| مدارات شعبية
في ليلة ولا أجمل من ليالي جدة«غير» أطل من خلالها أعذب الكلام وسرت المشاعر هائمة وقد اكتست حلة من «شعر» أجاد حياكتها بكل اقتدار الشاعران المعروفان فيصل اليامي وصالح الداغش وذلك كأول أمسيات الشعر الشعبي ضمن مهرجان صيف هذا العام «جدة غير» وكان مقدم الأمسية الصحفي الشعبي/ عبدالله قينان الغامدي قد عرَّف بالفارس الأول/ فيصل اليامي ثم طلب منه البداية فانطلق فيصل بقصيدة قصيرة عن جدة ثم أعقبها بأخرى عن شقاوة الصبا صفق لها الجمهور طويلاً وقد أعادهم اليامي إلى مرح الطفولة و«تكسير الطباشير»و«القفز من فوق سور المدرسة» و«أزمنة اللهو البريء».
وعاد ابن قينان لتعريف الحضور بالفارس الآخر صالح الداغش الذي لم يكن بأقل من سابقه حضوراً وبراعة وتجاوباً مع الجمهور، حيث ألقى قصيدة عن جدة وبحرها لاقت استحسان الجميع ثم أتبعها بأخرى عن ابنه «باسل» المنتظر ثم توالت بعد ذلك القصائد بالتناوب بين الشاعرين قصيدتان من هذا وقصيديتان من ذاك والجمهور يتفاعل معهما منصتاً تارة ومصفقاً بإعجاب تارة ومستعيداً ومردداً تارة اخرى دون مللٍ أو ضجر. وبحركة ذكية من الشاعرو الصحفي المعروف ضيف الله المطوع وهو أحد الكوادر التنظيمية لهذه الأمسية والأمسيتين القادمتين ورغبة منه في إراحة فارس الأمسية. أومأ المطوع لابن قينان بإشارة فهمها الثاني وفاجأ الحضور طالباً من الشاعر والصحفي اللامع يوسف الزهراني الصعود على المسرح لمشاركة الشاعرين بقصيدة وبعد تردد قصير من الزهراني واصرار من ابن قينان صعد يوسف وألقى قصيدة بعنوان«بس أشوفك» أضاف إليها بعضاً من روحه المرحة فشد الجميع مع كلماتها وأضحكهم حتى طالبوه بأخرى لكنه نزل مسرعاً مفسحاً المجال لمقدم الأمسية ليدعو الشاعر عبدالله بن عبيان الذي اعتذر في البداية لكنه أمام إلحاح الجمهور ألقى قصيدة جميلة من قديمه شكره عليها الحضور بتحية أجمل ثم صعد الشاعر محمد الدحيمي الذي طالبه الجمهور بقصيدته الشهيرة «سامية ميمني» لكنه ألقى قصيدة أخرى متعذراً بعدم حفظه لها. بعدها عادت دفة الشعر إلى فارسيها حيث على ما يبدو زادتهما الاستراحة حماساً وإصراراً على التحليق بكل إبداع في عوالم القصيدة حتى أعلن عبدالله قينان نهاية تلك الأمسية الجميلة ومع آخر كلماته أعلن الحضور الجميل من محبي وعشاق الكلمة المجنحة أن ما لا يستطاع أن يُعبَّر عنه من مكنونات النفس بأي نوع من أنواع الادب الاخرى ليس له إلا السيد «شعر»المتحدث الرسمي والسفير الدائم للمشاعر النقية والصادقة.
)من الأمسية(
اعتذار الشاعر منصور الحربي قبل ساعات قليلة من بداية الأمسية سجل علامة استفهام إجابتها لدى الحربي فقط.
الحضور الجماهيري كان جيداً نوعاً ما تفاعل مع الشاعرين ولم يفسد ذلك التفاعل سوى رنين الهواتف الجوالة التي اصبحت على ما يبدو«موضة» في أغلب الأمسيات.
الأستاذ ضيف الله المطوع وزملاؤه المنظمون قمة التواضع وسرعة تلبية رغبات الجميع دون تأخير.
حضر الأمسية العديد من الشخصيات والمهتمين مثل- هليل المزيني- يوسف الزهراني- عبدالله عبيان- محمد الدحيمي- عبدالله الفارسي وجمعٌ غفير من أصدقاء ومحبي الشاعرين. ومتذوقي الشعر الشعبي.
|
|
|
|
|