| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
تزداد فاعلية الأفراد ويزداد عطاؤهم إذا كان أمامهم مكانة يسعون إليها ومركزا يتطلعون إليه، ولعل درجات العمل الوظيفي في الجهاز التعليمي تبدأ بوظيفة معلم ومنها ينطلق الى وظيفة وكيل مدرسة أو مرشد طلابي أو مدير مدرسة أو مشرف تربوي.
ولكن للأسف الشديد أن أغلب الوظائف المتقدمة والمهام العليا في العملية التعليمية ومن أبرزها مدير مدرسة ومشرف تربوي لا يطمح إليها كثير من المعلمين وخاصة المتميزين منهم.
وهذا لعمري لا فت جدا فكيف يرفض معلم متميز أن يكون مديرا لمدرسة أو مشرفا تربويا؟
أكاد أجزم أن الكثير من المعلمين لا يتطلعون الى هذه المناصب ولا يخططون لها وأكاد أجزم أن المنافسة على هذه المناصب لا يخوضها المتميزون وذلك راجع باعتقادي الى أن مدير المدرسة أو المشرف التربوي لا يحمل أهم عنصرين من عناصر التميز وهما القدرة على اتخاذ القرار والوجاهة الاجتماعية الوظيفية.
وإنني على قناعة تامة بأن التعليم بحاجة الى هذه التدرج الوظيفي الإداري بحيث يتنافس المعلمون جميعهم على الحصول على منصب مدير مدرسة أو مشرف تربوي.
وهذا بدوره يوقد جذوة التنافس والجدية بين المعلمين التي تكاد تنطفئ شعلتها بسبب اجتهادات بعض المسؤولين التي تسعى الى إثقال وتحكيم عمل مدير المدرسة وعمل المشرف التربوي والتي غالبا لا تسعى الى تطوير الأداء بقدر ما تسعى الى ضبط الأداء وجملة القول فإن الحاجة ماسة الى وضع معايير دقيقة لاختيار مدير المدرسة واختيار المشرف التربوي كما أن الحاجة ماسة الى إعطاء الاثنين مزيدا من الصلاحيات ومزيدا من المكانة والوجاهة حتى يغبطهم المعلمون ويطمحوا الى الوصول الى ما وصلوا اليه لا أن يواسوهم ويشفقوا عليهم كما هو الحال والواقع وبذلك نكون قد كرمنا العشرات بهذه المناصب والمهام وضمنا عطاء الآلاف من المعلمين وذلك حينما يتنافسون ويبدعون حتى يميزوا بهذه المناصب التي تحتاج الى التميز.
محمد بن شديد البشري
مشرف تربوي شرق الرياض
|
|
|
|
|