| المجتمـع
* الطائف عبدالكريم الشريف:
التقى الشاب ف.ص. بامه بعد عشرين عاماً من الفقدان وكانت الام تعيش مع زوجها في احدى ضواحي محافظة الطائف بهناء وسعادة ويشاء الله ان يتوفى الزوج وترك زوجته الحامل في الشهر الاخير. وكون هذه الام غريبة عن هذه الديار. فلما سمع اخوان هذه الزوجة بأن زوجها توفي وانها انجبت طفلا صغيرا رضيعا حضروا واخذوا اختهم وسافروا الى ديارهم تاركين هذا الطفل عند احدى الاسر في هذه المحافظة الصغيرة دون اي رحمة وعطف ولم يستجيبوا لتوسلات وبكاء هذه الام وكان اخوان هذه الام قلوبا قاسية مما اضطر هذه الاسرة الصغيرة بتسليم الطفل الى اسرة مقتدرة لتقوم برعايته منذ الشهر الاول من ولادته فعاش هذا الطفل في كنف الشيخ هزاع الذي قام بتربيته ورعايته وتعليمه وعندما بلغ الطفل سن العاشرة من عمره وعرف ان له اباً متوفى واماً تركته صغيرا رضيعا ليس برضاها فطلب من والده الذي رباه ورعاه بأن يبحثوا له والدته او اقارب والدته وكان الحاح الطفل باستمرار بالبحث عن امه في قبيلتها التي تبعد عن قبيلة والده مئات الكيلوات واستمر الشيخ هزاع وابناؤه بالبحث والسؤال على مدى عشرين عاماً لم ييأسوا من رحمة الله من السؤال والبحث . وشاء الله بعد هذه الاعوام ان يجدوها في مدينة اخرى ايضا تبعد عن الطائف بمئات الكيلوات فسار الشيخ برفقة ابنائه والابن اليتيم الى هذه المدينة التي توجد بها الام. فكان المشهد جميلا وفي نفس الوقت حزينا فما ان التقوا حتى رفعت صيحات الفرح والبكاء الشديد والتهليل والتكبير حتى ان الحاضرين لم يتحملوا هذا الموقف حتى ذرفت اعينهم بالبكاء حيث وجد هذا الابن بأن الام اصيبت بشلل اقعدها الفراش ولما دخل الابن على امه عرفته حق المعرفة بإحساسها وكادت الام ان يغمى عليها وهي بين مصدقة ومكذبة بعد هذه السنوات واصر هذا الابن في نهاية اللقاء على اصطحاب امه معه حيث يعيش بمدينة الطائف وقد اسكنها في احسن سكن واهتم برعايتها وعلاجها وقد تحدث هذا الابن «ف» بعد لقائه بامه فقال من كلمات حزينة الآن لا يمهني شيء الا رعاية والدتي والعناية بها والقرب منها بعد هذه السنين وكسب رضائها واعطائها كل متطلباتها ولم يبق لي في هذه الدنيا سوى هذه الام بعد ان فقدت حنانها واخيرا لا انسى ما دمت حياً معروف ابي والدي هزاع الذي رباني ورعاني واحسن تربيتي مثل ابنائه لا يفرق بيننا فنعم هذه الاسرة فجزاهم الله عني خير الجزاء وبحثهم المستمر حتى اراد الله ان التقي بأمي واعيش معها ما تبقى من عمرنا فأطال الله في عمر امي ولن اترك من قام برعايتي وان يوفقني الله وان اقدم لهم ولو جزءا بسيطا مما قدموه لي طول هذه السنين منذ انا صغير حتى اصبحت كبيراً.
|
|
|
|
|