| اليوم العالمى لمكافحة المخدرات
لايعرف أحد حجم خطورة المخدرات إلا من يكابد معاناتها من أفراد وجماعات وأيضاً ممن شرفهم الله عز وجل بالعمل على متابعة وضبط مرتكبيها ومحاصرة آثارها المدمرة.. ومع عدم الاستهانة بالجرائم الأخرى إلا أنني عميق الإيمان بأن المخدرات هي من أخطر وأسرع الجرائم لتحويل الآمال إلى آلام في نفوس الآباء والأمهات ونفوس عناصر الخير في المجتمع فكم من أب وأم شيدا آمالا بلا حدود وطموحات ليس لها مدى لمستقبل فلذات أكبادهم وعند تورط أحد أبنائهم «لأي سبب كان» فإن هذه الآمال تتبخر والطموحات تتلاشى عند اكتشاف لحظة الحقيقة يليها بعد ذلك رحلة شاقة بين اليأس والرجاء.. ولقد شاهدنا من خلال العمل الميداني بمكافحة المخدرات الكثير من العيون الدامعة والصدور التي تفوح بزفرات لاهبة نتيجة لانكسار الأمل في أغلى ما يملكون وهو «إرثهم الذي يفاخرون به» يرافق ذلك مشاعر هذه الأسرة من الخوف والقلق الدائم من المستقبل المجهول للضحايا من أبنائهم الغارقين في مستنقع المخدرات.
ومعاناة هذه الأسر ومن يتعاطف معها من أقارب ومحبي الخير والفضيلة الذين لايخلو منهم مجتمعنا المتكافل يوازيها شعور هائل بالمسؤولية لمكافحة هذا الوباء المدمر على كافة الأصعدة من لدن سمو وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو المساعد للشؤون الأمنية والجهود الرائعة التي يبذلها ليلاً ونهاراً أصحاب السمو أمراء المناطق لحماية بلادنا الغالية وتحصين المواطن والمقيم في هذه البقعة الطاهرة من الآثار السلبية للمخدرات وتقديم المتعاملين بها لعدالة الشرع المطهر.
إن هذه الجهود المخلصة التي تبذلها قياداتنا الأمنية العليا في هذه الدولة الراشدة ما هي إلا استشراقاً لمدى ما تلحقه المخدرات من أضرار جسيمة بالفرد والمجتمع عند انتشارها «لاسمح الله».. ولقد أثمرت هذه الجهود الخيرة لقياداتنا الأمنية العليا بوزارة الداخلية التي احتسبت الاجر والثواب من الله عز وجل أولا وأخيراً على حصول الإدارة العامة لمكافحة المخدرات على «المركز الثالث» كأقوى جهاز لمكافحة المخدرات على مستوى العالم ويصعب اختراقه، وجاء هذا التقدير نتيجة رصد وتحليل دقيق من واقع الاحصاء والمتابعة وهو شرف منح من خبراء محايدين مشهود لهم بالحياد والموضوعية بالامم المتحدة.
وامتداداً لهذا الجهد الخلاق والمبدع لقياداتنا الأمنية والمسؤولين التنفيذيين بجهاز مكافحة المخدرات فإن من أوجب الواجبات على المواطن والمقيم على هذه الأرض المباركة التواصل مع هذه الجهود بزيادة وتيرة التعاون مع رجال الأمن، ولعلي لا أبالغ إذا ذكرت أن مساهمة المواطن والمقيم فيما يبذل لمكافحة المخدرات هي من أنفع الاستثمارات في هذه الحياة لأنها تحد بعون الله تعالى من الخسائر الجسيمة في الأنفس والأموال وتوفر الأمن والطمأنينة لكافة فئات المجتمع، فكم من أرواح أزهقت وكم من طاقات انتاجية عطلت وأموال طائلة استنزفت بسبب المخدرات وتأثيرها اللامحدود.
إن التطوع لمكافحة هذا الوباء القاتل من كل فرد من أفراد المجتمع مهما بلغ مقدار جهده ومشاركته سيمكننا بحول الله وقوته من قلب المعادلة في نفوس الأسر المكلومة، وعندها نستطيع أن نجعل الأمل ينتصر على الألم.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
|
|
|
|
|