| عزيزتـي الجزيرة
ما أجمل الكلام عن المعلمين والمعلمات وما أحلى الحديث عن العلم وأهله وما أعظم التطرق لذكر مبدعيه وناشريه تلك النخبة المختارة والصفوة المباركة وأولئك الرجال الذين شرفهم الله عزوجل بأقدس وظيفة وأنبل عمل.. إنهم المعلمون والمربون الذين تقلدوا وسام ذلك الشرف العظيم وتبوؤا تلك المكانة الكبرى.. وتلكم هي المهمة العظمى والرسالة التي قام بتحمل أدائها صفوة الخلق أجمعين من الأنبياء والمرسلين.. فيا لشرف الوظيفة ويا لعظم المهمة.. أعني بهم المعلمين والمعلمات الذين يفنون حياتهم في العلم والتعليم من أجل اسعاد الأخرين والرقي بهم الى مصاف النخبة من خلال انارة العقول والأذهان بنور العلم والمعرفة والأخذ بيد المتفوقين والمبدعين حتى يحققوا أهدافهم التي يعملون من أجلها ويأملون الحصول عليها والكل من أولئك المعلمين والمعلمات في شغل دائم وحرص دؤوب وعمل لا ينقطع من أجل تعليم كتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام مع تثبيت اللغة العربية والآداب الاسلامية في نفوس أبنائها والمحافظة عليها في زمن المتغيرات ومستجدات الحال. وكذلك تأجيل القيم وتقرير الأخلاق في قلوب الناشئة وتربيتهم عليها حتى تكون أفعالهم وتصرفاتهم وفقا لكتاب الله وعملا بسنة رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
واحتراما للأنظمة والتأدب بآدابها. فضلا عن اطلاعهم على المجتمعات من حولهم وتبصيرهم بواقعهم وما هم عليه من قبل ومن بعد. بل واعدادهم الاعداد الجيد والمتكامل في التعامل مع معطيات العصر وتطورها حيث تدريس العلوم التطبيقية والتي من خلالها يتم تخريج الأطباء والمهندسين والفنيين والذين هم لبنة الأساس والسواعد البناءة في نصرة الاسلام ورفعة البلد وهذا من الناحية الأسمى والمطلب الأهم ومن زاوية أخرى لا تقل أهمية عن ما ذكر هي تلك الأعمال الوظيفية والمهام الادارية التي يقوم بها أولئك )آناء الليل وأطراف النهار( في كل ما من شأنه الارتقاء بالطالب وتأهيله التأهيل الشامل في المنهج والسلوك. فهم يشرقون مع اشراقة كل يوم.. ويغدون كما الطيور في الصباح الباكر. ويعملون وينتجون لذا فانهم في دوامة لا تقف ولا يعرف السأم لها طريقا.. فالمدرسة بأرجائها أشبه ما تكون بخلية نحل لا يهدأ لها بال ولا يقر لها قرار حتى تنهي العمل وتقف عند بلوغ النجاح.
فالمعلم من فصل لآخر يعمل هذا.. ويفهم ذاك يشرح ويوضح.. يقرأ ويستمع.. ومهامه الأخرى كثيرة ومتاعبه عديدة بل ان وظيفته التعليمية لا تقتصر على التعليم فحسب فهو متقلد للعديد من المناصب ما دام في المدرسة وبين طلابه فهو المعلم.. والمربي.. والقدوة الحسنة والمثال الأسمى لذا فقد وثق به طلابه وأمنوا جنابه.. فالحق ما يقول والصواب ما يفعل فمسؤوليته عظيمة وعمله شريف مع مهمة التكليف الملقى على عاتقه فإن عظم التشريف مع عظم التكليف. والمعلم بحمد الله خير من يتكفل بهذا العمل ويتشرف بأدائه. فتصور يا رعاك الله تلك المهام الجسام.. الملقاة على عاتق المعلم والمعلمة. والتي ربما لا يحصى لها عدد أو يحويها ذكر.
ولم يبق إلا ان نحيي أولئك بتحية الاجلال والاكبار لتلك الأدوار التربوية المشرقة والوضاءة التي يقومون بها أصالة عن أنفسهم ونيابة عن أفراد المجتمع ويكفي شرفا وفخرا ان الله سبحانه وتعالى ميز بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون والآثار في تكريمهم واعلاء شأنهم كثيرة لا تعدو ولا تحصى ما كان منها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما بسطه أهل العلم في كتبهم ومؤلفاتهم. وكل هذا يدركه الجميع غير ان ما يؤنب الضمير ويحز في النفس ان ترى من البعض من يتطاول على أولئك المعلمين وينتقص منهم بسبب خطأ يسير أو زلل بسيط ربما يحصل أو يقع من بعضهم غير ان هذا ليس مبررا ولا يشفع بالتعرض لهم وسلب حقوقهم فالمعلمون بشر كغيرهم من الناس يخطئون ويصيبون. ومن المؤسف ان ترى من يضخم بعض القضايا التربوية التي ربما كان المعلم قد جانب الصواب فيها وكأن هذا المعلم سفاح جبار وجلاد أشر.. وهذا بطبيعة الحال ليس من طبائع المعلم السمحة وعاداته الجليلة.. وكيف يكون هذا ممن اؤتمن على تربية الأبناء واعداد الناشئة فهو بمثابة الراعي.. وكل راع مسؤول عن رعيته. أم هل يليق بمن يقرر الآداب والقيم أن يعمل على مخالفتها بما لا يتوافق مع الشرع ويتنافى مع الأدب والذوق الرفيع..
ولو تأملنا الواقع وأمعنا النظر حول بعض التجاوزات اليسيرة من بعض المعلمين لوجدناها قضية سهلة وأمرا يسيرا غير ان التضخيم قد يفعل فعلته والبركة في «مشاريع التسمين» التي بالطبع تغير المعلومات وتبدل الحقائق فتبدو قاتمة الصور ولا تبدو واضحة للعيان.
إلا ان المؤمل خير ان شاء الله فإن أهمية العلم وتقدير حملته في هذه البلاد الطاهرة يحظى بكامل العناية وبالغ الاهتمام وهذا دليل على شرف العلم وحامليه فلزاماً ان يقدر لأهل العلم قدرهم ويغفر لهم ما قد حصل من الخطأ والزلل.
ختاما:
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم
من اللوم أوسدوا المكان الذي سدوا
خالد بن عائض البشري
|
|
|
|
|