| الاقتصادية
* تحقيق وتصوير عايض خالد الجبرين:
مطربة ما ان نذكر اسمها حتى يتبادر للذهن تلك الطبيعة الخلابة، وذلك من واقع تسميتها فهي روضة يصب فيها عدة اودية من مرتفعات الصفراء بمنطقة السر مساحتها تزيد على 1 كلم متر مربع تقريبا تتبع لمركز عين الصوينع التابع لمحافظة الدوادمي فهذه الروضة هي المتنفس الوحيد لاهالي منطقة السر والمحافظات المجاورة لامتياز موقعها وقربها من الطريق العام القصيم ساجر الرياض، كما يميزها وجود اشجار الاثل والطرفا التي شكلت غابات داخلية تكسو ارضيته رمال ذهبية تزداد جمالا عند نزول الامطار حيث تصبح بحيرة جميلة تجذب المنتزهين.
(الجزيرة) التقت برئيس مركز عين الصوينع واستطلعت آراء عدد من المتنزهين بهذه الروضة في احد ايام الاجازة الذين اجمعوا على روعة المكان وابدوا بعض الملاحظات التي سجلتها (الجزيرة) في هذه الجولة، وذلك لابرازها للجهات المختصة لمعالجتها وتأمينها في اطار اهتمام القيادة بتوفير الخدمات للمواطن اينما كان في شتى المناطق والمحافظات والقرى والهجر.
منصور عبد الكريم الصبيحي رئيس مركز عين الصوينع تحدث عن هذا الجانب بقوله: ان هذه الروضة نهاية العديد من الاودية وسميت مطربة لانها تطرب ناظر من يراها وهي ارض حكومية يحدها من الشمال مخطط بلدة عين الصوينع السكني ومن الجهة الجنوبية غابة من اشجار الاثل والطرفا وفي وسط هذه الغابة موقع يسمى المحتجبة لاحتجابها بالاشجار ومن الشرق طريق الاسفلت العام الرياض القصيم ومن الجهة الغربية مرتفعات جبلية فكانت قديما مراعي للماشية وحاليا وبعد ان اكتظت المدن والقرى بالسكان اصبحت المكان الوحيد الذي يتنزه به الجميع من اهالي المنطقة والزائرين من مناطق اخرى وذلك لوجود اشجار شكلت غابات واماكن تجمع السيول فانها في كل عام تقريبا وعند هطول الامطار تتجمع فيها السيول وتصبح بحيرة تكسو جنباتها الخضرة ولأهمية هذا المنتزه فان المركز يقوم بمتابعة مستمرة للموقع حسب امكاناته وذلك لمنع من يقوم بتقطيع الاشجار وكذلك عدم نقل الطين منها حتى لا يخلف حفراً تشكل خطراً على المنتزهين فمن خلال هذه اللقاءات اناشد المسؤولين في وزارة البلديات ومجمع ساجر القروي بأن يعطى هذا المنتزه بعض الاهتمام وذلك بسفلتة الطريق المؤدي اليه وايضا تسوية اكوام الرمال الزاحفة التي تحت الاشجار وصيانتها للاستفادة من ظلها.
ومن جانب آخر تحدث عبد الكريم الصبيحي رئيس مركز عين الصوينع سابقا وهو من كبار السن حيث بين ان هذه الروضة كانت قديما مراعي لماشية اهالي عين الصوينع وعند نزول الامطار وامتلائها بالماء ينبت فيها الكثير من انواع العشب الذي منه نبات السعد الذي يزيد طوله على المترين الذي يقوم بعشبه (حصده) الاهالي لماشيتهم وذلك بعد انخفاض منسوب المياه وحاليا اصبحت متنزها لاهالي المنطقة.
كما التقينا ب«فهد بن عبد الكريم الصبيحي» معلم من اهالي مركز عين الصوينع الذي يوضح ان الحاجة ملحة الى ايجاد سياج «شبك» ببوابة دخول وخروج كي يحمي هذا المنتزه من التعدي عليه ورمي المخلفات به من قبل المواطنين الذين اخذت منهم عدم المبالاة بأن يقوموا برمي الاغنام والحيوانات الميتة بهذا الموقع مما ادى الى تلويثه.
