|
| مقـالات
منذ فترة طويلة.. لم أذهب بالسيارة عبر الطريق الطويل بين الرياض ومكة.. كنت قد عبرته من قبل عندما كان عرضه لايزيد عن ثمانية أو عشرة أمتار.. وبسيارات مختلفة.. فلقد تطورت الحياة في بلادنا.. وأقصد الاقتصادية هنا.. وأصبح الناس الذين عملوا في الدولة أكثر من عشرين عاماً.. يملكون أكثر من سيارة خاصة من لديهم أولادا في مرحلة الرجولة ورغم أن هذا من باب سعة الرزق إلا أنه ليس ذا إيجابية محببة للعقل قبل النفس.. فإن ملكية الشباب سيارات.. لكل واحد فيه من الضرر الشيء الكثير.. حيث يأخذ كل واحد مساراً يخصه لا يدري والده عنه شيئاً وربما جر انعكاسا مؤلماً.. وهذا يحدث كثيراً.. لكن الذين يديرون الريال بعقل ويقدرون الجهد عبر السنين يستطيعون ملكية أكثر من سيارة.
عبرته أول مرة بعدما ملكت سيارة الفوكس واجن.. وكان القرويون يسمونها «بيت الدرجه» ومكنتها من الخلف.. لذلك أذكر عندما كنت أمخر بها عباب شارع الجامعة في الرياض أثناء السيول كنت أنظر إلى الآخرين بزهو.. خاصة أصحاب المرسيداسات حيث كان هذا النوع من السيارات ينطفئ بمجرد ما يخوض «في شبر مية» على رأي إخواننا المصريين.. وكان لنا زميل ظريف يملك سيارة مرسيدس فكان يقول «إذا شاف السحاب في السماء طفى». كان الطريق ضيقاً والسفر معه مغامرة خاصة في أيام الحج والعطلة المدرسية الآن تغير كل شيء مساحات عريضة للمسار الواحد.. وأصبح محاطاً بشبك لا تعبره الجمال.. وتسير فيه بانسياب مريح.. وعلى مسافات ليست متباعدة تقوم المحطات والاستراحات والمساجد ودورات المياه.. أصبح خطاً عالمياً.. ونأمل أن تتطور شبكة الخطوط بين مناطق المملكة خاصة أننا بدأنا في الاهتمام بالسياحة والناس ليس كلهم يرغب ركوب الطائرة.. كما نأمل الاهتمام بالوسيلة الأخرى التي تكاد تكون موقوفة على المنطقة الشرقية وهي القطار.. كما نأمل الاهتمام بخط القصيم سدير فهو قد بذل فيه الشيء الكثير ويحتاج إلى الصيانة الدائمة والدقيقة فهو خط اقتصادي عظيم.. يبقى ما يربط الوسطى بالجنوبية عبر وادي الدواسر.. نأمل أن يأخذ حقه من المواصفات المتكاملة والفائقة.. فنحن في بلادنا نتميز بالخطوط البرية أو هكذا يتحدث عنا الآخرون.. وقبل أن تصل الطائف يتشوه هذا الخط الرائع.. فأين الصيانة؟! شكراً للمسؤولين عن هذه المسارات البرية المتطورة ونأمل ألا تتعرض للإهمال فتضيع أموال الدولة وفرحة الناس.
|
|
|
|
|
