| العالم اليوم
*موسكو )د ب أ(:
بعد خمسة عشر عاما من كارثة مدينة تشيرنوبل الاوكرانية تعكف روسيا على وضع خطط لاصلاح أوضاعها المالية من خلال استيراد نفايات العالم النووية فقد صوت مجلس النواب الروسي على قرار برفع الحظر الذي كان مفروضا على استيراد قضبان الوقود النووي المستنفذ ويأمل السياسيون وصولا إلى الرئيس فلاديمير بوتين بأن تصل عائدات هذه الاعمال إلى مليارات وذلك بالرغم من تزايد المخاوف بين عامة الشعب من مخاطر التهديدات النووية الجديدة وخلال الحوار الساخن حول هذا الموضوع ترددت أرقام لمبالغ تصل إلى 20 مليار دولار كما طرحت حقيقة أن البلاد تفتقر إلى التكنولوجيا الضرورية اللازمة لعمليات إعادة معالجة الوقود النووي الاجنبي.
واعترف المدافعون بأنه قد يتعين في البداية تخزين الواردات المشعة على مدى عقود قبل أن يتم إعادة تجهيز منشآت معالجة الوقود ويكاد لا يكون هناك قرار من جانب البرلمان أثار الرأي العام السياسي في روسيا مثلما فعل ذلك الحوار الذي دار بشأن استيراد عنصري اليورانيوم والبلوتونيوم المستنفذين من الخارج.والمركز المحوري لنفايات الوقود النووي الخارجي بما فيها نفايات من ألمانيا يتمثل في أكبر محطة نووية في العالم وهي المحطة الواقعة في مدينة ماجاك بجبال الاورال والتي تبعد حوالي 500. 1 كيلومترا إلى الشرق من موسكو.وخلال العهد السوفيتي شهدت هذه المحطة حادثا واحدا نوويا خطيرا على الاقل كما أن حماة البيئة يقولون ان السكان المحليين تعرضوا في مناسبات عدة للاشعاع من النفايات النووية.. وزعم جريجوري يافلينسكي. رئيس حزب الاتحاد الليبرالي لقوى اليمين أن مائة ألف من الروس يعارضون تمرير قانون لا يرغب فيه سوى خمسمائة من النواب والبيروقراطيين.
وقد فشلت الجهود الرامية إلى إخضاع القضية لاستفتاء وطني وذلك بسبب رفض اللجنة المركزية للانتخابات الاعتراف بحوالي ثلث التوقيعات التي تضمنها طلب إجراء الاستفتاء وعددها 5. 2 مليون توقيع ويقايض المجلس الاعلى للبرلمان الان من أجل الحصول على بعض التنازلات السياسية أثناء مراجعته للتعديل المقترح إدخاله على القانون النووي.غير أن موافقة المجلس الفدرالي تعتبر مؤكدة في النهاية شأنها شأن التوقيع النهائي من جانب الرئيس بوتين.
والمعروف أن الحكومة الروسية تحتاج إلى مصادر دخل إضافية خاصة وأنه يتعين على البلاد خلال العامين المقبلين سداد ديون خارجية تقدر بحوالي 36 مليار دولار كما أن البيئة غير مطروحة على قائمة أولويات بوتين فبعد قليل من توليه منصبه العام الماضي قام بوتين بحل اللجنة الحكومية لحماية البيئة وهي السلطة الوحيدة في جميع أنحاء البلاد التي كان منوطا بها مواجهة أي انتهاكات بيئية.وخلال الحوار الذي دار حول النفايات النووية الاجنبية في مارس الماضي أبلغ وزير الطاقة النووية آنذاك يفجيني أداموف معارضي الطاقة النووية بأن هؤلاء الذين يعارضون استيراد نفايات نووية إنما يضرون بمصالح روسيا الاقتصادية.وكان أداموف قد أزيح من منصبه بسبب صفقات داخلية مشبوهة وأظهر الحوار كيف أن نفس الاسلوب السوفيتي القديم في قياس الاداء الاقتصادي بالوزن والحجم مازال هو السائد والمسيطر حتى اليوم فالمفاهيم الخاصة بتسمم الانهار أو تلوث الهواء أو التلوث الاشعاعي في بعض المناطق كانت دائما ما يتم تجاوزها وإغفالها من جانب السوفييت حتى مجتمع العلماء تم تعبئته للمساهمة في محاولاته تخفيف المخاطر النووية.
وقال بيان وقعه ثلاثون من العلماء الروس إن الاعباء التي يتحملها شعبنا نتيجة النشاط الاشعاعي الطبيعي والاشعاع الطبي تزيد بمائة ضعف عن الاعباء الناجمة عن كوارث نووية مثل كارثة تشيرنوبل أو الناجمة عن استخدام الطاقة النووية.
|
|
|
|
|