| وطن ومواطن
أعلن في مديرية الزراعة والمياه بمحافظة شقراء عن ظهور إصابة بسوسة النخيل الحمراء في إحدى المزارع القريبة من مدينة شقراء وهي أول حالة تسجل بالمحافظة منذ ظهور هذه الآفة بالمملكة قبل خمسة عشر عاماً تقريباً. وقد قامت المديرية بالتعاون مع برنامج مكافحة سوسة النخيل الحمراء بالوزارة باتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع انتشارها في بقية أرجاء المحافظة.
إن من يعمل في مجال الزراعة وكذلك معظم المزارعين إن لم يكن جميعهم يعرفون الضرر الكبير الذي سببته آفة سوسة النخيل الحمراء في بعض مناطق المملكة وخصوصاً في المنطقة الشرقية وتحديداً في محافظتي القطيف والأحساء حيث ظهرت لأول مرة عام 1987م وقد أعلن أن محافظتي القطيف والأحساء منذ سنوات مناطق موبوءة وقامت وزارة الزراعة والمياه بالتخلص من أعداد كبيرة من النخيل عن طريق الحرق والدفن وأنشىء برنامج بالوزارة عرف ببرنامج مكافحة سوسة النخيل الحمراء يخصص له مبالغ من ميزانية الوزارة كل عام وتم توفير كافة الإمكانات المادية والبشرية بما فيها استقطاب بعض الخبرات المتخصصة في هذا المجال من الداخل والخارج من أجل اتباع أفضل أساليب الاكتشاف والمكافحة والوقاية وحسب التقارير المنشورة في هذا المجال فإن معظم أساليب المكافحة المختلفة لم تحقق النتائج المطلوبة وتم الاعتماد على وسيلتين هامتين:الأولى التخلص من النخيل المصابة بالحرق والدفن والثانية تطبيق نظام الحجر الزراعي الداخلي بحيث يمنع منعاً باتاً نقل الفسائل من المناطق التي ظهرت الإصابة بها وخصوصاً من المنطقة الشرقية للحيلولة دون انتقالها إلى المناطق الأخرى وتم التنسيق بين وزارة الداخلية ممثلة في نقاط التفتيش على الطرق العامة وبين الجهات المختصة بالوزارة لمصادرة الفسائل التي لا تحمل شهادة المنشأ الصادرة من الجهات المختصة بالوزارة والمديريات والفروع التابعة لها، لكن هذا الحجر لم يكن محكماً ربما أن نقاط التفتيش الأمنية لا تولي هذا الأمر اهتماماً كبيراً باعتباره نوعاً من التعاون وليس من صلب مهامها الأمنية الكبيرة ولهذا تم تهريب أعداد كبيرة من النخيل وخصوصاً نوع الخلاص الذي تنتشر زراعته في محافظة الأحساء إلى مختلف المناطق وخاصة المنطقة الوسطى ومن أسباب تهريب هذه الفسائل:
- قلة الوعي لدى من يقومون بذلك العمل.
- قلة الرقابة من الجهات المختصة بوزارة الزراعة والمياه.
- فارق السعر بين سعر الفسيلة التي لا تحمل شهادة المنشأ والفسيلة التي تحمل هذه الشهادة حيث يقل سعر الفسيلة المهربة عن الفسيلة الأخرى بما يزيد عن 75% الأمر الذي نقل الإصابة بهذه الآفة الخطيرة إلى مختلف مناطق المملكة والبعيدة جداً عن منطقة الإصابة الأولى )المنطقة الشرقية( وفيما يتعلق بالرقابة من قبل الجهات ذات العلاقة بالوزارة يفترض أن تقوم أقسام الوقاية والإرشاد وخصوصاً في المديريات والفروع بالمناطق والمحافظات التي لم تسجل فيها إصابات سابقة بجولات ميدانية مفاجئة وخصوصاً على المزارع التي تحت الإنشاء والتي يقوم أصحابها بزراعة فسائل جديدة ومساءلة صاحب المزرعة عن المصدر الذي جاءت منه هذه الفسائل وخصوصاً عند خروج اللجان الخاصة بإعانة فسائل النخيل وعدم منح المزارع هذه الإعانة إلا بوجود شهادة المنشأ لهذه الفسائل لأن هناك من ينقل ويزرع الفسائل المصابة وتكافئه الوزارة بهذه الإعانة، الأمر الآخر عند ظهور الإصابة في مزرعة من المزارع يجب مساءلة صاحب المزرعة عن مصدر الفسائل وفي حالة ثبوت وجود مخالفة يجب تغريمه وتغريم الجهة التي قامت بجلب الفسائل سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات لأن نقل وزراعة الفسائل المصابة لا يقتصر ضرره على من قام بزراعتها، بل يتعداه لنشر الإصابة في منطقة كاملة ويضر بكافة المزراعين ويساهم في توسيع رقعة الإصابة بهذه الآفة الخطيرة والمصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة، هذا إذا اعتبرنا أن في نقل هذه الفسائل المصابة وزراعتها مصلحة أصلاً.
نتمنى أن تتضافر جميع الجهود من أجل محاصرة انتشار هذه الآفة الزاعية والحد من خطورتها. وللجميع خالص تحياتي وتقديري.
المهندس/ مشاري خالد الدعجاني
مديرية الزراعة والمياه بمحافظة شقراء
|
|
|
|
|