أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 23rd June,2001 العدد:10495الطبعةالاولـي السبت 2 ,ربيع الثاني 1422

العالم اليوم

الرئيس السوري في أشمل حديث سياسي للقناة الثانية الفرنسية بثته دمشق أمس:
السلام في المنطقة سيتحقق إن عاجلاً وإن آجلاً والتطبيع مع إسرائيل وقف عليه
* دمشق )د ب أ( :
أكد الرئيس السوري بشار الأسد في حديث شامل بثته إذاعة دمشق امس «الجمعة» أن بقاء القوات السورية في لبنان «هو بقاء مؤقت ينتهي بانتهاء مهمة تلك القوات" هناك». وقال الأسد في تصريحاته التي أدلى بها للقناة الثانية بالتلفزيون الفرنسي وبثتها أيضا القناة الفضائية السورية مصحوبة بترجمة فورية باللغة الانجليزية «وفي كل الاحوال .. فوجود القوات السورية بلبنان هو وجود مؤقت حتما».
ولدى سؤاله إذا ما كان ذلك يعني أن انسحاب تلك القوات قد بات وشيكا. قال الرئيس السوري: أولا هذا بديهي لأن الجيش السوري مكان عمله الاساسي هو حدود الجمهورية العربية السورية. وأضاف في هذا السياق «أما عن الانسحاب من لبنان فهو مرتبط بالظروف الداخلية اللبنانية والظروف الاقليمية .. وهناك تنسيق مستمر بيننا وبين المؤسسات اللبنانية أي القيادة اللبنانية حول هذه المواضيع وحول المعطيات السياسية والعسكرية وغيرها الموجودة في المنطقة والتي من الممكن أن تؤثر على وجود هذه القوات أو عدم وجودها».
وحول عملية إعادة انتشار القوات السورية حاليا في بيروت. قال الاسد : ما حصل هو إعادة انتشار للقوات السورية في لبنان. وهذا يخضع لدراسات تقنية يقوم بها العسكريون في البلدين. في سوريا وفي لبنان. وأضاف ان ذلك يخضع بالطبع بشكل مباشر لقرار القيادة السياسية في البلدين سوريا ولبنان. وهناك تنسيق بين المؤسسات بشكل مستمر حول هذه المواضيع. طبعا المعني الاساسي بهذا النوع من العمل هما القيادتان العسكريتان في كلا البلدين. ولدى سؤاله إذا ما كان مستعدا لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل والاعتراف بها. أكد الرئيس السوري أن بلاده وشعبه والشعب العربي عموما يطمح إلى تحقيق السلام ويعمل من أجل تحقيق هذا الهدف. وقال الاسد: إذن هذا هو هدفنا .. على أساس من الواقع وهو أن المنطقة لها مصلحة في عملية السلام. وأكد في هذا السياق لنا مصلحة جميعا في هذه المنطقة بأن يكون هناك سلام حقيقي ومستمر وبالتالي سيأتي يوما. بحسب اعتقادنا. سيأتي يوم. عاجل أو آجل يكون فيه سلام. يكون فيه استقرار. وأضاف الرئيس السوري في حوراه الهام وكنتائج لهذا السلام الذي يأتي بعد عملية سلام عادلة ومتوازنة بعد توقيع اتفاقية سلام أيضا متوازنة لابد أن يكون هناك اعتراف بإسرائيل عندما تكون هي قادرة على أن تقدم سلاما حقيقيا. ولدى سؤاله مجددا إذا ما كان مستعدا للتوقيع على اتفاق سلام مع إسرائيل والاقرار بوجود إسرائيل في يوم من الايام أكد الرئيس السوري أنه أجاب على ذلك من قبل بشكل واضح. وقال الاسد في حال كان هناك سلام عادل وشامل يعيد الحقوق لكافة أصحابها في المنطقة. فمن الطبيعي أن يكون هناك اعتراف. أي علاقات عادية. علاقات طبيعية كأية علاقات بين اي دولتين أو شعبين في المنطقة. وفي معرض إجابته على سؤال آخر عما إذا كان يمكنه التوقيع على مثل هذا الاتفاق مع رئيس الوزراء الاسرائيلي أريل شارون قال الرئيس السوري : أولا نحن لا ننظر إلى الاتفاق على أنه هو الهدف. وقال الاسد كما قلت إن الهدف هو السلام. ولنأخذ مثالا. تم توقيع العديد من الاتفاقات بين أطراف عربية وإسرائيل. هل حققت هذه الاتفاقيات السلام؟
