أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 26th June,2001 العدد:10498الطبعةالاولـي الثلاثاء 5 ,ربيع الثاني 1422

اليوم العالمى لمكافحة المخدرات

د. عزيزة المانع تعرض لأفضل السبل لحماية الناشئة من خطر المخدرات
بداية الإدمان تكون للبحث عن المتعة والنهاية جرائم ومآس محزنة
إذا لمستم هذه العلامات على المراهق فاعلموا أنه يطرق باب الخطر
* الرياض روضة الجيزاني:
تغيرات هذا العصر ساهمت بشكل كبير بنقل الثقافات المختلفة ومنها الفضائيات كمعلم من معالم التطور العصري الذي يشوبه شيء من التحفظ، حيث ساهمت بعض وسائل الاعلام على انتشار بعض الظواهر الاجتماعية الخاطئة. وفي مثل هذه الاجواء كيف نحمي أبناءنا من الوقوع ببعض السلوكيات الخاطئة والمغريات المختلفة التي تستهين بالقيم الدينية والاخلاقية وعلى رأسها المخدرات.
وفي هذا اللقاء نتحدث الى الدكتورة عزيزة المانع أستاذ التربية المشارك في قسم التربية جامعة الملك سعود عن ما يتعرض له بعض المراهقين والمراهقات من مغريات مختلفة ونقدم بعض النصائح التي تحمي ابناءنا من الوقوع بالمخدرات.
خدع وإغراءات
قالت: في مثل هذا الجو المعاصر الذي نعيشه اليوم يكثر فيه تعرض المراهقين والمراهقات للمغريات المختلفة غير الآمنة مثل الفضائيات والافلام والمجلات والاغاني وما يظهر فيها من مضمون يغري المراهقين، او ما تقوم به بعض العناصر الاجنبية المقيمة بيننا من ترويج للخمور والمخدرات بأنواعها. في مثل هذا الجو يضحى من المهم للغاية ان يتثقف الآباء والأمهات حول حماية اولادهم من الوقوع في براثن تلك السموم المدمرة للحياة. ولعله من أسوأ الامور التي يؤدي إليها تناول المخدرات هو الوقوع في شبكة الادمان التي متى وقع الإنسان فيها، صار من الصعب عليه الفكاك منها، وقد يعني ذلك القضاء الحتمي عليه.
وعن العلامات التي تظهر على المراهق المتعاطي للمخدرات قالت: تحدث لدى المتعاطي للمخدرات تغيرات عضوية ونفسية، فتتولد في جسمه حاجة عضوية ونفسية إلى المادة المخدرة التي يتناولها، ويصير معتمداً عليها فلا يستطيع الاحتفاظ بتوازنه المعتاد وممارسة حياته العادية بدونها، وهذا ما يجعل المدمن يندفع إلى تعاطي المخدر كلما نفدت مادته من جسمه.
مرض نفسي جسدي
< وماذا يحدث للمدمن اذا لم يلب حاجته إلى المخدر؟
من أخطار الإدمان ان المدمن لا يستطيع التوقف الفجائي عن تعاطي المخدر، فهو لو فعل يظهر عليه اضطراب فسيولوجي في جسمه وفي بعض الحالات يصاحبه اضطراب عقلي ، ومن الوجهة الطبية يعد المدمن مريضاً جسمياً ونفسياً، وهو في حاجة إلى مساعدة علاجية تنقذه من معاناته.
< ولماذا يندفع بعض الناس إلى تعاطي الكحول أو المخدرات؟
إن خطورة الادمان وفظاعة الاضرار التي يحدثها بصاحبه، تجعلنا نتساءل لم يقع بعض الناس في هذا الخطر؟ وما الذي يدفعهم الى تعاطي الكحول او المخدرات؟.. وهناك العديد من الدراسات الاجتماعية التي اجريت على المدمنين والتي أكدت ان أكبر العوامل التي تدفع بالناس الى تعاطي الخمور وغيرها من المخدرات )رغبتهم في الحصول على البهجة والسرور( وهذه الرغبة تزيد متى كان الانسان لا يشعر بالسعادة في حياته او يعاني من مشكلات معينة مثل الفقر، او الصراع في نطاق الأسرة او العمل او المدرسة. ثم تلي ذلك، الرغبة في التجريب، او التقليد للآخرين، او الخضوع لاغراءات الاصدقاء والرغبة في مجاراتهم.
< ونعود الى صدر السؤال.. كيف نحمي اولادنا من الاصابة بداء تعاطي المخدرات؟
ان هذا الامر من اهم الامور التي تشغل بال الآباء والامهات في هذا العصر الذي سهل فيه الحصول على المخدرات باختلاف انواعها، وكثرت فيه المغيرات التي تشجع على تعاطيه وتجربته، والصغار في سن المراهقة إناثاً وذكوراً يفتقرون الى الحكمة والتجربة، وقد تنقصهم قوة الارادة فيقعون سهلة لمروجي تلك السموم. والناس اعتادوا على وصف مرحلة المراهق بأنها من اكثر مراحل العمر حساسية، وان المراهقين اكثر صعوبة في التعامل معهم من الاطفال والشباب، وقد يكون هذا القول صحيحاً اذا نظرنا الى ما يحدث في اجسام المراهقين من تغيرات فسيولوجية ونفسية تصيبهم بانفعالات مختلفة، إلا ان المراهق، إنثى او ذكراً، متى أحسنت تربيته اثناء الطفولة، يكون ايسر في التعامل، واقل عرضة للوقوع في المشاكل من المراهق الذي اهملت تربيته في طفولته او واجهته مشاكل نفسية اثناء نشأته المبكرة، فالحماية الفعالة ينبغي ان تبدأ منذ الطفولة المبكرة.
