| وَرّاق الجزيرة
اصدرت مكتبة الملك فهد الوطنية في فترة سابقة كتاب «المكتبيون السعوديون» وكان مفيدا اذ انه يمكن الباحث من معرفة كل من له اشتغال بعلم المكتبات من ابناء هذا البلد وكيفية الاتصال والاستفادة من نتاجه مع رصد دقيق لكل ما نشر له في مجال تخصصه، و علم المكتبات علم مهم لا يستغني عنه كل من له اهتمام بالتراث، وصدر ايضا في الفترة نفسها تقريبا كتاب موسوعة علماء الشريعة والمختصين في المملكة العربية السعودية والتي كان على رأس داعميها الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، وكان لهذه الموسوعة دور كبير خدم الباحثين وبخاصة من أراد أن يعرف تراجم المشتغلين بعلوم الشريعة في هذه البلاد، وفي هذا الاطار الذي يعنى بتصنيف الباحثين والعلماء في المملكة على حسب تخصصاتهم العلمية الدقيقة اصدر الباحث الاستاذ عبدالكريم بن حمد العقيل كتاب معجم المؤرخين السعوديين الذي يتحدث بالتوثيق العلمي عن اكثر من «440» مؤرخا ومؤرخة سعودية على مدار عقود من الزمن وقد اتى هذا الكتاب لينضم الى حلقة مهمة في توثيق الحركة العلمية في بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية تتمثل في وجه الحركة العلمية التاريخي.
ويسير الاستاذ الحقيل في كتابه هذا على طريقة «خير الكلام ما قل ودل» فهو يترجم للمؤرخ - او المؤرخة - من ناحية سنة الولادة وتحصيله العلمي وبعض المعلومات التوثيقية المهمة ثم يشرع في زبدة الكتاب وهو نتاجه التاريخي الذي قدمه للمجتمع.
لعل اول خاطرة ترد في ذهن القارئ لهذا الكتاب هو تعدد وتنوع الموضوعات التي طرحها المؤرخون السعوديون بدءا من تاريخ وطنهم المملكة العربية السعودية ثم الكلام عن تاريخ المنطقة التي يعيشونها من العالم ثم الحديث عما يدور في خلد الباحث من التواريخ القديمة والحديثة للدول العربية والاسلامية وبقية دول العالم مما يدل على ان المؤرخ السعودي جاوز المحلية الى حدود العالمية. هذا امر بالاضافة الى ان هذا الكتاب حوى عشرات التراجم المهمة لمؤرخين سعوديين احياء واموات لاتوجد هذه التراجم في كتاب آخر مما يعطي لهذا الكتاب قيمة ومزية علمية.
وعلى العموم لعل مثل هذا المعجم الذي اعده الاستاذ الحقيل يدفع الباحثين الى اخراج اكثر من معجم ترصد تراجم ومؤلفات المتخصصين في العلوم الا نسانية من ابناء هذه البلاد حتى يتسنى للجميع ان يعرف ما لدى الباحث السعودي، فلا مانع ان نجد تراجم الشعراء والأدباء والنحاة وغيرهم في كتب مستقلة تكون في مكان متميز من مكتباتنا، كلنا امل في ان نشاهد ذلك عن طريق جهات الاختصاص او عن طريق افراد مقتدرين علميا على ذلك كما فعل الحقيل مع علماء التاريخ.
|
|
|
|
|