وقال الرئيس السوري : إذن فعلينا أن نفرق بين اتفاقية السلام وبين السلام. السلام هو الواقع. أما اتفاقية السلام فهي أداة من أدوات عملية السلام. وهي الاداة الاهم طبعا. هي الاداة الاهم في تحقيق السلام. وقال في السياق نفسه فإذا كانت هذه الاداة متوازنة كما قلت قبل قليل. فمن الطبيعي أن يكون هناك سلام متوازن. فإذن هناك أسس معينة لعملية السلام. وأضاف الاسد بالنسبة للاشخاص في إسرائيل. نحن لا نهتم بهذا الموضوع. من هو الشخص. نحن لا نتدخل في مواضيع إسرائيلية هي لا تعنينا. نحن قضيتنا هي قضية حقوق. وحول شرعية الحقوق العربية وضرورة اعتراف إسرائيل بها في هذا الصدد أكد الرئيس السوري ما يلي وهذه الحقوق اعترفت بها كل دول العالم من خلال الامم المتحدة ومن خلال قرارات مجلس الامن طبعا وتصويتها على قرارات مجلس الامن. أو من خلال الاعلان المباشر. كل دول العالم أقرت هذه الحقوق. وأضاف: الطريق واضح لتوقيع اتفاقية سلام متوازنة. لابد أن يلتزم شارون أو غيره بهذه الاسس وبرغبة المجتمع الدولي بهدف إعادة الحقوق كاملة. المشكلة ليست مشكلة أشخاص. المشكلة هي مشكلة حقوق كما قلت. وردا على سؤال بشأن الشرط الاساسي للسلام بالنسبة لسوريا وإذا ما كان ذلك يقتصر على الجولان أم أكثر من ذلك. قال الرئيس السوري ان موقف دمشق واضح وهو عودة الجولان بوصفها أرضا سورية. وقال ان البعض يقع في سوء فهم عندما يسأل: ما هي الشروط؟. وأضاف : أريد هنا أن أفرق بين كلمة شروط وكلمة حقوق. وفي الواقع فإن سوريا ليس لديها شروط بل حقوق. وأوضح أن بعض المسئولين الاجانب يأتون إلى دمشق ويقولون لماذا لا تتنازلون عن القليل من هذه الشروط. وقال ان هذه الحقوق أقرت من خلال جميع المحافل الدولية وقرارات مجلس الامن في عام 1967 ولم تكن أساسا الفكرة سورية بل انطلقت من الولايات المتحدة ووافقت عليها أوروبا والعالم كله. وأضاف ان مرجعية مدريد جاءت بعد ذلك لتحدد أساسا لا يتناقض بل هو مكمل لأساس قرارات مجلس الامن وهو مبدأ الارض مقابل السلام. وخلص الرئيس السوري إلى أنه لا توجد أية شروط سورية لتحقيق السلام مع إسرائيل بل شروط دولية تنطلق من الحقوق السورية. وطالب إسرائيل بتطبيق هذه الشروط الدولية التي أقرتها سوريا بالفعل بوصفها جزءا من المجتمع الدولي. وأكد مجددا ضرورة عودة جميع الاراضي السورية المحتلة حتى حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 التزاما بتلك الشروط الدولية.
وسأل الصحفي الفرنسي الرئيس السوري عن مدى دعمه للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات. وقال: لدينا انطباع أنكم تدعمون القضية الفلسطينية ومنظمات فلسطينية. لكن يبدو أن لديكم بعض الانتقادات لطريقة تعاطي الزعيم الفلسطيني مع هذه المعركة فأجاب الرئيس السوري قائلا: صحيح أننا ندعم القضية الفلسطينية ونحن نتعامل مع أي موضوع كقضايا كما قلت وليس كأشخاص. وأضاف ان سوريا تدعم الشعب الفلسطيني وتدعم كل ما يعيد الحقوق للشعب الفلسطيني. وأوضح أنه منذ بداية عملية السلام كانت لسوريا ملاحظات ووجهة نظر خاصة بشأن تعاطي أطراف كثيرة للعملية منها أطراف عربية. وأشار إلى أن وجهة النظر السورية تنطلق من أن دمشق تبحث عن السلام وليس عن اتفاقية للسلام فحسب «فنحن نفرق بين الاتفاقية والنتائج النهائية للسلام وما يحصل اليوم يثبت صحة وجهة النظر السورية». وأكد أن دمشق لا تبحث عن أشخاص يصفقون لها لأنها وقعت اتفاقيات للسلام. بل تريد أن يصفق لها العالم كله لان السلام قد حل في منطقة الشرق الاوسط. وقال أيضا انه رغم ذلك فإن العلاقة بين سوريا والقيادة الفلسطينية ليست علاقة ذات طابع شخصي بل علاقة مرتبطة بالقضية. وأضاف انه التقى بالسيد ياسر عرفات على هامش القمة العربية الاخيرة التي عقدت في عمان. وأوضح انه أكد لعرفات خلال اللقاء على نفس الثوابت في الموقف السوري. وقال على أي الاحوال فإن الاختلاف بين الاشخاص لا يمنع من اللقاء لمناقشة هذا الاختلاف في وجهات النظر. وأكد أنه أبلغ السيد عرفات بأن أبواب سوريا مفتوحة في أي وقت يحب أن يأتي إليها.
وحول أهمية الدور الاوروبي في عملية صنع السلام بالمنطقة. أكد الاسد أن أوروبا هي بكل تأكيد جزء فاعل وهام جدا من المجتمع الدولي. وأضاف ان فرنسا بصفة خاصة لها دور هام يجب أن تضطلع به في هذا المجال. وقال ان فرنسا تتمتع بخصوصية لأنها تقع بجنوبي القارة الاوروبية وتطل على حوض البحر المتوسط وان عليها مسئولية نشر مبادئ العدل وحقوق الانسان التي نادت بها الثورة الفرنسية في كل العالم. أجريت هذه المقابلة مع الرئيس السوري بشار الاسد قبل زيارته المرتقبة لفرنسا التي لم يعلن موعدها بالتحديد. وسيجري الاسد مباحثات خلال الزيارة مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved