| مقـالات
قال أحد الشعراء: )ولا ترى لبخيل الناس أحبابا( وقال آخر )وكم عيبٍ يغطيه السخاء( والكرم والبخل صفتان متناقضتان، وهما لا يتتابعان بالوراثة غالباً بدليل أننا نرى من واقع مشاهدتنا ومعايشتنا في الحياة أن كرماءً أنجبوا بخلاء وبالعكس.. كما أن للمرأة دورا وتأثيرا في توجيه وتنمية بعض الصفات لدى الرجل ومنها الكرم ولذا يصدق أحياناً أن نقول وراء كل كريم امرأة ووراء كل بخيل امرأة.. والكرم صفة رفيعة من صفات النبلاء تفتح لصاحبها آفاق المجد والشهرة والذكر الحسن حياً وميتاً.. أعرف في مقتبل حياتي شهماً هماماً صاحب اريحية فياضة وكرماً أصيلاً وكان رفيق درب لوالدي )رحمه الله( وكنت أحسب ألف حساب من الفرح والترقب ليصطحبني والدي عندما يذهب إليه لأرى في قربه وسلوكه مكارم الأخلاق بعينها وفي مقدمتها الكرم الطبيعي.. كما كنت أفرح وأبتهج عندما يدعوه والدي الى وليمة في منزلنا، وعندما يأتي أخصه بالعناية وأسعد بخدمته والإصغاء لحديثه.. ومرت الأيام وأفضى هذا الرجل النادر المثال الى ما قدّم وأنا في تلك الفترة أكاد انهي دراستي بالمرحلة الثانوية فتأثرت بالغ التأثر لغيابه وهو الذي كان ملء السمع والبصر يملأ الساحة شهامة ورجولة وبذلاً عن طيب خاطر وبنفس أريحية سمحة... وكنت أعتقد في قرارة نفسي أن احداً من ابنائه أو أقاربه بعد وفاته سيسد ثغرة الكرم والجود الشاغرة على الأقل فيرفع الراية بعده، ولكن والحق يقال كان من نسله من هو بشوش في لقائه لبق في حديثه، ومنهم من كان عصاميا طموحاً في حياته يحرص على أن يتسنم أفضل المناصب بكفاءته وقدرته، ومنهم من يحاول جاهدا ومصابرا في البروز بمهنته ليبز أقرانه وأنداده.. ولكن صفة الكرم وحدها دفنت مع صاحبنا يرحمه الله فغاب ظل الكرم الذي كان يتفيأه الكثير ومن ثم جف ينبوع الشهامة المتدفق.. وهناك أمثلة وشواهد عن الكرم والبخل وتأثيرهما في حياة الإنسان ودورهما في بناء العلاقات وغرس المحبة سنتطرق إليها في مناسبة أخرى إن شاء الله.
إضاءات ثقافية جديدة
سفراء جدد في العلم والأدب من فصيلة خير جليس حلوا ضيوفا على مكتبتي المتواضعة قبل أيام مبعوثين دائمين من رجال كرماء ومؤلفين قديرين أفاضل.. في مقدمتهم أخي وزميلي المربي الفاضل والكاتب الملهم والباحث القدير الموسوعة الأستاذ/ فهد بن عبدالعزيز الكليب حيث أهدى بعض مؤلفاته الجديدة الحافلة وهي على التوالي:
1 الأئمة من آل سعود والنهج الإسلامي الفريد.
2 خواطر تربوية.
3 علماء وأعلام وأعيان الزلفي.
والشيء من معدنه وأصله لا يستغرب ولا يستكثر فقد عرفت وزاملت من قبل والده الشهم الرجل الإنسان المغفور له بإذن الله تعالى عبدالعزيز الكليب وكان مع الزمالة الصافية جاراً متواصلاً وصديقاً مخلصاً .. وقد ربى أبناءه رحمه الله على التواضع والوفاء والمروءة. فلأخي فهد جزيل الشكر على إهدائه الكريم مثمناً جهوده المتواصلة في ميدان التأليف والكتابة. وبعد ذلك آتي إلى الإهداء الكريم الآخر حيث تلطف الشاعر الكبير صالح بن فهد السبيل بزيارتي وإهدائي ديوانه الكبير الحافل بصفحاته الزاخرة التي تربو على أربعمائة صفحة بطباعته الأنيقة وبمقدمته الضافية التي كتبها الشاعر الكبير محمد بن عبدالله المسيطير.. وشاعرنا صالح السبيل غني عن التعريف فهو معروف بأوساط الشعر الشعبي في بلادنا وفي دول الخليج العربي وهو ينتمي في نسبه الى دوحة وفرع الشعر المشهور عبدالله بن سبيل.. ولكن شعر أبي فهد ومن واقع أسلوبه ومواضيعه وأوزان شعره أقرب ما يكون الى شعر حميدان الشويعر بطراوته وخفة ظله وسهولة حفظه وصراحته المكشوفة المألوفة.. وآمل ان ينال هذا الديوان مايستحقه من انتشار ودراسة من قبل المهتمين في دراسة وتقويم وتقدير مكانة الشعر الشعبي المتميز: وأخيراً وليس آخراً آتي على تلك التحفة الرائعة المتمثلة بهذا السفر الجليل عن تاريخ جزء غال وعزيز من بلادنا الذي ألفه الأديب النابه القاص والكاتب الاجتماعي المعروف الأستاذ فهد بن منيع الرشيد عضو النادي الأدبي بالقصيم بعنوان )الرس بين ماضيها وحاضرها( وهو حافل بالمعلومات الموثقة التاريخية والمواقف البطولية صيغت بأسلوب أدبي رفيع عن تاريخ هذه المحافظة وسكانها ومراحل تطورها وما وصل إليه في هذا العهد الزاهر من تقدم وازدهار في كافة المجالات.. وآمل بأن اوفق وفي القريب العاجل الى اعطاء لمحات موجزة عن هذه الكتب وذلك بعد قراءة متأنية تليق بها والله الموفق.
*للتواصل فاكس: 4786864 الرياض
|
|
|
|
|