أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 26th June,2001 العدد:10498الطبعةالاولـي الثلاثاء 5 ,ربيع الثاني 1422

الاقتصادية

اقتصاد الخليج
نايف عبداللطيف عبدالله الجغيمان
دخل الخليج مرحلة مغايرة لما كان عليه في الماضي، فالمجتمع الذي اتسمت حياته بالبساطة، وتطلعاته بتقدم حضاري محدود، ها هو يدفع ضريبة القفزة الهائلة في معدلات النمو علي الصعيد البشري والاقتصادي، وما زال الراعي الأول هو الدولة التي تتولى كل شيء تقريباً كل شيء، ، فمعظم المواطنين موظفين لدى الحكومة او في شركات تملكها بنسب عالية ولا يساهمون فيها إلا بنسب متدنية في معدل النمو، لكن هذه الحالة الاستثنائية في اقتصاديات العالم لا يمكن لها أن تدوم ولا ان تستمر خصوصاً في ظل نمط الاقتصاد الجديد، لقد اعتاد المواطن الثري في الخليج على متابعة تدفق المال عليه من جهات عدة دون ان يضع في قائمة اهتماماته دوره في تفعيل النشاط الاقتصادي في بلاده، فترقبه للداوجونز والناسداك شراءً في الهبوط وبيعاً في الارتفاع ليس إلا صورة للرؤية الاقتصادية في أعين رجال الأعمال الخليجيين، معتمدين بذلك على الرعاية المفرطة من قبل حكوماتهم، وتلك الرعاية ولّدت مجتمعاً هائلاً من المتعلمين ذوي الاختصاصات النادرة دون أن يكون لهم الدور في إيقاع الحياة التي يحيونها، فبرغم ارتفاع اسعار النفط في هذا العام فإن الاقتصاد الخليجي ليس متمشياً مع هذا الارتفاع، والبورصات الخليجية في أدنى مستوياتها تعكس وجهاً سلبياً للوضع الاقتصادي، لقد شكل مجلس التعاون هاجساً لدى المواطن، بعيداً عن إطار الشؤون الدبلوماسية والقضايا الاقليمية، ليحل محلها الحديث عن التعرفة الجمركية ونظام التملك وتشكيل نظام تجاري عملي ومنفتح ومتساو، ، دون النظر بعين الاعتبار للتجربة الأوروبية، حيث لم تكن الجهود الدبلوماسية سوى المدخل الذي استطاع من خلاله رجال الأعمال نقل هذه الاتفاقات من نطاقات محددة الى تفعيل شامل لجميع نواحي التكامل الاقتصادي بتطوير هذه الاتفاقيات الى مشاركة حقيقية في صنع الدور الذي يلعبه كل مواطن نحو مستقبل الإنتاج، ولذا نجد حين بدأت الهجرة النبوية الشريفة آخى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والانصار ليوجد الوحدة الاجتماعية لتكون قاعدة تسهّل انخراط المجتمعين المكي والمدني لبناء دولة الإسلام الأولى والمثلى، فلم تكن دعوة لتقاسم شظف العيش بل الانتقال لمجتمع الكفاية الذاتية ليظهر أصحاب الفكر مثل عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه ليقول كلمته الشهيرة «دلوني على سوق المدينة» حيث عرض عليه أخوه الانصاري في الإسلام ان يناصفه ماله وان يختار إحدى زوجتيه فقال هذه الكلمة ليحقق التوازن المطلوب مقابل رأس المال اليهودي في ذلك الوقت،

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved