| الريـاضيـة
خامساً: الاستغناء عن العواجيز وأصحاب المستوى المتدني
تحدثت في مقال سابق عن نجاح المدرب العالمي البرتغالي آرثر جورج وطالبت بتجديد عقده مع النصر لمواسم ونجاحه مع الفريق يحسب أولا وأخيراً للإدارة النصراوية الخبيرة التي كانت دقيقة في اختياره ودعمت مسيرته خلال الموسم المنصرم رغم المطالبات المتسرعة من البعض بالغاء عقده واستمرار آرثر جورج حتى النهاية لم يكن النجاح الوحيد الذي حققته إدارة الأمير عبدالرحمن بن سعود بل إنها ساهمت بشكل مباشر وبتعاون مع الجهازين الفني والإداري على إعطاء الفرصة الكاملة والتامة للوجوه الصاعدة الواعدة لتقديم كل ما لديهم من فنون الكرة فقد كانت الإدارة تبذل الغالي والنفيس في سبيل إيجاد الراحة لنجوم النصر ليقبلوا على المباريات والتدريبات بروح عالية وكان من أهم الجوانب التي نجحت إدارة الأمير عبدالرحمن بن سعود فيها هو تدبيرها للمبالغ اللازمة ليتم صرف مرتبات اللاعبين المحترفين والهواة بنظام رغم الضائقة المالية التي يمر بها النصر من جراء الصفقات الخاسرة التي أبرمتها الإدارة السابقة مع عدد من العناصر المتواضعة العطاء الغالية الثمن .
إن جهود الإدارة النصراوية الحالية أسهمت في إعادة بناء الفريق ومنافسته على معظم البطولات خلال الموسم المنصرم والنصر في العام القادم بحاجة إلى التعاقد مع عناصر أجنبية مؤثرة لتنضم للفريق في وقت مبكر وليس في آخر يوم من اقفال باب تسجيل اللاعبين قادرين على دعم الفريق في المنافسات المحلية وهذا الأمر ليس عسيراً على إدارة خبيرة يقودها الأمير عبدالرحمن بن سعود الذي نجح بامتياز في العام الماضي في حل الكثير من المصاعب التي واجهته.
إن التعاقد مع اللاعب الأجنبي المميز وليس العالمي غالي الثمن أمر مهم ومطلب ضروري للنصر والإدارة الحالية قادرة على تدبير الأموال اللازمة لذلك لعلاقتها المميزة مع الأعضاء الفاعلين والداعمين وهذا الجانب سيسهل كثيراً هذه المهمة ومع ضم عناصر أجنبية جيدة ومميزة ينبغي على النصراويين غربلة عناصر الفريق بالاستغناء عن بعض اللاعبين المتقدمين سناً المتوقفين عطاء والذين يشكل وجودهم عبئاً مالياً على خزينة النادي وفنياً على الجهاز التدريبي الذي سيقود الفريق في العام القادم فبوجودهم سيضطر المدرب لصرف جزء كبير من وقته للإشراف الفني عليهم دون فائدة تجنى من الجهود التي ستبذل بهذا الخصوص وذلك لتوقف تطورهم المهاري والفكري ومن هذا المنطلق يجب الاستغناء عنهم لتكون الجهود المالية والفنية لصالح عناصر شابة قادرة على العطاء لسنوات طوال.
إن العناصر المسنة والمتواضعة فنياً معروفة لدى الجهازين الإداري والفني النصراويين بل للمشجع العادي فهم معروفون فرداً فرداً ولا داعي لطرح أسمائهم فمع رحيلهم ستستمر سياسة البناء التي انطلقت في العام المنصرم وسيزداد عدد العناصر الصاعدة بالنصر التي هي بحاجة فقط إلى الفرصة حتى تقدم كل ما لديها من فنون الكرة ومهاراتها الراقية التي عرف عن النصر تقديمها منذ زمن طويل وعبر تاريخه الحافل بالبطولات والإنجازات والنجوم . إن الجهود التي بذلت في العام الماضي من قبل النصراويين لن تحظى بالرضا الكامل إذا لم تتوج بالبطولات في العام القادم. وإذا كان الموسم المنصرم موسم بناء وتجديد فان العام القادم ينبغي أن يكون موسم حصاد ولن يأتي ذلك إلا بتوافر جميع عناصر النجاح التي من أهمها الدقة في اختيار العناصر الأجنبية المؤثرة في خط المقدمة والاستفادة من نظام الإعارة الداخلية ليزداد عدد النجوم المميزة والممتازة في صفوف الفريق، فوجود اللاعب الجيد ليس متوقفاً على وجوده داخل الملعب فقط بل إن وجوده معك في دكة الاحتياط أمر ضروري وهام للاستعانة به في وقت الحاجة وهذا الجانب عانى منه النصر في العام الماضي حيث افتقر للبديل الجيد والجاهز فمن هو بديل علي يزيد وماجد الدوسري وهادي شريفي وفيصل سيف ومحمد الخوجلي وجونيور الذين عانوا من الإرهاق البدني في العام الماضي في ظل عدم وجود البديل المناسب لهم! إن أبرز ما يميز فريق الاتحاد الذي ساهم في حصوله على أكثر من 10 بطولات في المواسم الثلاثة الأخيرة هو امتلاكه لعناصر بديلة ممتازة قادرة على سد الفراغ الذي يتركه اللاعب الأساسي، فمثلاً عندما هبط أداء حمزة ادريس والخليوي كان البديل موجوداً بل أفضل وبكثير والعنصر البديل هو الذي منح الاتحاد درجة التفوق في نهاية الموسم فخطف جميع المسابقات التي نافس عليها.
إن الفريق النصراوي في العام القادم بحاجة إلى مثل هذا الأمر حتى لا يتأثر عطاؤه في وقت قطف الثمار بداعي إصابة نجم أو إيقافه أو هبوط مستواه.
إن النصراويين يطالبون الإدارة بضرورة اختيار العناصر الأجنبية بدقة وأن يكونوا أصحاب مستوى مميز ويتمنون في نفس الوقت ان يحالفها التوفيق في ذلك لأنها متمكنة في اختيار المدربين الجيدين ويأملون ان يكون هذا التمكن والتفوق عند اختيار العناصر الأجنبية والاستغناء عن بعض اللاعبين المحليين الذين لم يعد لبقائهم فائدة ترجى!!
|
|
|
|
|