| العالم اليوم
* مانشستر بريطانيا أ ف ب :
كان الدكتور هارولد شيبمان طبيب العائلات البريطاني الذي يشتبه في أنه قتل 466 من مرضاه من النساء على مدى ال 25 سنة الماضية يفضل الفتك بضحاياه خلال فترة بعد الظهر وخاصة أيام الاثنين والثلاثاء والجمعة وهو ما يضفي على شخصيته مزيدا من الغموض، وإذا كان هذا الممارس العام الذي يبلغ من العمر 55 عاما حكم عليه بالفعل في كانون الثاني/يناير 200 بالسجن المؤبد اثر إدانته بقتل 15 من مرضاه، إلا ان تحقيقا جديدا فتح أمس الأول لبحث 466 حالة وفاة أخرى لمرضاه من النساء على مدى 25 عاما مارس خلالها مهنة الطب. وخلال الأربعة الأشهر التي استغرقتها محاكمته الأولى لم يتضح أي دافع محدد لجرائم القتل التي أدين بارتكابها بل ان شيبمان الذي كان يمارس المهنة في هايد، بالقرب من مانشستر، انكر دائما التهم الموجهة إليه.
وكان شيبمان يعمد الى قتل ضحاياه من النساء، وغالبيتهن من الطاعنات في السن اللاتي يتمتعن بصحة جيدة، في منازلهن الهادئة حيث يقوم باعطائهن حقنا تحتوي على مادة مخدرة من مشتقات الهيروين، الا ان السجلات الرسمية كانت دائما تعزو الوفاة الى أزمة قلبية أو الى نزيف في المخ بل ان بعض حالات القتل كانت تفسر رسميا على انها «وفاة طبيعية» بايحاء من شيبمان نفسه، ودائما ما كانت تحدث الوفاة عقب زيارة يقوم بها هذا الطبيب الذي كان يتمتع بحب مرضاه، لمنازل ضحاياه.
وفي تصريح لفرانس برس، تقول جين اشتون هيبرت، التي تعد جدتها هيلدا هيبرت التي توفت عام 1996 واحدة من ال 466 حالة، انه عندما قدم الدكتور شيبمان للمنزل لزيارة جدتها «قلت لنفسي سوف أذهب لأبحث له عن كتاب وعن شيء أقدمه له مع الشاي «لاعطاء الفرصة لكي يكشف على جدتها بهدوء، وتضيف انه خلال «هذه الفترة الزمنية التي غبت فيها، كان الطبيب هو آخر من رأى جدتي على قيد الحياة، وعندما عدت وجدتها جالسة على الأريكة وتبدو نائمة إلا انه قال لي انها توفت اثر أزمة قلبية شديدة». وتتابع حفيدة الضحية قائلة «لم تتفوه جدتي يوما بكلمة واحدة بحقه بل كانت تجده إنسانا رائعا».
ويهدف التحقيق الذي بدأ الأربعاء وينتظر ان يستمر عاما واحدا الى معرفة كم ضحية على وجه التحديد قام الطبيب شيبمان بقتلها بمثل هذه الطريقة ليفك رموز أحد أكثر الجرائم غموضا في تاريخ بريطانيا.
وقدر تقرير حكومي نشر العام الماضي ان هذا الطبيب قتل 236 من ضحاياه، كلهم تقريبا من النساء، غير ان رئيسة إدارة التحقيقات العامة دام جانيت سميث أعلنت عن 466 حالة وفاة مشتبه فيها وقعت خلال فترة ممارسة شيبمان لمهنة الطب بل يمكن ان يضاف إليها 152 حالة أخرى.
وترى جين اشتونهيبرت انه «سيكون من الصعب معرفة العدد الحقيقي لضحاياه طالما انه يرفض التحدث كما ان اعترافه بجرائمه الأخرى سيدينه وهو ما لن يفعله على الإطلاق.
ولم يكشف النقاب عن جرائم شيبمان إلا في عام 1998 عندما اكتشفت انجيلا وودروف ان وصية والدتها تم تزويرها وهو ما أدى الى التحقيق في أسباب الوفاة وبالتالي الى اماطة اللثام عما قام به شيبمان. وفي ظل غياب معلومات دقيقة حتى الآن عن عدد ضحايا شبمان، فإن الصحافة البريطانية أطلقت عليه عدة ألقاب من بينها «الشيطان» أو «السيد هايد الجديد».
ومما يزيد الأمور غموضا، ان شيبمان، وهو متزوج وأب لأربعة أطفال، كان طبيبا يحظى بتقدير كبير من مرضاه حيث ثبت ان 3 آلاف مريض كان لديهم سجلات لديه عام 1998 الذي تم فيه القبض عليه.
|
|
|
|
|