خطوات لحماية المراهقين
ويمكن أن نشير الى بعض الامور التي يمكن ان تساعد على حماية المراهقين من الوقوع في خطر الادمان ومن أبرزها:
تعليم الصغار منذ طفولتهم المبكرة معنى تقوى الله، وتعريفهم بالحلال والحرام والتأكد من انهم يحافظون على الصلاة، فالمحافظة على الصلاة هي مما يقوي العلاقة بين العبد وربه، فيعتاد مراقبة الله في افعاله، كذلك الاهتمام باغراق الاولاد بالحب، وامدادهم بالشعور بالأمن والأهمية وجعلهم يحسون انهم ذات قيمة في داخل اسرهم، والمقصود هنا ان يكون التعامل مع المراهقين بطريقة تجعلهم يشعرون بذلك، مثل ان نتعلم كيف نصغي باعتناء الى ما يقولون وكيف نتيح لهم المجال ليعبروا عما يشعرون به في دواخلهم، حتى وان كان لا يرضينا، وان لا نغضب متى رفضوا شيئاً لا يرضيهم او احتجوا على شيء لا يعجبهم. فمن المهم ان نجعلهم يشعرون بالطمأنينة والامن معنا، وان يعرفوا جيداً اننا نحبهم ونبحث عن مصالحهم، وليس غرضنا السيطرة عليهم لفرض ما يعجبنا، فبعض الدراسات التي اجريت حول ادمان المراهقين تشير الى ان بعض الحالات التي يسقط فيها المراهق في شبكة المخدرات، تكون بسبب البحث عن الذات ورغبة في نيل التقدير والاحترام من الجماعة التي يلتقي بها، وذلك عندما لا يجد ما يريد داخل اسرته. وهناك نقطة هامة وهي ان نعلم المراهقين والصغار كيف يقولون )لا( عندما لا يرضيهم امر من الامور، فنحن للاسف الشديد لا نربي اولادنا على ذلك، وانما تعودنا ان نربيهم على الطاعة العمياء، ونربط في تربيتنا تلك الطاعة والادب والتهذيب والذوق والمجاملة، فينشأون وهم يعتقدون ان المجاملة والتهذيب والادب تقتضي ان يقبلوا كل ما يقدم او يقال لهم حتى لا تكون النتيجة تجربة تبدأ بسيجارة او شمة او شفطة او رشفة كأس حتى الوقوع في شبكة الادمان، ويجب التشديد على عدم إعطاء المراهقين سيارات خاصة بهم، فهي الى جانب خطورتها على حياتهم، تجعل رفاق السوء يتقربون منهم ويتوددون اليهم ليستفيدوا من السيارة في تحقيق اغراضهم.
علامات البدايات
< ولكن قد تتساءل الامهات، كيف يمكن ان اعرف ان كان ابني يتعاطى المخدرات؟
في الواقع اني لا اريد ان اخيف الامهات، ولكن علينا ان نتذكر ان معرفة المبتدئ في تعاطي الكحول او الخمور اصعب من معرقة المدمن. فالمدمن تظهر عليه علامات واضحة، يسهل تحديدها، اما المبتدئ فلا يكاد يظهر عليه شيء. وغالباً ما تكون هناك سمات عامة تظهر على شكل تغير في السلوك المعتاد للمراهق وذلك مثل:
الشرود الذهني والتذبذب في الانفعالات ما بين الحدة والصمت، الغضب السريع او الحساسية الزائدة والميل الى العزلة في غرفته وتحاشي الجلوس مع الاسرة.
الانخفاض في التحصيل العلمي او الانقطاع عن الذهاب الى المدرسة.. كل هذه المؤشرات تعد جميعها من اول المؤشرات المنذرة بانحراف المراهق وهذا يعني اهمية الاتصال المستمر بالمدرسة، وخلاصة حديثنا هو يجب التذكير بأهمية التيقظ لما ينشأ من تغيرات، وعدم الغفلة عن المتابعة.
< كيف تتصرف الأم اذا عرفت ان ابنها يتعاطى المخدرات؟
هذا السؤال ينبغي ان يشغل اذهان الامهات والآباء على السواء ان يعرفوا كيف يتصرفوا بطريقة صحيحة للأخذ بيد ولدهم الذي وقع في شبكة السموم الخطيرة. وما ينصع به خبراء التربية وعلم النفس في مثل هذه المواقف، هو التزام الهدوء وضبط النفس قدر الامكان عند اكتشاف الحقيقة، ولتتذكر الام او الاب ان هدفهما هو مساعدة ولدهما للعودة الى الطريق السليم، وليس الهدف عقابه او الانتقام منه، ويجب الابتعاد تماماً عن التوبيخ والتهديد والاهانة حتى لا يفر المراهق من والديه ويزداد اقترابا من المخدرات كما ينصح باصطحاب الولد الى الطبيب لاجراء فحص طبي لمعرفة مستوى السموم في الجسم ونسبة المخدر في الدم ودرجة الإدمان التي وصل إليها كما يجب شغل وقته وإشباع احتياجاته النفسية والاجتماعية.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved