| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
لقد سمعنا وقرأنا تلك التصاريح التي أدلى بها شخصية القرن الإسلامية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وسلمه، تلك التصاريح التي نفهم منها موقف سموه تجاه القضية الاسلامية قضية القدس ودولة فلسطين والعنف الذي يواجهه الشعب الفلسطيني المسلم من العدو اليهودي الاسرائيلي الفاجر الذي لا يزال يمارس ويعد مصائد التعذيب ومجازر القتل بهؤلاء الأبرياء.
إن موقف سموه ليعبر عن عمق الاسى والحزن الذي يترسب في عروقه ويسري في دمائه تجاه ما يحدث لذلك الشعب المسلم، فيرى ان لا مجال للصمت والكتمان ولا للمجاملة نصيب في مثل هذا الأمر الذي يرتبط بالاسلام ويتعلق بالمسلمين.
نعم هذا ما تعبر عنه مشاعر سموه في تصريحه الذي قال فيه: لم يتعرض أحد كما تعرض له الشعب الفلسطيني من التدمير العشوائي والعنف الذي ترتكبه ليل نهار آلة الحرب الإسرائيلية ضد أناس عزل إلا من الحجارة فالتاريخ لا يعرف حالة أخرى استخدمت فيها دولة كل هذا الكم الهائل من آخر ما وصلت إليه الصناعات الحربية من الدبابات والطائرات ضد شعب أعزل، إن الاسرائيليين لم يوفروا البيوت ولا المزارع ولا أي وسيلة من وسائل العيش والبقاء للشعب الفلسطيني إلا وجرفوها أو هدموها أو قطعوها. اننا نفهم ويفهم كل إنسان مسلم صدق المشاعر والأحاسيس تجاه ذلك الشعب وما يشير اليه سموه الكريم ينطلق من منطلق ومبدأ اسلامي خالص هذا المبدأ الذي حثنا عليه قدوتنا وسيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم في
قوله: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
وكما قال صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم المنكر فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه».
وفي تصريح آخر لسموه حفظه الله نفهم كلمات تعبر عن معنى الأخوة الإسلامية الصادقة القائمة على الرحمة والشفقة ومد يد العون والمساعدة كما جاء في تصريحه تجاه الشعب العراقي حيث قال: «لقد بادرت المملكة لتبني مبادرة تهدف إلى دفع المعاناة عن الشعب العراقي وما يؤلم الشعب العراقي يؤلمنا ومعاناته تحز في نفوسنا وتقض مضاجعنا..».
إنها كلمات قلت ودلت في طياتها معنى كبير اتجاه ذلك الشعب رغم ان كل انسان لم ولن ينسى الصواريخ العشوائية التي اهدرت أرواح الكثيرين إلا ان سموه لم ينس الشعب العراقي من باب الأخوة الإسلامية وكم يتمنى له الحرية والخلاص من الذل إلا أن الرئيس العراقي يأبى ذلك.
هذه المواقف التي يقف سمو ولي العهد مسانداً لها وجعلها هاجسه الأول والأخير انما هي من أجل الاسلام وواجب الأخوة الاسلامية )إنما المؤمنون أخوة( فلنا الفخر بموقف سموه وتصريحاته الصادقة.
ونسأل الله تعالى ان يحفظ سموه ذخراً للإسلام والمسلمين آمين.
سلطان بن إبراهيم العثمان - تمير
|
|
|
|
|