| مقـالات
البناء الحضاري الطموح من أهم الأدوار التاريخية لأية أمة.. وأكثرها صعوبة.. سافرت في شرايين الوطن.. من شماله إلى جنوبه.. ومن شرقه إلى غربه.. وفي كل مرة أضيف إلى رصيدي مفخرة جديدة.. واعتزازاً بكل ما يجري على الأرض.. اضرع إلى الله في إخبات وتبتل أن يديمه .. قيادة .. وحكومة.. وشعباً.. شامخاً.. عظيماً.. عزيز الجانب.
في منطقة القصيم استبد بي الإعجاب.. وتملكني الفخار بما رأيت من إنجازات ومعالم حضارية حال عقوقي - كأحد أبنائها- وتقصيري- كرجل اعلام- دون تلمسها منذ وقت مبكر!! معالم النهضة تغلف المنطقة.. وتغطي كل قطاع .. إدارة واعية.. دؤوبة وطموحة .. ومواطنون متعاونون.. متلاحمون.. ومتكاتفون من أجل كل ما يصنع الخير.. والنماء.. في حماس لا يعرف تقلبات الطقس حيث تشتد المشاعر حيناً.. وتخمد حيناً آخر!!
عندما تشرفت بلقاء سمو الأمير فيصل بن بندر، أمير منطقة القصيم للسلام والتحية لم يتحدث سموه كمسؤول في قمة الهرم الإداري في المنطقة.. بل استمعت إلى رجل اعلام وتوثيق يدرك بحسه الواعي.. وثقافته الواسعة قيمة المعلومة وضرورة توافرها في عصر ثورة المعلومات التي يشهدها العالم منذ مطلع التسعينات بعد ثورتين.. زراعية .. وصناعية.
زرع سموه في ذهني عبارة تحمل الكثيرمن المعنى والأمل.. قال الأمير فيصل بابتسامة تثلج الصدر .. وتبعث على التفاؤل : «ان لدينا ثروة من المعلومات لكن قيمة المعلومة تتمثل في الحصول عليها في وقتها».
عبارة عميقة الدلالة.. توقفت عندها متأملاً.. متمعناً.. وتذكرت كم مرة دفنت فكرة.. وسقط مشروع.. وتبخر اقتراح لغياب المعلومة المطلوبة في وقتها!! اذكر انني كنت اتطوع في دهاليز الفهارس .. ومظنات المراجع اخوض ركاماً من الإجراءات للحصول على معلومة أو توثيقها .. صورة.. خارطة .. أما اليوم فعبرطيب الذكر «الإنترنت»، الذي يمثل الطريق الأسرع للمعلوماتinformation super higy way تكفي لمسة «زر»، واحدة ليصبح مبتغاي بين أناملي في ثوان.. وبأي لغة أردت.. وفي أي مكان كنت!! وإذا كان هناك من يعتقد أن العالم أصبح اليوم في ظل ثورة المعلومات والاتصال قرية صغيرة فإنه - في رأيي المتواضع- بات شقة في بناية صغيرة!!
منطقة القصيم بما تشهد من انجازات.. وأحداث.. وما تختزن من رصيد موسوعي من المعلومات .. والصور .. والوثائق .. والخرائط باتت في حاجة إلى مركز معلومات يعتمد على أثاف ثلاث .. التقنية.. الجهاز البشري المؤهل.. والمكان الذي يمثل مبنى المتحف في بريدة أفضل مقر له، حسب رأي الأستاذ أحمد بن عبدالله التويجري.. الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية في القصيم.. وهو بالمناسبة صاحبة رؤية إعلامية ومعلوماتية رشيقة.. ومن المدركين أهمية المركز .. ويسلم بحاجة المنطقة الماسة له.. ويراها اليوم أكثر إلحاحاً.. بل لقد ذهب أكثر من ذلك عارضاً امكانية اقامته في مقر الغرفة التجارية الصناعية في بريدة.. وتكليف أحد الموظفين للعمل فيه.
إنها فكرة تستدعيها الضرورة الموضوعية.. وواقع المنطقة في ضوء المتغيرات والمستجدات.. جديرة بالدراسة..وتحقيقها لا يستعصي بإذن الله على رجل الإنجاز فيصل بن بندر بن عبدالعزيز الذي أعرف ان على خارطة سموه الكثير من الاهتمامات .. ولعل عضده ونائبه سمو الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز يثري هذا الطرح بعلمه وخبرته بوصفه أحد فرسان المعلوماتية .. ورموزها الوطنية.
|
|
|
|
|