| العالم اليوم
*مانيلارويترز:
يترك عدد كبير من أثرياء مانيلا سياراتهم الفاخرة يعلوها الغبار والصدأ ليذهبوا إلى أعمالهم في مركبات لا تلفت الانظار.. لا يسلكون طريقا واحدا ويحرصون على سرية مواعيدهم.
وبعضهم يحملون أسلحة نارية وآخرون يستأجرون حراسا مسلحين لحمايتهم.. انه الخوف من الاختطاف. يعيش عدد كبير من رجال الاعمال الصينيين العرقيين في خوف من الاختطاف ويقولون ان هذه الاحتياطات ضرورية.
تنقض عصابات الخطف على الجالية الصينية الثرية في الفلبين منذ عشرات السنين ولكن أحداث الاونة الاخيرة تشير إلى أن هذه العصابات قد وسعت نطاق نشاطها الاجرامي.
اختطفوا هذا العام اثنين من سنغافورة وثلاثة بريطانيين. وتقول تقارير غير مؤكدة ان هذه العصابات اختطفت أجانب آخرين في الستة أسابيع الاخيرة.
يقلل مسؤولون حكوميون من خطر هذه الحوادث وينفون أن المشكلة تفاقمت.
ولكن الرئيسة جلوريا أرويو ماكاباجال أمرت هذا الاسبوع بتشكيل مجموعة جديدة لمناهضة الجريمة وقالت انها تشتبه في أن حوادث الاختطاف جزء من مؤامرة لزعزعة حكومتها.
احتلت حوادث اختطاف جريئة قام بها مسلحون في هجمات على منتجعات سياحية في الفلبين وماليزيا المجاورة هذا العام العناوين الرئيسية.
قال رجل اعمال صيني عرقي طلب عدم نشر اسمه «لم أتعرض للاختطاف على الاطلاق. ولكن عددا كبيرا من أصدقائي المقربين تلقوا تهديدات والبعض الاخر اختطف» وأضاف انه يبذل جهدا كبيرا للاستعلام والتأكد من خلفية موظفيه كما يتوجس خيفة من الزائرين.
وقد قال «في السابق كان يسمح لاي شخص بدخول بيتي عندما أكون غير موجود بعد اعلامي بالهاتف أو برسالة على الهاتف المحمول.
من جهة اخرى قال صينيون عرقيون ان ما لا يقل عن ستة من زملائهم قد اختطفوا في مايو أيار ويونيو حزيران وان عائلاتهم دفعت الفدية في هدوء لاطلاق سراحهم.
وفي الاسبوع الماضي قالت صحف ان ابنة رجل اعمال فلبيني صيني بارز اختطفت من الجامعة وأطلق سراحها بعد أن دفع أبوها فدية مقدارها «50 مليون بيزوس»، «مليون دولار».
وتثير حوادث الاختطاف قلقا في الاسواق المالية ويقول مسؤولون ومحللون ان موجة الاختطاف أحد أسباب أدنى هبوط منذ خمسة أشهر لقيمة العملة المحلية التي انخفضت إلى 53 .52 مقابل الدولار.
وأعربت سنغافورة التي أزعجها اختطاف مواطنيها عن قلقها لحكومة الفلبين وطلبت من السنغافوريين الذين يزورون مانيلا توخي الحذر واليقظة. وقالت السفارة البريطانية في مذكرة لرعاياها ان ثلاثة بريطانيين اختطفوا هذا العام وأن تكثيف ترتيبات الامن ضرورة قصوى. كما وجهت السفارات الآسيوية والبنك الآسيوي للتنمية تحذيرات مماثلة لموظفيها.
وقال رجل اعمال بريطاني في الخامسة والثلاثين يعيش في مانيلا منذ خمس سنوات ان الاجانب يخاطرون بأنفسهم بالتواجد في اماكن موبوءة بالجريمة وأن بعضهم تغريه نساء بالذهاب معهن أو تقدمن لهم مشروبات مخدرة في الحانات.
ولكنه قال ان الجالية الاجنبية روعت باختطاف سيدة بريطانية في قلب المدينة. قال في اشارة إلى مركز تسوق في مانيلا الذي أثار قلقنا أن سيدة انجليزية اختطفت خارج جلوريتا.
وحفزت حوادث الاختطاف حكومة أرويو على اللجوء للهجوم وأمرت بتشكيل مجلس لمكافحة الجريمة يعمل مع وكالات الامن للحد من الاختطاف وجرائم أخرى.
وقالت أرويو التي تولت الرئاسة في يناير كانون الثاني انها تشك في أن حوادث الاختطاف الاخيرة أكثر من مجرد عمليات ابتزاز.
قالت في مؤتمر صحفي ان هذه الحوادث ربما تكون جزءا من مؤامرة شريرة لزعزعة حكومتي.. يبدو ان الحصول على فدية ليس الهدف.
بيد أن وزير الداخلية جوي لينا قال ان دعاة التخويف يروجون لخطر الاختطاف. قال لرويترز: عدد حوادث الاختطاف هذا العام وحتى الآن أقل منه في نفس الفترة من العام الماضي..وتبالغ رسائل تنتشر عبر الهاتف المحمول في خطورة هذه الجرائم.
|
|
|
|
|