ولإلقاء مزيد من الضوء على هذا الموضوع توجهنا الى مطربة والتقينا ببدر محمد نخيلان احد الشباب الذي كان لديه وليمة لزملائه في هذا المنتزه فعن سبب مجيئه الى مطربة اوضح بقوله انها هي الموقع والمكان الوحيد الافضل للتنزه حيث ان زملائي قدموا من اماكن متفرقة وفضلت ان يستمتعوا بجمال طبيعتها كما اوضح انها في عام 1418ه كانت بحيرة ممتلئة بالماء تماما مما جعل الاسماك تتكاثر بسرعة هائلة حيث جعلت الكثير يصيد ويسوق من هذه الاسماك يوميا وعلى مدار سنة كاملة فكانت طيلة تلك الفترة تجذب المتنزهين من جميع انحاء المناطق المجاورة فعن كيف جاء السمك الى مطربة؟ اوضح بقوله نعتقد ان هناك من وضع الاسماك بداخل هذه البحيرة من المواطنين، وعن ملاحظاته يؤكد ان هناك من يهدد هذه الطبيعة بقيامه بتقطيع بعض اشجار الاثل والطرفا لاستخدامات شخصية لهذا يطالب الجهات المسؤولة بحمايتها من التعدي.
كما كان لنا لقاء مع محمد حمد الجش الذي يبين لنا انه كل نهاية اسبوع يأتي بأطفاله وعائلته الى هذا المكان لقضاء بعض الوقت وتغيير جو المنزل ولكن هناك ما يجعل هذا المكان غير مريح من حيث عدم التنظيم وعدم النظافة وبعض الخدمات نوعا ما فقد طرح مطالبته الى الجهة المسؤولة عن ذلك ودعا الى سرعة النظر بشأن هذا المكان من حيث وضع اماكن خاصة للعائلات واخرى للعزاب واستغلاله لصالح الجميع.
كما التقينا بالشاب مشعل محمد الجش الذي تحدث بقوله جئنا من مركز اوثيلان لقضاء يوم الخميس بعد عناء الدراسة في هذا المنتزه الذي هو بحاجة الى اهتمام حيث ان النظافة معدومة في هذا المكان كما اكمل الحديث الشاب تركي محمد نخيلان الذي تمنى السلامة لهذا المنتزه من البلدية وعن كيفية هذه السلامة؟ اوضح ان البلدية ترمي بالمخلفات بجوار وداخل نطاق هذا المكان الجميل مما ادى إلى تشويهه وتلويثه.
سهو الكرشمي ومقعد سعد بينا انهما قطعا 60 كم قادمين من الحبابية بالقرب من ساجر بعوائلهما لقضاء يوم كامل بهذا المكان الجميل لامتاع اطفالهما فمن خلال الحديث تبين ان لديهما ملاحظات عديدة اتفقا على طرح المهم منها وهو ايجاد صهاريج ماء ثابتة قريبة من المنتزه وايجاد العاب وملاه للاطفال.
كما تحدث ذيب سعيد العتيبي الذي قدم من مركز ساجر الذي يبعد اكثر من 40 كلم عن هذا المكان وذلك للتنزه بعائلته بين ان حاجة هذا المنتزه ماسة الى زيادة التشجير والاهتمام بأشجار الاثل الموجودة وذلك من قبل الجهة المسؤولة.
وفي مكان مجاور وعلى مقربة التقينا بالشاب مضحي رويعي العمري وحسن عبيد الحربي من المدينة المنورة وعبد الوهاب حامد المرامحي من محافظة خليص وجميعهم معلمون بمدارس المنطقة فعن مجيئهم الى هذا المكان اوضحوا ان احد زملائهم بالمدرسة نال اعجابهم وجعلهم كل اجازة نهاية الاسبوع يأتون الى هذا المكان للتنزه فيه بعيدا عن ازعاج المدن والمنازل فمن خلال حديثهم ابدوا بعض الملاحظات التي منها وضع حاويات للنفايات في مواقع مختلفة من هذا المنتزه، وضع لوحات ارشادية بعدم رمي النفايات وايضا نشر التوعية بالمحافظة على مثل هذه الاماكن العامة التي يرتادها الجميع حتى تظهر بشكل جميل، وضع لوحة ارشادية تدل على المنتزه ومسافته خدمة لغير اهالي المنطقة.
|
|
|
|
|