| محليــات
* * وبدأت قبل أيام معارك السياحة الخارجية والداخلية.. وبدأ التزاحم بينهما.. وبدأت الدعايات هنا وهناك.. ومع أن المعركة ستحسم لصالح السياحة الداخلية لعدة أسباب تبدأ من الاستبراء للدين.. وتنتهي بالأمن والأمان والراحة النفسية والسلامة من الأخطار المختلفة.. إلا أن الخلاف ليس هنا.. وليس حول هذه المبادىء.. لأنها ستحسم مؤكداً لصالح السياحة الداخلية إذ ليس من المنطق ولا من العقل أن شخصاً.. يعتقد أن أوروبا أو الشرق أو أي بلد آخر.. أكثر أماناً.. أو حتى مثل الأمن المتوفر في مصائفنا المحلية المختلفة.. ولا حتى الأمن الموجود في الدول العربية.. القريبة والبعيدة.. لا يمكن أن يكون قريباً من الأمن الموجود لدينا محلياً.. ذلك أنه أمن فريد متميز..
* * إذاً.. الخلاف حول «الفاتورة».. وهو خلاف سنوي يبدأ معه الشد والجذب في الصحافة ثم الشارع ثم في كل مكان..
* * يقولون.. إن الفنادق هنا «غالية» مع أنك لو اتصلت ببيروت أو القاهرة أو دمشق أو تونس أو دبي أو غيرها.. لوجدت أن «جماعتنا» أرحم بكثير.. ولوجدت أن السعر يحسم لصالح «جماعتنا».
* * يقولون.. إن أسعار الملاهي والألعاب هنا «نار» فيقولون إن اللعبة هنا لمدة «دقيقة» أو دقيقتين أو حتى ساعة.. قد تصل إلى عشرين ريالاً.. ومعنى هذا.. لو أن شخصاً لديه عشرة أطفال «الله يصلحهم» لصار سعر الألعاب لمدة ساعة لهؤلاء بمائتي ريال مثلاً.. إذ ليس من المعقول أن يذهب شخص لمناطقنا السياحية دون أن يخشى ملاعب وملاهي الأطفال.. متى دخل هذه الملاعب.. فليس من المعقول أن يترك أطفاله يتفرجون على الأطفال الآخرين وهم يلعبون.. دون أن يلعب أطفاله ولكن.. ماذا يعمل مع تلك «الفاتورة» الباهضة.. هذا إذا لم تكن بعض الألعاب أكثر من عشرين ريالاً ك«التليفريك» الذي «مشواره» بأربعين ريالاً «؟!!» ومعنى هذا أيضاً.. أنه قد يحتاج إلى ألعاب أخرى ربما تصل الفاتورة إلى خمسمائة ريال يومياً و«من يِرِدْهم؟!!» أو يقول لهم «بُم؟!!».
* * إذاً هناك فاتورة أخرى غير منظورة.. وهي فاتورة التمشية وتسلية الأطفال في الملاهي.. ومشكلة أصحاب الملاهي أنهم يحسبون ألف حساب لهذا الموسم ويعتقدون أن أي طفل يدخل الملاهي تكون جيوبه مليئة بالريالات.. وأن بوسعه وبوسع والديه.. الدفع بدون حساب.
* * هناك نقطة ثانية وهي مشكلة الإسكان التي تتكرر كل سنة.. وتدخل لجان التنشيط السياحي في معارك مع أصحاب العقار ومشكلة أصحاب العقار أو من يتجه للعقار.. ان أكثرهم من «فئة طماع» والطماع لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تناقشه أو تحاوره.. لأنه لا يريد أن يتنازل ولو عن مبالغ بسيطة جداً.. لأن نظرته مختلفة.. فالمسألة «فلوس فقط» ومع ذلك هو يسأل عن السواح.. ولماذا هم يتركون السياحة الداخلية ولماذا هم يتذمرون من غلاء أسعار العقار هنا؟!!
* * إن أمام لجنة التنشيط السياحي أكثر من عقبة يتطلب حلها بالمزيد من الدراسات والتنسيق ومحاولة انتقاء نوعية المستثمر في قطاع السياحة الداخلي.. وليت هيئة السياحة تتدخل في نوعية المستثمرين في قطاع السياحة.. وتبعد عن هذا القطاع.. تلك النوعية «الشرهة» التي لا يهمها سوى الفلوس والفلوس فقط.. سواء كان ذلك في مجال العقار أو المطاعم أو في مجال خدمات الترفيه أو في مجال السكن.
* * إن مشكلة السياحة المحلية هنا.. هي السكن في المقام الأول.. ثم مشكلة أن أكثر المناطق السياحية تنام بعد صلاة العشاء وبعد ذلك لا تجد أحداً..
* * ومشكلة الكثير من الناس أنهم في إجازة الصيف لا ينامون إلا بعد أن يؤدوا صلاة الفجر.. أي بعد الساعة الرابعة أو الخامسة.. ومعنى هذا أنه يجلس من الساعة التاسعة ليلاً حتى الساعة الخامسة فجراً بدون أدنى ارتباط أو التزام أو تسلية وليس أمامه سوى الجدران الأربعة و«يطقها نومة أو هواجيس!! أو يكلم روحه»؟!!!
* * وهذه مهمة أخرى أمام لجان تنشيط السياحة الداخلية وأمام الهيئة العليا للسياحة أيضاً.
* * السياحة الداخلية.. أجزم أنها في تزايد.. وأجزم أن بعض السواح الخارجين سيقاطعون السياحة الخارجية إن قريباً أو بعيداً.. وسيتجهون إلى السياحة الداخلية..
* * إن المتابع لبعض النشاطات السياحية في مدن.. كجدة مثلاً أو المنطقة الشرقية.. أو حتى الرياض.. يدرك أن هناك بدايات لصناعة سياحية جيدة.. لكنها تحتاج إلى المزيد من الوقت.
|
|
|
|
|