| اليوم العالمى لمكافحة المخدرات
باتت المخدرات هاجساً يقلق جميع دول وشعوب العالم دون استثناء، وخطراً يحدق بشباب العالم أجمع نظراً لأضراره الجسيمة على عقولهم وصحتهم وما تؤدي إليه من جرائم قتل وسرقة وفساد أخلاقي وتشرد وخلافه، وحيث ان العديد من الجرائم المنتشرة سببها الرئيسي تعاطي وإدمان المخدرات، فقد هبت كافة الدول إلى سن القوانين وعقد الاتفاقيات المتعددة والثنائية وعقد الاجتماعات وتوقيع المعاهدات الدولية كل ذلك من أجل إحباط عمليات انتاج وتوزيع المخدرات وشل حركات المتاجرين بها وقمع عملياتهم ومخططاتهم الإجرامية والحد من مشكلة انتشار تلك الآفة وعلاج وتأهيل المدمنين وضمان عدم الانتكاس.
وفي خضم تلك الاجتماعات الدولية قررت الجمعية العمومية للأمم المتحدة أثناء انعقاد اجتماعها في فيينا في شهر يونيو عام 1987م ان يكون اليوم السادس والعشرون من شهر يونيو من كل عام يوماً دولياً لمكافحة إساءة استعمال المواد المخدرة والمؤثرات العقلية.
ولذلك حرصت المملكة العربية السعودية وبتوجيهات ولاة الأمر بالمشاركة في هذا اليوم العالمي كل عام، وهانحن نشارك وللمرة الرابعة عشرة منذ إقراره في ذلك اليوم على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ويهدف اليوم العالمي لمكافحة المخدرات إلى نشر الوعي الثقافي بأضرار المخدرات ووقاية المواطنين والمقيمين من أخطارها والتركيز في هذا اليوم على فئة الشباب لتوعيتهم وتحصينهم ضد أضرارها ومخاطرها الصحية والاجتماعية.
وتشارك اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في هذا اليوم العالمي بالتعاون مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والجهات ذات العلاقة من خلال تنفيذ العديد من البرامج الوقائية عبر الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية، وكذلك من خلال إقامة المعارض وإلقاء المحاضرات وعقد الندوات العلمية في العديد من مناطق ومحافظات المملكة بمشاركة أساتذة الجامعات ذوي التخصص الاجتماعي والنفسي والطبي ومشاركة العديد من المتعافين لما لهؤلاء من تأثير نفسي في تحصين الشباب من الوقوع في براثن آفة المخدرات.
وحيث اننا على أبواب الإجازة الصيفية، ولوجود الفراغ لدى الشباب خلال هذه الإجازة فإنني أناشد أبنائي الشباب بقضاء أوقاتهم بمايعود عليهم بالنفع والفائدة فهناك الوسائل الترفيهية البريئة التي يمكنهم المشاركة فيها مثل المراكز الصيفية التي هيأتها الدولة أيدها الله في عموم مناطق المملكة الموجودة في المدارس والمعاهد.
وعلى أولياء الأمور مراقبة أبنائهم ومعرفة أصدقائهم وخصوصاً ونحن في بداية الإجازة الصيفية والكثير يحبذ الاصطياف الخارجي وهنا أود أن أذكر ببعض كلمات هي محصلة دروس أفرزتها أجهزتنا البحثية على بعض الشباب الذين أغواهم الشيطان فوقعوا في براثن المخدرات، فليس خافياً على الجميع أن البلدان الأخرى وبالأخص التي تختلف عنا بالعرف والمعتقد تبيح على أراضيها ممارسة مختلف الموبقات، وفيها ترتكب المعاصي والتجاوزات الأخلاقية عياناً بياناً دون رادع أو مانع. وبالرغم مما يعانونه من ويلات جراء هذا الانحراف الذي لا تعاقب عليه قوانينهم إلا أن عقلاءهم يجأرون ويحضون ساستهم ومشرعهم على اتخاذ ما يلزم لمنع أسبابها وتذهب هذه الاستجداءات أدراج الرياح، ويصح فيهم قول الشاعر:
إنما الأمم الأخلاق مابقيت
فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
وفي هذه المناسبة أعود إلى التذكير بخطورة الاصطياف في الخارج خصوصاً للأبناء المراهقين وأن يكونوا بمرافقة أولياء أمورهم، وأن يبتعدوا عن الأماكن المشبوهة لئلا يقعوا في المحظور والمنكرات.
ونسأل الله أن يحفظنا جميعاً من المخاطر وأن يجعل كيد الحاقدين في نحورهم انه ولي ذلك والقادر عليه.. والله الموفق..
ü مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات
أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات
|
|
|
|
|