| محليــات
üü الناس في تعاملهم مع مدنهم وقراهم التي ولدوا فيها أو تربوا وعاشوا فيها على ثلاثة أصناف..
üü صنف لا يعرفها ولا تعرفه.. فمجرد خروجه منها لم يعد لها.. ولو عاد فإنه في ظروف عزاء أو ظروف طارئة أو «زرقة» سريعة مجبر عليها.. وإذا جلس فيها فهو «دائما ضايق صدره» حتى يغادرها.. فهو سلبي للغاية.. لكنه في المقام نفسه غير ضار.. ولا يشكل لها أي مشاكل أو قلق.. ولا تهمه لا سلباً ولا إيجاباً.. وهذا إنسان كما يقول العوام «كاف خيره وشره» كما أن هذا النوع هم الأكثر مع الأسف.
üü الصنف الثاني.. هو الصنف «الأقشر» فهو سلبي دائماً فسؤاله عن قريته أو مدينته سؤال مصلحة فقط.. فهو يسأل عن المخططات السكنية متى تُوزع.. وأذا وُزعت دخل بكل ثقله وأقلق البلديات والجهات المعنية.. فهو قد طلب أرضاً لنفسه ولزوجته ولأولاده.. وهو أيضاً.. مصر على أن تكون الأراضي على ثلاثة شوارع وفي أحسن مكان في المخطط.. وإذا وُزع المخطط ملأ البلديات والمحافظة والجهات المعنية شكاوى ومشاكل.. وأقلق المسؤولين بالمطالبات والمراجعات.. حتى لو أعطوه نصف المخطط فسيطالب بالنصف الثاني.. وحتى لو أعطوه النصف الثاني فسيطالب بكل الأراضي البيضاء حول المدينة.
üü ثم هو ينتظر أيضاً توزيعات الزراعة للأراضي الزراعية.. وله هناك مشاكل ومطالبات وشكاوى ومراجعات وخلافات وخناقات.. ومسؤولو الزراعة يعرفونه جيداً بأنه لا يدخل إلى المديرية أو الوحدة.. إلا ومعه عدة معاريض «شكاوى».
üü أما إذا خطط لمشروع لمدينته أو قريته.. فإنه جاهز للمعارضة.. فالمكان في رأيه غير مناسب.. واختيار الموقع فيه حيف وظلم لهذا وذاك.. أو هناك أناس سيتضررون من هذا الموقع.. أو المشروع بهذا الحجم غير كافٍ.. فيجب تأجيله حتى يتم رصد مشروع أكبر وأضخم..
والمشروع في رأيه غير مناسب الآن.. ولهذا تجد معه «كومة» معاريض و«كومة» شكاوى حتى يؤجل المشروع أو يوقفه أو يلغيه أيضاً.. وعندها.. سيكون سعيداً للغاية.. بل إنه سيعتقد أنه حقق حلماً كبيراً.. وأن أهل قريته أو مدينته سينظرون له بعين الإكبار.. لأنه استطاع إلغاء أو تعطيل مشروع.. أو يعتقد أنه صار شيئاً له قيمته ومكانته.. لأنه دمّر مشروعاً حيوياً.. وهكذا تلك النوعية.
üü أما الصنف الثالث.. فهو مصدر العطاء والخير..
üü مصدر العمل الإيجابي.. لا تعرفه قريته أو مدينته ولا يعرفها إلا ساعة العطاء والعمل..
üü هو مع كل عمل إيجابي.. ووراء كل نجاح.
üü يسعى ويعمل وينتج في كل جانب.
üü يحقق السعادة لأهل قريته أو مدينته..
üü لا يعرف المشاكل ولا الشكاوى ولا الحسد.. ولا الخلافات..
üü تجد له بصمة في كل عطاء، وعمل إيجابي..
üü تجد له حضور في كل مشروع نافع.. وتجده لا يعرف قريته أو مدينته.. إلا ساعة العطاء والعمل والجدية والإنتاج.
üü هذا الصنف.. محبوب من الجميع.. متى حضر سعد أهل القرية.. ومتى غاب فقدوه.. فهو على العكس من سابقه الذي لا يطيقه أحد.. ويسعد الجميع متى سافر.. أو حتى غاب.. ومتى جاء ذكره.. لا تسمع إلا كلمة «قَطْعا».
üü هذا الصنف.. موجود بكثرة.. وإن لم يكن هو الأكثر.. ولكنه بفضل الله موجود.. وفي كل مدينة وقرية.. وهم أهل العمل والإنتاج.. وهم الأوفياء لبلدتهم أو مدينتهم.
üü إن ما تحدثت عنه لا تكاد تخلو منه أي قرية أو بلدة أو مدينة.. والناس يصنفون هؤلاء ويعرفون هذا وذاك.. ويحبون هذا ويكرهون ذاك.
üü أما الصنف الأول.. فهو ليس مع هذا ولا ذاك.. لكنه صنف على الأقل.. ليس مكروها .. وليس مصدر قلق أو إزعاج.. بل هو «في سبيله».
üü نعم.. إنه «كافٍ خيره وشره».
|
|
|
|
|