المدينة المنورة - مكتب الجزيرة: كتب - محمد الدبيسي:
في مساء بهجة الاسبوع «الجمعة» الماضية كان الصمت سادرا.. وكان الحضور حفيا بمقدم الشعر.
وكان الصمت سيد البداية .. التي سيليها صوت الشعر ونشيده.. وتألقه..
كان الشعر مؤتلقاً بانتظار الانطلاق..
وكان الجميع يتهيأ للانصات مرة اخرى ليصبح الشعر سيد المكان..
تشرف ذلك المساء بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة.
وعند التاسعة والنصف بدأ الاعلامي القدير جابر القرني بتقديم فارس الامسية صاحب السمو الامير الشاعر سعد بن سعود بن محمد آل سعود وامتلأت القاعة بالحضور منصتاً ومتأملاً.
مهّد مقدم الأمسية للشاعر بقوله : ان الشاعر سعد آل سعود رمز شعري مضيء سكن وجدان الناس فارساً شهماً كريماً وشاعراً مبدعاً خلاقاً.
نشأ في بيت كريم.. ومنه انطلق منادياً وحادياً للناس والاحساس وانهمر رقراقاً ندياً يبعث الوجد في شغاف القلوب حاملاً في قصائده الامل والالم في نسيج مختلف لا يكتبه الا شاعر مختلف.
عذبت سمعك بصوت الحب يا منادي
للحزن كيف دمعك يبكي عيونه
< منادي ايها الاحبة: شق طريقه الى أبراج القلوب بصدقه وواقعيته وانسانيته، عاش معاناة الناس وتعايش مع آمالهم، نسج الهم الانساني، وكسا قصائده بهذه البصمة فاستحق ان يكون شاعر العامة وايضا شاعر النخبة.
لذا فان المتابع لشعره يجد فيه الواقع المعجون بتفاعلات الحياة وايقاعها فانطبق على منادي قول الشاعر العربي:
اذا بكى الطفل من يتم بكيت له
لأن سر الضحايا سر مأساتي
وان نأت بحبيب عن احبته
دار تمثلت هذا البعد في ذاتي
أيها الأحبة:
ولأن الوطن هو العشق الأكبر والأسمى فقد تبوأ شاعرنا مكانة في عقد الابداع الذي طوق به منادي جيد القصيدة وجعلها مترفة باذخة أخاذة:
للوطن يعلو بنا كل معنى للغرام
خفقته بصدورنا من مهدنا للكفن
كلنا له عين تسهر وباحضانه ننام
كل شبر ساكنينه وهو فينا سكن
بعدها جاء دور فارس الامسية الذي بدأ بتوجيه الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبد العزيز امير منطقة المدينة المنورة على رعايته الكريمة لهذه الأمسية كما رحب بالحضور الكريم واستهل شعره بقصيدة عن المدينة المنورة قال فيها:
للرسول ازكى صلاة وتحيات وسلام
كاسين وجه المدينة شعاع ما يزول
وللمدينة طيبة الطيب كل احترام
عاشقين ترابها من كثر عشق الرسول
الى ان اختتمها بقوله:
الهيام بديرة النور نور من هيام
نحمد الله بالفضايل حباها والقبول
مسجد الهادي وقبره عليه ازكى السلام
كاسين وجه المدينة بنور ما يزول
ثم اتبع هذه القصيدة التي نالت استحسان الحضور بقصيدة اخرى بعنوان «فرحة البحرين وقطر»..
جاء فيها:
نحمد الله من بعد طول الصبر
حقق للقلوب آمالها
فرحة البحرين هي فرحة قطر
اجتمع شمل الأهل بوصالها
ثم تلا قصيدة اخرى عنونها ب«الإنسان» جاء فيها:
صدق القلب والا كذبه
وصلك اللي احبه صار مثل الغياب
انت مثل الحقيقة شمسها ما تغيب
كيف تدفن شعاع اشواقها بالتراب
القى بعدها قصيدة الشموع ثم قصيدة اخرى بعنوان «صباح النور» يقول في مطلعها:
يا صباح النور يا نور الصباح
قال قلبي قبل عيني لك هلا
يا حبيب الروح يا سيد الملاح
مرحبا بك يا بعد كل الملا
لتتوالى القصائد بعد ذلك وسط توهج الشاعر وتفاعل الجمهور.. ومن القصائد المشهورة التي القاها سموه:
الزمان ارزاق، شمس الحب، عاشقك، تفاصيل، ذنوب الجفا، حديث الحب، علم المدينة، خسرتيني، احساس العالم، زمن العدل، المنى حزن.
من الأمسية:
عند اعلان فارس الامسية الشاعر «منادي» ختام القصائد اشار عليه راعي الامسية الامير مقرن بن عبد العزيز إلقاء قصيدة اخرى.. فما كان من الشاعر المتألق الا ان القى اربع قصائد حفاوة بطلب سموه.
القى رئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان عبد الرحمن الرحيلي كلمة في بداية الامسية رحب فيها بسمو الامير مقرن وبالشاعر منادي.
حضر الامسية العديد من الشخصيات الثقافية ومنهم الاستاذ الشاعر محمد هاشم رشيد رئيس نادي المدينة المنورة الادبي الذي تحدث للجزيرة عقب نهاية الامسية عن سعادته بالحضور وعمق موهبة الشاعر.. وشمولية رؤيته الشعرية وتنوع اهتماماته في الشعر الوجداني والوطني والذاتي وقال ان الشعر الشعبي يعكس نوعا من الثقافة الشفهية التي تخاطب فئات متنوعة من المتلقين.
كما تحدث الشاعر نايف الجهني قائلا: ان شعر منادي يعكس سلاسة الشعر الشعبي وقربه من اذواق الناس ولعل قصائد منادي وتفاعل جمهور الحاضرين معها تعطي دليلا على ذلك.
حضر الامسية عدد من الاعلاميين في المدينة المنورة ودولة الكويت.
تجاوب الشاعر منادي مع طلبات الجمهور والقى عدداً من القصائد التي طلبوها.
وزعت ادارة المهرجان كتيباً بعنوان «احساس العالم» ضم العديد من الشهادات حول تجربة الشاعر ومقطوعات من قصائده.
اجاب الشاعر على بعض الاسئلة التي وجهت اليه من قبل الجمهور.
حضر الامسية العديد من الشخصيات الرسمية والثقافية بمنطقة المدينة المنورة وضيوف المهرجان.
استمرت الامسية حوالي الساعتين اذ بدأت في تمام الساعة التاسعة والنصف وانتهت في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف مساء.