ويتناول القضايا المالية المرتبطة بالمخدرات.
* المحور الاجتماعي، ويتناول دراسة الظواهر الاجتماعية وتحليلها وصولا الى أهداف منها:
* ايجاد قواعد وأسس للبرامج الاعلامية التي تنتجها الادارة العامة واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات للحد من انتشار المخدرات.
* وضع نظام معين ومعايير معينة للباحثين والكتاب والمؤلفين في مجال مكافحة المخدرات وسوء استخدام العقاقير الطبية.
* وضع الخطط المناسبة للتعاون مع الجهات المعنية للقبض على المجرمين الذين يتعاملون في مجال غسيل الأموال المتعلقة بالمخدرات وأعوانهم سواء داخل المملكة أوخارجها.
* بث البرامج عن طريق وسائل الاعلام المرئية والمسموعة لزيادة وعي المواطن والمقيم بأضرار المخدرات وسوء استخدام العقاقير الطبية.
* القيام بدراسة بعض الظواهر الاجتماعية ومدى ارتباط تلك الظواهر بالمخدرات، ومعرفة تأثير ذلك على الأفراد والأسر والمجتمع.
* عمل دراسات في المجالات النقدية والمالية والقانونية، ذات العلاقة بقضية الادمان والاتجار بالمخدرات وسوء استخدام العقاقير الطبية.
* عمل دراسات حول الهجرة السكانية سواء الهجرات الداخلية والهجرات العكسية بالاضافة الى تواجد العمالة غير السعودية ومدى ارتباط ذلك بظاهرة الادمان وتهريب وترويج المخدرات.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved