| مقـالات
الأحداث التي تظهر لنا ونقرؤها كل يوم تقريبا حول أوضاع الطلبة والتلاميذ .. تثير الاستغراب والدهشة!!
فهذا خبر: انه في منطقة ما من هذا الوطن الآمن يتجاوز مجموعة من الطلبة سور احدى المدارس وينهالون طعنا وضربا على المعلمين.
ومجموعة.. تتوعد أحد الأساتذة خارج المدرسة.. وهناك طلبة يتهجمون على سيارات الأساتذة ويهشمونها وطالب.. يصفع معلمه.. وطالبة تعض معلمة.. وأم طالبة تدخل لإحدى الادارات المدرسية وتتهجم على المعلمات والادارة.. وأخرى تتهدد وتتوعد..
وأوضاع عدة لاشك ان من يقرأ تلك الاخبار والأحداث يصاب بالحسرة والحزن وبعض الاحيان بالاشمئزاز.
ماهي أسباب وجود مثل هذه الحالات النشاز في مجتمعنا ولا أقول: ان مجتمعنا مثالي أو متميز، الا انني أعرف اننا مجتمع متفرد.. يستمد أسس أخلاقه وقواعد تعامله الاجتماعي والانساني من الدستور العظيم الذي أصلح مجتمع الدولة الاسلامية على مدى أربعة عشر قرنا من الزمان.
اذا لنقل: إن الأساس الديني والاجتماعي ثابت فأين يوجد الخلل هل هو في عدم تطبيق هذه القيم سلوكا وتصرفا داخل الأسرة والمدرسة!!
هل السبب يعود لعدم وجود القدوة المتمثلة في الأهل ، المدرسة، المجتمع، هل ضعف العملية التعليمية سواء كانت منهجا أم معلما.
أسئلة كثيرة قارئي العزيز تنداح في خاطري وترسم علامات استفهام عديدة.. أين يوجد الخلل في تلك الصور وغيرها.. حينما تهتز صورة المعلم والمعلمة، وتصبح في يد الطالب والطالبة ليخدش ملامحها ويهشمها، لابد ان تكون المسؤولية مشتركة بين أسرة أهملت، ومعلم تساهل في عمله وطالب نسي واجبه.
فالأسرة هي النواة الأولى لتكوين شخصية الطالب والطالبة، وزرع الاحترام وتقدير واجبات وحقوق الآخرين، ومراعاة المشاعر والاحساس بالمسؤولية، وان هناك أمورا لها حدود، وان التعامل مع الآخرين الذين هم خارج نطاق الأسرة والأهل يحتاج لضوابط وسلوك فرضتها علينا شريعتنا الاسلامية.. من يتجاوز حدودها فانه سيلقى الجزاء لتقصيره وسوء تصرفه.
وأنا في رأيي الشخصي ان الانسان يبدأ احترامه وتقديره للآخرين من خلال تعامله مع أسرته واحترامه مهم، سواء كانت الأم أو الأب أو الإخوة والأخوات ثم الأقارب، وكذلك الإحساس بأنه سيلقى عقاباً على تقصيره في عدم الاحترام، وسيجعله يضع حسابات عديدة قبل الإقدام على أي خطوة.. يؤذي بها الآخرين.
والمحور الثاني للمشكلة هو المعلم.. ولعلي أذكر هنا قولا مأثورا لا يغيب.. عني وهو قول مأثور لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ وهو:
«من نصب نفسه للناس اماما فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تعليمه بسيرته قبل تعليمه بلسانه ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالاحترام من معلم الآخرين».
اذاً المعلم والمعلمة يجب ان تكون لهما صورة مميزة لشخصيتهما تجعل من يتعامل معها يضع لها حدودا والتزاماً من الأدب والتقدير، ومن القول السابق تتضح لنا أطر رسم الشخصية المتميزة للمعلم والمعلمة فيجب ان يكون قدوة سلوكا وعملا تجذب الاحترام لها لكل من يتعامل معها، ولا اقول هذا بشكل تنظيري، ولكني أقوله حقيقة نتيجة لممارسة عملية عايشتها وتعاملت معها بكل فرح.. وما زالت ذاكرتي تختزن صورا جميلة لطالبات رائعات وما زلت أؤكد انه لا يوجد طالب أو طالبة يمتهن شخصية معلمه الذي هو قدوة له ونموذج مثالي في العمل والعلم والسلوك.. والحديث يتعلم منها المبادىء المضيئة الجميلة التي تضيء له عقله وروحه وتغرس كل يوم داخل نفسه بذرة من الجمال والأدب.
أتمنى في نهاية حديثي هذا ان تندثر صور وأخبار وحوادث الاعتداء على شخص المعلم المتمثل في المعلم وان نرى ونقرأ عوضاً عنها أخبارا مشرقة لتقدير العلم والمعلمين.
إضاءة ما بعد المقال:
في اليابان لا يسير الطالب خلف معلمه الا بمسافة تقدر بمتر أو أكثر حتى لا يدوس ظل معلمه وهو يسير أمامه.
|
|
|
|
|