| الاقتصادية
* القاهرة مكتب الجزيرة أحمد علي:
اعتمدت الندوة القومية للتقانات البديلة المستخدمة في تنمية الموارد المائية توصيات المملكة العربية السعودية في هذا المجال وتعميمها على باقي الدول العربية خاصة دول مجلس التعاون الخليجي.
ونوهت الندوة التي قدمتها المنظمة العربية للتنمية الزراعية في القاهرة واختتمت اعمالها أول أمس الى تقدم المملكة في مجال تحلية المياه المالحة ومعالجة مياه الصرف الصحي واعادة استخدامها في المناطق التي تعاني من شح في المصادر التقليدية.
وعرض احمد عبد الله غرم الغامدي مدير شعبة ابحاث ودراسات المياه بوزارة الزراعة والمياه وممثل المملكة في الندوة تجربة السعودية في الزراعة بالمياه المالحة التي بدأت عام 1984م بتجربة زراعة الساليكورنيا على الساحل الشرقي الذي تقوم عليه عدة منتجات مثل زيت الطعام وزيوت صناعة ومستحضرات التجميل وزيوت التشحيم والدقيق الأبيض لصناعة الخبز والمعجنات.
وقال: ان المملكة تعد دولة رائدة في مجال تحلية المياه حيث أسست مركز ابحاث متخصصاً ومحطات للتجارب مشيرا الى انه عن طريق المركز تم اجراء التجارب على الطرق المثلى للمعالجة الأولية لمياه التغذية وخلال ثلاث سنوات من البحث توصل الباحثون الى اكتشاف اسلوب جديد للمعالجة الأولية وهو استخدام أغشية «الناتو» المتناهية الدقة بدمجها بالطرق التقليدية، وقد تم استخلاص اكثر من 60% من المياه العذبة اضافة الى خفض التكاليف بمقدار 30% على عدم وجود آثار بيئية.
وأضاف الغامدي ان المملكة تعد اكبر دولة منتجة للمياه المقطرة في العالم اذ يبلغ انتاجها ما يزيد عن 1.2 مليون متر مكعب يوميا وهو ما يعادل 27% من الانتاج العالمي.. كما ان للمملكة خبرة كبيرة في هذا المجال بدأت منذ عام 1948م بإنشاء أول محطة على الساحل الغربي سميت بالكنداسة..
وحتى الآن تم بناء 27 محطة على الساحلين الشرقي والغربي من المملكة تعد محطة الجبيل على الخليج العربي اكبر محطة تحلية في العالم.. مؤكدا انه خلال هذه المسيرة الطويلة مع التحلية تكونت لدى الجهات المعنية بالتحلية خبرة واسعة في ادارة هذه المحطات وخفض تكاليف الانتاج واختيار المواد والمعادن المناسبة واطالة العمر الافتراضي للمحطات وادارة التشغيل والصيانة.
وأشار أحمد الغامدي في ورقته أمام الندوة القومية الى ان السعودية أجرت دراسات عديدة للاستفادة من المياه القادمة المعالجة في الاغراض الزراعية وثبت جدواها، وقد تم تنفيذ اول مشروع متكامل للاستفادة من 146 مليون متر مكعب سنويا من هذه المياه في مدينة الرياض منذ عام 1404ه لري ما يزيد عن تسعة آلاف هكتار من المزارع المحيطة بها و11 مليون لتر مكعب سنويا في مدينة الطائف اضافة الى الاستفادة من هذه المياه في تشجير الشوارع وري المسطحات الخضراء.
وأوضح انه بعد نجاح مشروع استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الرياض فإن هناك ثلاثة مشاريع مماثلة سيتم تنفيذها في كل من المدينة المنورة 72 مليون متر مكعب سنويا، القصيم 36 مليون .. والمنطقة الشرقية 247 مليون متر مكعب سنويا.
وحول مياه الصرف الزراعي قال أحمد الغامدي: انه أقيم في الاحساء مشروع شبكة ري وصرف لأكبر واحة نخيل مروية في العالم يتم ري الواحة عبر شبكة قنوات مفتوحة كما يتم صرف المياه الزائدة عن الري عبر شبكة أخرى الى خارج الواحة.
واكد ان المصادر غير التقليدية ساهمت في توفير كميات كبيرة من المياه اما بطرق مباشرة او غير مباشرة اضافة الى الآثار البيئية الايجابية.
وأكد ان اهم معوقات الاستفادة من هذه المصادر هي ارتفاع تكاليف انشاء محطات التحلية والمعالجة والصيانة والتشغيل وقطع الغيار وعدم قدرة محطات معالجة مياه الصرف الصحي على استيعاب كميات اضافية من المياه الداخلة مما ينتج عنه تسرب المياه الملوثة واختلاطها بالمياه المعالجة.. اضافة الى التوسع الافقي للمدن وخاصة في الدول الخليجية مما نتج عنه تباعد الأحياء وهذا يشكل أعباء مالية باهظة على ايصال خدمات للصرف الصحي للمستفيدين وعدم قناعة الناس باستخدام مياه الصرف المعالجة بالدرجة الثلاثية رغم ان العلماء المسلمين اجازوا استخدامها في الوضوء.
وطالب ممثل المملكة في الندوة بضرورة التوسع في انشاء السدود على مجاري الأودية الرئيسية لحجز مياه الأمطار لأغراض الشرب والزراعة وبحث امكانية انشاء مركز عربي للزراعات الملحية لتطوير هذه الزراعة او الانضمام للمركز الموجود في الامارات العربية بما يحقق الاستفادة من هذه التقنية.
كما طالب الغامدي أيضا بأهمية التوسع في مراكز الابحاث المعنية بتنمية المصادر غير التقليدية وتدعيمها بالباحثين المؤهلين والأجهزة اللازمة للقيام بالأبحاث والتجارب وتعزيز قدرات الكفاءات العاملة في مراكز البحوث وتنامي مصادر التمويل ومشاركة القطاعات الأهلية في دعم تلك المراكز.
وقد أشاد حضور الندوة الممثلين في مختلف الدول العربية بالطفرات التكنولوجية التي قامت بها الحكومة السعودية في مجال الزراعة والمصادر غير التقليدية للمياه ووافقوا على تعميم توصيات الورقة السعودية على جميع الدول العربية للأخذ بها.
|
|
|
|
|