| عزيزتـي الجزيرة
لعل العنفوان والهمة والطموح واشياء اخرى جميلة هي وقود الحياة هي اول ما يتبادر الى الذهن عندما يذكر الشباب ذلك لان الشباب هم ذلك الامل الباسم الذي تبني الامم عليهم الكثير والكثير للوصول الى مستقبل مشرق تكفل من خلاله لابناء شعوبها العيش الكريم إلا انه وللاسف وكما هو معروف فان لكل قاعدة شواذ ولكل اصل فروعه ولكن لابد ان يأتي يوما تلتئم الشواذ فيه مع قاعدتها وان تعود الفروع الى اصلها وهذا ما يطمئن قلوبنا.
وبعد فلتسمحوا لي اعزائي الشباب بان اذكر بعض الامور التي هي في الواقع زلات وعثرات في طريق النجاح اقصد النجاح في جميع شئون الحياة فلا يكفي التفوق العلمي مثلا لكي نصف شابا بالنجاح اذ لابد ان يكون التفوق العلمي مطرزاً بذلك التميز الاهم اعني احترام الآخرين والتقيد بالسلوك الحسن والالتزام بالمثل العليا وفي كافة الاماكن العامة والخاصة فلا يقتصر النجاح على ما يحدث داخل اسوار الجامعة او المدرسة فها هي بيوت العرب يتوالى سقوطها وتتفككها بيتا تلو الآخر على الرغم من ان اصحابها من العقول العلمية البارزة في المجالات العلمية والتقنية والمعقدة ولعلي ابدأ بتلك الهمسات وعلى عدة نقاط وهي:
1- مضايقة مرتادي الاسواق والاماكن العامة من العوائل واطفالهم سواء بالسلوك المرفوض والمحرم من اساليب المعاكسة او تلكم الصيحات والضحكات المرعبة وتلكم الحركات الشيطانية الراقصة الداخلة علينا والتي يتعمد من يفعلها ان تكون على مرأى من اي عائلة وعلى اي حال كانت عليه تلك العائلة من الحشمة.
2- لقد باتت اغلب الدول تفاخر بما وصل اليه شبابها من براعة واحيانا من اساليب الابتكار في جميع مجالات الكمبيوتر وبرامجه وفنونه ولعل اقرب مثال دولة الامارات العربية. ان ذلك الاستخدام السلبي للكمبيوتر وما فيه من هدر للوقت والمال والذي يؤدي للاسف وفي احوال كثيرة الى امور لا تحمد عقباها فان الكمبيوتر اخترع لامور اسمى وارقى من المحادثة وتبادل الصور والتعارف السلبي.
3- مسألة التفحيط تلكم القضية والظاهرة السيئة التي بات الكثير من شبابنا يزهو ويفتخر اذا كان احد البارعين بها فهو يشار اليه بالبنان من قبل كل شاب معجب ومشدوه بتلكم الظاهرة فكم وكم كان التفحيط سببا في فقد شاب او تسبب في اعاقة مستديمة وان كتب له النجاة فالسجن فأي هواية هذه وكم من امل في مهده فقدنا بسببها؟ ناهيك عن هدر الاموال والسمعة السيئة.
ولعلي اكتفي بذلك لانني ارى ان ما ذكرت طريقا للضياع وسبيلا مؤدياً لغيرها من الامور التي لا تحمد عقباها.
واخيراً انتهي بما بدأت به فأنا اجزم ولله الحمد انه لا يمارس هذه التصرفات سوى عدد قليل من شبابنا ولكن يجب علينا النصح للبعض والاخذ باليد ذلك لان كل شاب من شباب بلدي يعتبر بحد ذاته ثروة لا تقدر بثمن لوطنه واهله وذويه.
فإنها دعوة من القلب الى القلب بأن نعود فمازال يلوح في الافق آمال عظيمة تبشر بالخير باذن الله تعالى فهل نتدارك انفسنا ونحققها قبل ان نندم حين لا يجدي الندم.
والله اسأل ان يوقفني واياكم الى ما فيه الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة انه سميع مجيب.
بندر بن صالح بن علي الملحم
القصيم - محافظة عيون الجواء
|
|
|
|
|