|
| العالم اليوم
* سانكو «تكساس» د.ب.أ:
رياح دافئة تهب على مدينة سانكو في أكثر المناطق بولاية تكساس ذات طابع الغرب الأمريكي، والشوارع خالية، فأمام متجر مغلق توجد مضخة بنزين يعلوها الصدأ، زجاج نوافذ مدرسة عتيقة إغلاقها محكم بألواح خشبية. بينما العناكب تغزل خيوطها على باب كنيسة صغيرة، الصوت الوحيد المسموع صادر من طاحونة هواء مكسورة تحركها نسمات الهواء بتكاسل. والجوارح تحلق في دوائر فوق الحقول، فيبدو أن عجلة الزمن قد توقفت في هذه المدينة، سانكو التي كانت من قبل مليئة بالحيوية ومدعاة للفخر أصبحت الآن مهجورة، وهي واحدة من عشرات المدن المنتشرة في تكساس والتي يطلق عليها اسم «مدينة الاشباح»، وتحكي هذه المدن للزوار كيف عاش الامريكيون في الغرب، وبعض هذه المدن التي شهدت ازدهارا من قبل سقطت ضحية لاعصار بينما مصير مدن أخرى انتهى بفعل قرار لشركة السكك الحديدية عندما اختارت أن تسير قطاراتها عبر مدن أخرى أو عندما جفت حقول النفط التي اكتشفت هناك، ومدن هجرت بعد أن تعرضت لجفاف شديد وندرت فيها مياه الشرب، وإنشاء مدينة سانكو رعاة الماشية عام 1880، ولكن بعد فترة قصيرة من الازدهار بدأ العد التنازلي، وموقع المدينة صعبا مما جعل الكساد الكبير الذي تعرضت له الولايات المتحدة في الثلاثينات يؤثر عليها بدرجة كبيرة ويزيد من مشاكلها التي كانت تعاني منها بالفعل، ونهاية المدينة بدأت في الاربعينات عندما أنشئت العديد من الطرق في المنطقة مما أدى إلى استخدام المزارعين لها وشراء حاجياتهم من المدن بدلا من سانكو.تعبير مدينة الاشباح تعبير مرن فقد استخدمت ولاية مثل اريزونا مدن الاشباح لديها كمزارات سياحية، فالمدن التي تحوي مناجم ذهب مهجورة يتهافت السياح على زيارتها، ويوجد العديد من مدن الاشباح التي تستحق الزيارة مثل فورت فانتوم هيل في غرب تكساس حيث يمكن مشاهدة أطلال قاعدة عسكرية أمريكية قديمة، كما يوجد أيضا بقايا ما يطلق عليه انديانولا على ساحل خليج المكسيك وهي منطقة عاش فيها المئات من المهاجرين الالمان في منتصف القرن التاسع عشر.ويقول جاك تومسون من ولاية نيويورك الذي يقوم برحلة سياحية إلى مدينة ثاربر وهي إحدى مدن الاشباح في تكساس «هذه الاماكن توضح أكثر مما يمكن أن تشرحه كتب التاريخ، وتومسون مثل العديد من الامريكيين مهتم بماضي بلاده وتراثها الثقافي».
وأضاف «اعتقد انه من الرائع أن تبحث عن الاصول، مدينة كانت قائمة هنا من قبل والآن اختفت، العديد من قصص الحياة الواقعية وكذلك مفارقات القدر».
ويوجد في ثاربر التي تقع في شمال تكساس مدخنة ضخمة والقليل من المنازل كلها مصنوع من الخشب ولونها احمر، انشأ المدينة عام 1888 شركة تكساس والباسيفيك للفحم وفي وقت من الاوقات كان يسكنها أكثر من عشرة آلاف نسمة، وكانت هناك دار للاوبرا وشوارعها مضاءة بمصابيح كهربائية، ولكن منجم الفحم أغلق في العشرينات وهجر سكان المدينة منازلهم بعد ذلك.
|
|
|
|
|
