| اليوم العالمى لمكافحة المخدرات
* الرياض روضة الجيزاني:
التربية السليمة للأبناء هي الوقاية الصحيحة لهم كما ان دور الرقابة الاسرية يشكل عنصرا هاما في تربية الابناء ويحد من تفشي المشكلة عند اكتشافها مبكرا ولكن هل ظاهرة الادمان بين المراهقين ظاهرة تستحق التوقف والبحث؟. تقول الدكتورة فاطمة عبد الرحمن حيدر استاذ مساعد بكلية الطب واستشارية الطب النفسي والمراهقين بمستشفى الملك خالد الجامعي في اجابتها على هذا التساؤل:
* الحديث عن الادمان بين المراهقين حديث ذو شجون فهو امر معقد ومتعدد الاوجه وغير واضح المعالم فأغلب حالات ادمان المراهقين تكون على النكوتين والمنبهات والمذيبات الطيارة «التشفيط» والكحول والحشيش ورغم سهولة الحصول على هذه المواد ورخصها الا ان آثارها السلبية شديدة حيث تؤدي الى مشاكل في التنفس وتدمير الخلايا العصبية والتخلف العقلي كذلك تدهور عام في الصحة وخرف مبكر ثم الوفاة.
الدوافع والآثار
* ولكن ماهي الآثار المترتبة على الادمان وما الذي يدفع المراهق للادمان؟
هناك عدة عوامل تجعل المراهقين اكثر استعدادا للادمان منها عوامل مظهرة للادمان دافعة اليه وهناك عوامل مبقية للادمان كما ان هناك مسببات للادمان مثل التدخين حيث يعد البوابة الاولى للادمان ولا ننسى وسائل الاعلام والفراغ والسفر الى الخارج والتربية اما الاسباب التي تدفع بالمراهق نحو الادمان فكثيرة وهناك عوامل تجعل احد المراهقين اكثر استعدادا للادمان من غيره مثل:
* الاستعداد الوراثي خاصة في حالة وجود عدوانية.
* ادمان الوالدين او احد افراد الاسرة والحرمان العاطفي الاسري.
* سوء التربية وضعف مستوى تدين الاسرة.. كما ان هناك ايضا عوامل مبقية للادمان منها: الظروف الاجتماعية، نوعية الاصدقاء، وسوء التعامل مع الحالة والتأخر في طلب المساعدة.
التدخين بوابة التعاطي
* ذكرت ان التدخين يعد بوابة الادمان الاولى نرجو توضيح ذلك؟
يعتبر التدخين للسجائر اكثر انتشارا بين المراهقين ويمثل السبب في خمس حالات الوفيات في الكبار مستقبلا )حوالي 70% من المدخنين بدأ وا قبل سن 18 (ويميل كثير من المراهقين للتدخين ترويحا عن انفسهم او ليشعروا برجولتهم او ليكونوا اكثر تقبلا من قبل اقرانهم او بالطبع اقتداء بوالدهم واساتذتهم واخوتهم الكبار.
* كيف هي صور ادمان المراهقين؟
الصور كثيرة ومتعددة وكما ذكرت ان اكثر المواد استخداما بين المراهقين النيكوتين، الكحول، الحشيش المذيبات الطيارة، المنبهات واكثر المواد استخداما في الغرب هو الماريجوانا اما في المملكة فتزداد نسبة استخدام النيكوتين والمنبهات والمذيبات الطيارة «الغراء والباتكس» التي يدمن عليها صغار السن «طلاب المتوسطة» منخفضو الذكاء وهي متوفرة يسهل الحصول عليها ويمكن ايضا التعرف على احتمالات الاستخدام من خلال الرائحة، الآثار على الملابس، وجود بعض المذيبات في غرف المراهقين، بدون حاجة لذلك وجود علبة فارغة مثل علبة البيبسي برائحة غريبة.
العلاج والوقاية
* ماهي الطرق الناجحة للعلاج والوقاية من الادمان؟
الطرق كثيرة يستحسن استغلالها جميعا بعد التقييم للفرد المدمن واسرته والظروف الاجتماعية المحيطة والعوامل الايجابية والسلبية المتعلقة بالادمان.
العلاج الفردي: ويركز فيه على العلاج المعرفي السلوكي حيث تصحح مفاهيم الفرد الخاطئة عن الادمان، التعرف على العوامل والظروف المؤدية للانتكاسة وطرق التعامل معها، تحسين المهارات الاجتماعية والمهارات العامة، اما العلاج الاسري يعالج المراهق ضمن افراد اسرته وتقيم العوامل الايجابية والسلبية في الاسرة والتي يمكن ان تؤدي للانتكاسات او تحمى منها كذلك تحسين المهارات العامة للوالدين وتحسين علاقات الاسرة ببعضها كما ان معالجة الامراض البدنية والنفسية المصاحبة شيء ضروري في مرحلة العلاج.
اما عن الدور الوقائي من الادمان: تحسين مهارات الوالدين في التعامل مع ابنائهم المراهقين : التدخل المبكر لمعالجة الامراض النفسية الخاصة بالاطفال مثل العدوانية وفرط الحركة وتشتت التركيز وصعوبات التعلم.
الدور الوقائي للمدرسة: يجب تحسين مهارات المرشدين الطلابيين للالتقاط المبكر للحالة وسرعة علاجها ايضا يجب اعطاء المعلومات بشكل صحيح وبسيط ومحبب من خلال النشاط الاذاعي والمدرسي والمسرح، مجالس الآباء والامهات.
ومن خلال برامج الاطفال ومنتديات الشباب يجب التضييق على القنوات التي تشجع بث تلك الممارسات بطريقة غير مباشرة مثل «البطل المدخن، العاشق المتيم الخ..».
* ولكن ماهو الدور الوقائي للمجتمع للحد من تعاطي المخدرات؟
يجب ان نكثف من اقامة المحاضرات والندوات العامة مثل اقامة كل هذه الامور بالمراكز الترفيهية والرياضية ذات المستوى الراقي والوقوف بحزم مع المروجين وعدم التهاون مع المتعاطين.
* هل توجد نسبة احصائية دقيقة للمشكلة؟
في المملكة العربية السعودية لا تحضرني نسبة احصائية دقيقة للمشكلة لكن الواقع العلمي يشير إلى ان نسبة ليست بالقليلة تعاني من المشكلة وقد تم افتتاح عيادة خاصة للمراهقين بمستشفى الامل للتعامل مع تلك الحالات ومن خلال عملي كاستشارية نفسية للاطفال والمراهقين فانني الاحظ ان اغلب حالات ادمان المراهقين يكون على النيكوتين، المنبهات والمذيبات الطيارة ويمثل تعاطي المذيبات رابع سبب لدخول دور التوجيه الاجتماعي للعلاج.
|
|
|
|
|